قصة وفاء صديق
يحكى أنه كان هناك طفلان أحدهما ولد في عائلة فقيرة ويسمى منير
والآخر ولد في عائلة غنية ويدعى إياد أحبا بعضهما كثيرا فكانا نعم الصديقان،
درسا معا في نفس المدرسة وترافقا معا طيلة حياتهما وعاشا أياما لا تنسى وذكريات لا تمحى،
إلى أن جاء يوم أراد منير أن يعتمد على نفسه ويبني لنفسه تجارة ومستقبل، وسافر في تجارة خارج المدينة
ولأن إياد ابن تاجر كبير في سوق الذهب، وكان يعيش في رغد وثراء، فقد كثر من حوله الأصدقاء.
لكن للأسف لم تدم هذه العيشة الهنيئة، حيث تُوُفِّيَ والده الذي كان يعتمد عليه،
ولأنه لم يحسن إدارة ثروته افتقر، وتفرَّق الأصحاب من حوله.
ذات يوم عَلِمَ بأن منير قد عاد إلى البلد بعد أن صار رجلا ثريا له تجارة واسعة في بيع المجوهرات فقصده أملا في مساعدته.
ولما وصل إلى قصره، أخبر الخدم بقصَّته حتى يبلغوا سيِّدهم، ويسمح له بمقابلته.
لكن منير رفض لقاءه، فعاد إياد أدراجه حزين مكسور القلب.
بعد يومين حدثت أعجوبة.
فقد حضر منزل إياد ثلاثة رجال أعطوه حجر الياقوت،
وأخبروه بأنها دين عليهم لأبيه
أخذ إياد الياقوتة وكأنه في حلم، لكن من يشتريها الان؟
إنها الأعجوبة الثانية؛
فقد أتت سيدة نبيلة تبتاع المجوهرات، اشترت منه الياقوتة بمبلغ كبير أعاده إلى سوق الذَّهب،
تذكر إياد بعد حين نكران صديقه فأرسل له بيتين من الشعر:
رأيت النّاس قد ذهبوا إلى من عنده الذهب ومن ليس عنده الذهب فعنه الناس قد ذهبوا
قرأها منير فآلمته فبعث إليه بأبيات تقول:
أمَّا الثلاثة قد وافوك من قبلي ولم تكن سببا إلاّ من الحيل
أما من ابتاعت الياقوتة والدتي وأنت أنت أخي بعزة العمل
وما طردناك من بخل ومن قلل لكن عليك خشينا وقفة الخجل
وهكذا عرف إياد حقيقة صديقه منير فقصد منزله شاكرا وتوطدت صداقتهما أكثر،
وأصبح إياد شريك منير في التجارة ويعمل معه،
حتى كبرت تجارتهما وأصبحا أكبر تاجرين في المدينة وتعاونا على إعانة الفقراء والمساكين
فالصديق الحقيقي يظهر في وقت الشدة (الصديق وقت الضيق).
عزيزي القارئ إذا كنت من هواة المطالعة فهذا الموقع يناسبك جدا لتطوير مهارة الإطلاع،
بحيث يتضمن قصص كثيرة ومتنوعة للأطفال والكبار، داخل أقسام متعددة