';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

سلسلة أبطال الثورة الجزائرية الجزء2 - حسيبة بن بوعلي

 
سلسلة أبطال الثورة الجزائرية الجزء2  - حسيبة بن بوعلي

شخصية حسيبة بن بوعلي

شخصية حسيبة بن بوعلي التي يقف أي شخص عند قراءة سيرتها البطولية وقفة تقدير واجلال نظير ما قدمته للشعب الجزائري من بطولات فذة رغم استشهادها في سن صغير، عندما نتحدث عن حب الوطنية نذكر حسيبة بن بوعلي.

من هي حسيبة بن بوعلي:

حسيبة بن بوعلي رمز التضحية والوفاء
بطلة ومناضلة في صفوف الثورة التحريرية المباركة التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر عام 1954م.
ولدت البطلة حسيبة بن بوعلي عام 1938م بمدينة الشلف غرب العاصمة الجزائرية
كانت فتاة جادّة ومجتهدة في دراستها الثانوية.

تعتبر شعلة مضيئة من الايمان وحب الوطنية، ومع اندلاع الثورة التحريرية تركت صفوف الدراسة
لتلتحق بالكفاح التحريري في اطار جمعية الشبيبة المسلمة؛
ثم التحقت بمجموعة "الدكتور الشولي" كممرضة أحيانا وكم مساعدة اجتماعية أحيانا أخرى
كانت تساعد في تقديم الأدوية والاسعافات الأولية للمجاهدين والثوار.

ماذا قال عنها العربي بن مهيدي:

قال عنها العربي بن مهيدي: أنها فضولية في المعرفة وتبحث دائما أن تعرف كل ما يواجهها من غموض
صرّحت للعربي بن مهيدي في اعتراضها عن التفجيرات قائلة أنه سيتم قتل أبرياء!؟
ردّ عليها العربي قائلا:
الوسيلة الوحيدة التي أمامنا هذه الطريقة (يقصد وضع المتفجرات في المقاهي والتجمعات العامة للفرنسيين)
فرنسا تملك دبابات وطائرات بالإضافة إلى قتلهم للأبرياء هم أيضا
قتلوا أطفالنا وشرّدوا نسائنا واعتقلوا وعذّبوا رجالنا وشبابنا... سلبوا حريتنا.
أعرف أن هناك أبرياء ونسوة ستقتل من خلال عملياتنا التي سنقبل عليها؛
لكن سيكون هذا السبيل الوحيد للضغط على فرنسا من خلال أهلهم وأبنائهم وحتى شبانهم وجنودهم.

اقتنعت حسيبة بالفكرة وسلّمت واذعنت للأمر لتجهيز نفسها لوضع المتفجرات في الأماكن العمومية للفرنسيين.
تعتبرعلاقة حسيبة مع "جميلة بوحيرد" و"علي لابوانت" و"عمر ياسف" وغيرهم من الثوارعلاقة وطيدة وقوية، ممّا ساهم في توافق وانسجام الآراء للتخطيط والتنفيذ.

كيف ساهمت في النضال الكفاحي؟:

التحقت بمجموعة المتفجرات؛ فكانت تنقلها مع الأسلحة وتمر بها عبر الحواجز العسكرية الفرنسية
دون أن يتفطّن لها الجنود نظرا لكونها كانت شقراء شديدة الشبه بالأوروبيات مع تقليد لباسهن...
فكانت حسيبة تطلب وتجمع مواد كيميائية لصنع القنابل.

قالت عنها جميلة بوحيرد:
"حسيبة" تملك شجاعة لا مثيل لها حتى عند بعض الرجال؛
فكانت تحمل معها القنبلة في حقيبتها الشخصية بكل شجاعة ودون خوف.
وتمر على التفتيش، فكان يتغزل بها الجنود الفرنسيين ظنا منهم أنها فرنسية؛
فكانت تبادلهم الكلمات الرقيقة واللطيفة باللغة الفرنسية فقد كانت تجيدها جيدا
وتخفي خلف ابتسامتها الساخرة القوة والعزيمة في نيل الانتصار عليهم.

كانت تتقن اللغة الاسبانية أيضا وتستخدمها أحيانا في التواصل مع الجنود الفرنسيين حتى توهمهم أنها سائحة اسبانية
كانت تمكث ساعات طويلة في المستشفى لصنع المواد المتفجرة حتى تورمت يديها وأصابعها واشتدّ بهم الاحمرار من المواد الكيميائية وشجعت كثيرا الفتيات الجزائريات على اكمال ومواصلة دراستهن

رسالة الشهيدة حسيبة بن بوعلي إلى عائلتها قبل استشهادها:

"...والديّ الأعزاء لحقتني بعض أخباركم يبدو أنكم في صحة جيدة هذا ما أتمناه لكم من أعماق قلبي.
لقد مضت تسعة أشهر لم نتواصل فيها مع بعضنا البعض هذا ما أقلقني كثيرا
أعرف أنكم منزعجين بسببي والشرطة كل يوم في المنزل.
لم يكن هيّن عليّ ولم أكن قادرة أن أكتب لكم أو أرسل لكم أي شيء
...كم تمنيت لقياكم

كل يوم يمر عليّ وأنا أذكركم، أراكم في منامي كل ليلة
مرّت علينا أيام صعاب إلى الآن ما زال الحال ليس بالجيد لكن هذا لا يؤثر على قوتي.
نحن نملك عزيمة وشجاعة.
اخوتنا يستشهدون كي يقودون بالبلاد إلى الحرية وإستقلال الجزائر
سمعت بتغيركم المنزل
اندهشت لكن كل شيء ممكن..
الفضول يدفعني كي أقول يا ترى أين أهلي يسكنون؟
وما أقلقني لا أستطيع أن أتخيل كيف أنتم تعيشون
كما كنت أتخيلكم من قبل في المنزل القديم كل يوم أكلّم نفسي وأقول إنهم ملتمون حول مائدة الطعام
وكل واحد في مكانه "لالة وخالتي زهية" معكم.

أعمامي الذين يقطنون خارج العاصمة يا ترى أي خبر عنهم!؟ يا ترى هل يراسلونكم!!
كم هي صعبة فراق العائلة والبعد عنهم
أتعلمون أن الشرطة الفرنسية تبحث عني كثيرا في العاصمة؟
 لا أستطيع فعل أي شيء وعليها قرّرت وهذا من واجبي أتوجّه للقتال .

اعلموا جيدا أنني قد أفيد في أي شيء، أقدم خدمة للوطن كممرضة
وأرجو قهر فرنسا ولو للحظات وأقدم الشعلة لمن بعدي حتى يستمر الكفاح لتحقيق النصر
أن أجاهد وأقاتل والسلاح بيدي والطريق صعبة كي يلحق الشخص للقتال
لكن أدعو الله وبعونه أصل سالمة لا تقلقوا عني لقد اشتقت إليكم كثيرا
لا تبكوني أموت مرتاحة وأنا متأكدة من كلامي لا يوجد حل آخر.

تفاصيل استشهاد البطلة حسيبة بن بوعلي:

صبيحة يوم الأحد من الثامن أكتوبر عام 1957 بعد الوشاية المريرة من قبل أحد الخونة الجبناء للشرطة الفرنسية تمت محاصرة المبنى الذي اختبأت فيه حسيبة بن بوعلي رفقة زملائها "علي لابوانت، حميد بوحميدي، والطفل الصغير البالغ من العمر 13 سنة عمر ياسف"

قامت المجموعة البطلة بالاختباء داخل المبنى خلف فتحة صغيرة من الجدار
بعد تأكد فرنسا من الخبر؛ أبلغت الشرطة الفرنسية حسيبة ورفقائها بانكشاف أمرهم وعليهم الاستسلام
وإلّا سيتم تفجيرا المبنى فوق رؤوسهم وقد منحوهم بضع دقائق.

سألت حسيبة زميلها علي عمّار المدعو "بعلي لابوانت" عن القرار الذي سيتخذونه خلال هذه اللحظات القليلة أخبرها علي أنه لا يأمن بفرنسا وفضّل الاستشهاد على الاستسلام الذي قد يؤدي به إلى التعذيب
وقال للمجموعة من يريد أن يخرج فليخرج.

ثم تماسكت المجموعة بقرارها بعدم الاستسلام وبعد انقضاء المهلة تم تفجير المبنى في منظر فظيع أمام سكان حي القصبة التي تعالت أصواتهم وصرخاتهم وهم واقفين لا يستطيعون فعل شيء
إنه منظر يسطر من أبشع جرائم فرنسا في تاريخ الاحتلال الجزائري.

وهدم مع المبنى بعض المباني المجاورة أدى إلى وفاة 24 جزائري من بينهم ثمانية أطفال
وحسب أرشيف فرنسا فقد تم تحديد هوية الشهداء "حسيبة، وحميد بوحميدي، وعمار ياسف، وعلي لابوانت
من قبل عائلاتهم

هكذا استشهدت حسيبة بن بو علي في الثامن من أكتوبر عام 1957م. 
لقد كانت حسيبة بالنسبة لأجهزة القمع الاستدمارية ارهابية خطيرة
أما بالنسبة للثورة الجزائرية فقد كانت احدى الفدائيات الأكثر نشاطا وفاعلية وحباً وفداءاً للوطن
وقد انتقلت إلى رحمة ربها شهيدة وهي في ريعان شبابها وميعة الصبا بعمر 19 سنة.
واستحقت أن يخلّدها التاريخ على صفحاته بأحرف من ذهب.

إذا أعجبتك شخصية اليوم أقترح عليك الشخصية التي قال عنها الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار: لوكان معي ثلاث من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم، للإطلاع على القصة اضغط 👈هنا👉

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-