قصة الجميلة النائمة زمان في ذلك الزمن الذي فات، هناك في الغابة المطلة على ضفاف النهر حيث أسوار القصر الشاهقة تتوسط الغابة ببنيانها البديع، يسكن الملك مع ملكته وبعد سنوات من انتظار المولود الجديد رزقهما الله بطفلة فائقة الجمال حسناء المنظر بهيّة الطلّة فرح الملك ّبابنته فرحا شديدا وقرّر أن يعزم كل من في الغابة، كما أنه بدأ أولا بدعوة الجنيات السبعة حتى تتمنى كل واحدة منهن أمنية لطفلته ا كما أنه بدأ أولا بدعوة الجنيات السبعة حتى تتمنى كل واحدة منهن أمنية لطفلته الصغيرة عندما تكبر وقبل بداية مراسيم الإحتفال طلب الملك من الجنيات السبع التقدم أمام الطفلة الرضيعة حتى تلقي عليها كل واحدة منها أمنية يجب أن تتحقق. تقدمت الجنية الأولى وتمنت لها أن تكون سيدة قومها لا يرد لها طلب ولا يخيب لها أمل ثم تقدمت الجنية الثانية وتتمنت لها أسرة سعيدة تملأ حياتها فرحا وسرورا، ثم تقدمت الجنية الثالثة وتمنت أن تكون ر ثم تقدمت الجنية الثالثة وتمنت أن تكون رسّامة مبدعة في تاريخ كل من سبقها ومن يلحقها، ثم تقدمت الجنية الرابعة وتمنت لها ذكاءًا خارقا وفطنة ونباهة لا مثيل لها، ثم تقدمت الجنية الخامسة وتمنت أن تكون فنانة مبدعة في العزف على كل الآلات الموسيقية ثم بعد ذلك تقدمت الجنية السادسة، تمنت لها أن تكون طّباخة ماهرة لا ينافسها أحد في أكلاتها الشهية وفي الأخير تقدمت الجنية السابعة ولما همّت بطرح أمنيتها قاطعتها الجنية العجوز التي نسي الملك أن يدعوها، وقد غضبت لهذا غضًبا شديدا وقالت: سوف تموت الأميرة عندما تبلغ سن 14 من عمرها بوخز إبرة آلة الغزل... والشرار يتطاير من عينيها بنظرات شزرة حاقدة حانقة ثم انصرفت تاركة خلفها بكاء ونحيب من طرف كل من هو داخل القصر وخاصة من أبويها لكن سرعان ما دخلت جنية أخرى طيبة خِّيرة تبدو عليها ملامح البشر والتفاؤل، توجهت نحو الملك وزوجته وطمأنتهما قائلة: أن الأميرة لن تموت في سنة 14 بل ستنام 100 عام ثم تستيقظ من جديد لحياة أفضل وأهنأ وأسعد. !!إطمأن الملك لكلامها لكن قال متعجبا: 100 عام!!! ونحن ما هو مصيرنا لا نراها بعد ذلك، إذا نعتبرها أنها ميتة بعد هذا العمر نكون قد كبرنا ونسِيَنا الدهر وانتقلنا إلى الحياة الأخرى ً ثم رجعت الملكة لتطمئنه أن كل من في القصر سينام معها ويستيقظون معا بنفس العمر؛ ذُهل الملك لما تقوله الجنيّه لكن لم يأخذه على محمل من الجد، حتى أمنية الجنية الشريرة قائلا: لا أحد يستطيع تحديد مصير أحد آخر. لكن زوجته الملكة خافت ثم أمرت الخدم بجمع كل إبر مغزل الصوف المتواجدة بالمملكة وحرقها وتخلصت منها كبرت الأميرة ولم يخبرها والداها بما سيجري لها عندما تبلغ 14 من عمرها لأنهما لم يكونا متيقنين من حدوث هذا فلقد تخلصوا من كل إبر المغزل ولم يعد هناك في المملكة من يغزل الصوف خوفا عن الأميرة. عندما أتمت الأميرة 14 سنة من عمرها توجهت كعادتها إلى أعلى البرج لتتمتع بالمناظر الجميلة المطلّة على الغابة والطبيعة الخلّابة لأن موقعها من الأعلى يبدو أجمل خاصة في فصل الربيع حيث الزهور وألوانها المتشكلة وزقزقة العصافير وتغريد الطيور وتنقلات الفراشات يشكل لوحة فنية بديعة وأثناء استمتاعها بالأجواء كانت هناك عجوز جالسة على حافة البرج وأمامها مغزل الصوف والإبر قد أكل عليها الدهر وشرب تقدمت الأميرة بخطوات بطيئة لتكتشف آلة الغزل التي لم تر مثلها في حياتها مدت يدها إلى آلة الغزل القديمة وبدأت تفتش وتبحث في تفاصيلها يمنة ويسرى حتى وخزتها إحدى إبر مغزل الصوف، مباشرة سقطت صريعة وكانت هذه العجوز هي العجوز ًالشريرة التي حضرت الحفل قبل 14 سنة وتوعدت لها بحفل ولادتها بهذا المصير. بعد مرور سنوات من الزمن صارت قصة الأميرة النائمة أسطورة يتداولها الناس كبارا صغارا أبا عن جد. وعندما مضى على القصّة الأسطورية قرن من الزمن... حدث أن زار الأمير الشجاع هذه المملكة بعدما سمع بهذه القصة الأسطورية، قرّر أن يبحث عن الأمر بنفسه بدافع الفضول والإستكشاف. وفي الطريق صادف شيخ هرم فسأله عن القصة والإشاعات التي نسجت حول هذا القصر الذي أصبح مهجورا، عبارة عن أطلال وخراب وقد التفت حوله الأغصان والأشجار حتى لا يكاد أن يتبين موقعه من الغابة. الأمير: هل صحيح أيها الشيخ ماسمعته عن هذا القصر و ما يتداوله الناس حول قصته!؟ فأجابه الشيخ: حدثني أبي .... وقصّ عليه الرواية مفصلة ثم ختم حكايته بقول وإلى الآن لا تزال الأميرة وأهلها نائمين داخل هذا القصر. ذُهل الأمير الشجاع مّما سمعه وتأكد منه ثم توجه مغامرا بنفسه ليقتحم هذا القصر الذي لم يجرؤ أحد على الدخول له منذ أمد بعيد بعد أن حذّره الشيخ من خطورة الدخول إلى هذا القصر لأنه مهجور لمدة قرن من الزمن الشيخ: كيف تخاطر بنفسك وتدخل!؟ "إنه محفوف بالمخاطر المجهولة من أشباح وجنون وعفاريت وحيوانات متوحشة" لكنّ الأمير أبى إلّا أن يكتشف بنفسه ويُرضي فضوله وعندما وصل أمام مدخل القصر... استغرب من الأشجار التي تلتف كل تفاصيل القصر من نوافذ وأعمدة ومداخل الأروقة والغرف ولا يكاد يتبين شيئا، فالطريق إلى داخل القصر كله مسدود فبدأ باقتحام القصر وقطع الأشجار الملتفة التي تعترض طريقه بسيفه الحاد لكن كلما قطع غصن نمى مكانه غصنٌ آخر بطريقة عجيبة، إرتعب الأمير الشجاع وتراجع قليلا ثم تقدم بقلب حازم وإرادة صارمة حتى ظهرت له جنية خّيرة طيبة ترغب في مساعدته على ما هو مقبل عليه ثم ناولته سيفا عجيبا من خلاله يستطيع أن يقطع الأشجار ويفتح الطريق بكل سهولة، وصل إلى منتصف القصر وفجأة ظهر له تنين ضخم ينفث من فمه شرارات من النار واللهب وقذفه بلهب كبير ولم يجد الأمير الشجاع بُدًا من أن يحتمي خلف سلاحه (السيف العجيب) واضعا إّياه أمامه يصوبه إتجاه اللهب القادم إليه
اصطدم هذا اللهب بالسيف العجيب ثم ارتّد على التنين وقضى عليه ثم توجه الأمير الشجاع حتى يلقي الضربة القاضية على التنين ليتفاجأ بوجود جنية شريرة وجهها مخيف في هيئة التنين، وضع السيف على رقبتها ليكتشف أنها قد لقيت حتفها جثة هامدة وكانت هي نفسها تلك الجنية الشريرة ومباشرة اختفت وراءها كل الأغصان الملتفة حول جدران ونوافذ وأبواب القصر ودخلت أشعة الشمس لتزين زوايا المكان وظهرت له الجنية الخّيرة قائلة: لقد طال انتظارنا لك أّيها الأمير الشجاع و البطل المغوار هيا بنا لابد لك من أن توقظ أنت الأميرة ولا أحد يملك هذا السر غيرك لتضع حًدا للمأساة التي دامت 100 عام وكانت نذير شؤم على هذا القصر وسكانه. بدأ الأمير الشجاع بالبحث عن الأميرة النائمة في الغرف والقاعات حتى دخل كل الأماكن ولم يجدها قرّر أن يتوجه إلى أعلى البرج لربما تكون هناك.. وبالفعل وجدها ملقاه نائمة بكل تفاصيل جمالها وكأنها نائمة للتو وضع يده على خدها ليربت على وجهها ضربات خفيفة حتى تستيقظ وما هي إلّا لحظات بعد أن أمسك بيدها إستيقظت الأميرة واستيقظ كل من في القصر،... والديها والخدم... أعجب الأمير جدا بجمالها الأخّاذ الفاتن وأدهشته ملامح وجهها وشعرها الذهبي الذي يشبه أشعة الشمس المتراقصة في كبد السماء. أنهى الأمير الشجاع المأساة و أبطل مفعول السحر الذي دام 100 عام ودّبت الحياة داخل القصر وظل يمتن ويشكر الله أن وضع بطريقه هذا الأمير وظل يشكر الأمير على صنيعه شكرا جزيلا وطلب منه أن يطلب كل ما يريده ومهما أجزى له من العطاء لا يوفيه حقّه أما الأمير فقد طلب طلبا واحدا وهو أن يتزوج بالأميرة وافق الملك والملكة والأميرة بكل فرح وسرور الملك: لايوجد أحد يناسبها غيرك وبارك الخدم وكل أهل البيت وأهل الأمير هذا الزواج وعادت كل الأمور إلى مجراها الطبيعي وكأن شيئا لم يحدث وتزوج الأمير الأميرة وعاش الجميع في سعادة وهناء. |