قصة جحا وجائزة الملك

قصة جحا وجائزة الملك

كان يا مكان في قديم الزمان، رجل فقير الحال  يدعى جحا يقيم مع زوجته بجزيرة قبرص
مرت الجزيرة بسنوات جفاف وقحط عصيبة، فاضطر جحا للسفر بعيدا إلى جزيرة أو بلاد أخرى طلبا للرزق.
اشتهى ملك الجزيرة  لحم الطيور، لكنّها انقرضت بالجزيرة؛ فقد هاجرت إلى الجنوب نظرا لقلّة القوت وندرته.
فوعد الملك الناس أنَّ من يأتينه بطير، يمنحه مكافأة يختارها بنفسه.
وهكذا راح الجميع يبحثون في كل مكان عن الطيور يصطادونها، لكن لم يظفر أحد بها فاستاء الملك وحزن…

في تلك الفترة عاد جُحا من الغربة، وقد أحضر معه بطتين سمينتين، ولمّا علم من أصحابه بما وعد الملك.
أخذ البطتين وأسرع بهما إلى القصر، وهو يحدث نفسه:
لعلي إن اغتنمت هذه الفرصة وأهديت البطتين للملك، أفوز بجائزة قيِّمة تُغنيني عن جهد العمل والاغتراب.
أدرك جحا باب القصر، فمنعه الحارس بحُجه أن الملك مشغول.
فأخبره جحا بأنه أتى ببطتين سمينتين يشتهيها الملك.

اقترح عليه الحارس أن يقدم البطتين بدلا عنه، فرد عليه جحا قائلا:
أتحسبني مغفّلا حتى أعطيك بطتي فتنال الجائزة مكاني؟!
فعرض عليه الحارس أن يأخذ ضعف ثمنهما، لكن جحا رفض، فأخبره الحارس بأنه لن يسمح له بالدخول إلا اذا وعده بنصف الجائزة
وافق جحا على العرض لأنه لا يملك حلا آخر،
وحين قابل الملك حيّاه باحترام، وقال له: "سيدي الملك، جئتك ببطتين  سمينتين هديةً منّي،
 أرجو أن تنال إعجابك."
"شكر الملك جحا، ثم قال "أطلب ما تشاء أيُّها الرجل الطيّب."

أجاب جحا:
أرجو أن تسمح لي بتنظيف حديقة قصرك من الحشائش الضارَّة."
فانفجر الملك ضاحكا:
"كنت أظن أنك ستطلب مالا أو جواهر."
قال جحا: "لقد وعدتَ ووعد الحُر دَين"
لم يجد الملك بُدا من الاستجابة لرغبته وأمر بتنظيف الحديقة، ولما ناصفها، صاح جحا:
"سيدي الملك  لقد وعدتُ الحارس بنصف الجائزة ثم قص عليه قصته مع الحارس.
فجيء بالحارس وأمر بتنظيف ما تبقى من الحديقة، أعجب الملك بنباهة جحا وأمر له بجائزة تساوي 1000 دينار وقال له:
"لو كان في الرعّية بضعة من أمثالك ما فسد المُلك وما ظُّلم النّاسُ."

تعديل المقال