';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

حكاية بونزي

حكاية بونزي
حكاية بونزي



 حكاية بونزي

 تخيّل نفسك أنك نائم وتستيقظ وتجد نفسك أصبحت غني
وأنت غير مطلوب منك إلا أن تشترك بمبلغ مالي وتقنع الناس الآخرين يشتركوا معك
ويحقّق ربحا سريعا وكأنك وجدت أو كسبت كنز علي بابا
وتبدأ من يومها تمسك الحكايات من الأحلام والأماني والأوهام وترفع سقف التوقعات
وفي النهاية تستيقظ على واقع مرير أن الموضوع كله من النصب والاحتيال

دعونا نكون صريحين من البداية...
امتلاك ثروة مالية حلم يراود الغالبية
لكن هذه الغاية يمكن أن تتركنا نغفل عن الواقع ونكون ضحية سهلة لعمليات النصب والاحتيال
ويعتبر التسويق الشبكي أو الهرمي أحد أنواع طرق الاحتيال
وهو نظام بيع هرمي يعتمد على أخذ مبالغ من ضحايا جدد واعطائهم لضحايا القدامى
على أساس أنها أرباح...ويستهدف الناس الذين يمتلكون رغبة في الثراء السريع
هذه الفكرة لا تحتاج ذكاء خارق لأنها قائمة على اقناع الضحايا أنهم سيكسبوا المبالغ كبيرة في وقت قصير
ولا تستغرب إذا عرفت أنه من ضمن الضحايا محامين وأطباء ومثقفين وغيرهم 

لكن كيف نشأ التسويق الهرمي؟
ومن هو الأب الروحي لهذا المخطط؟ 

حتى نعرف أصل الحكاية؛ دعونا نرجع للماضي قليلا
وبالضبط سنة 1903 ونتعرف على "تشارلز بونزي"
اسمه هو الذي يعرفنا على واحد من أكبر المحتالين على وجه الأرض
"تشارلز بونزي" واحد من أكبر المحتالين في التاريخ الأمريكي
هو أول واحد أنشا طريقة الاحتيال الشهيرة سلسلة (بونزي او بونزي سكيم) 

بدايته:

"تشارلز بونزي"شاب محترم دخل جامعة روما
لكنه لم يكمل دراسته لأنه لم يستطع على رسوم الجامعة
وأول وظيفة اشتغل فيها عمل كنادل في مطعم
لكنه طرد بعد فترة لأنه كان ينصب على الزبائن
وبعد أن فقد الأمل أنه يمكن أن يُكوّن ثروة بايطاليا؛ قرّر عام 1903 الهجرة إلى أرض الأحلام

هاجر بسفينة إلى أمريكا وبالتحديد في ولاية بوسطن،  قادم من ايطاليا
وكان معه في محفظة النقود 200 دولار؛
لكنه خسرهم كلهم لأنه كان طول الرحلة يلعب بالقمار 

لمّا وصل لأمريكا لم يبق معه في محفظته فقط دولارين وكان له مقولة شهيرة:
"نزلت في هذا البلد بدولارين ومليون دولار بالأحلام"
لكن الواقع لم يكن مثل ما كان يظن بونزي
بداية حياته شقاء وكان ينتقل من عمل لعمل؛
مرة في المطاعم ومرة بالمحلات لينتقل بعدها الى كندا في مونتريال

لكن في سنة 1907 توظف في البنك عند شخص ايطالي
وكانت هذه الوظيفة نقطة التحول في حياة بونزي لأن البنك كان يعطي فائدة للمستثمرين 6%
لكن البنك بالرغم أنه كان شغال يعمل بشكل صحيح والأمور جيدة؛
فجأة توقف التمويل وقلّ المستثمرين وهنا في وقتها خاف أن تنكشف الخدعة

 فاضطر صاحب البنك أن يهرب إلى المكسيك، واكتشف بونزي أول رسالة في الاحتيال
بعدها انضم بونزي إلى عصابة تهرب المهاجرين الايطاليين بين الحدود الامريكية الكندية
وقبض عليه وسجن سنتين. 

بعد ورطة السجن قرّر بونزي أن يتراجع ويتوب عن الاحتيال
ويبدأ في العمل بشكل شرعي ويعمل بانضباط لكنها لم تكن توبة صادقة وحقيقيه
وسرعان ما اشتاق لطريقة النصب والاحتيال
في سنة 1919 يكتشف بونزي الكنز الذي سيغير حياته؛ وهو الكوبونات وقسائم البريد
يستطيع الشخص أن يشتريها بدولار وباستطاعته أيضا تغييرها إلى طوابع البريد 

بونزي لم يكن يعلم شيئا عن هذه الكوبونات، لكن اكتشف بعدها أنها الدجاج الذي يبيض الذهب
لأن هنا فرق كبير بين سعر شراء الكوبون في ايطاليا وعندما يستبدلها بطوابع في أمريكا
وقدّر بونزي الفائدة من هذه العملية ب 400%
وببساطة استطاع بونزي أن يقنع الكثير من أقاربه ومعارفه أنهم ينضمون لمحفظته
التي تتاجر في كوبونات والطوابع البريدية

فكانت نظرة بونزي بعيدة، ووعد المستثمرين بأرباح خيالية تصل إلى 50% خلال 45 يوما
ولأن بونزي يمتلك كاريزما جذّابة جعل المستثمرين يقتنعون بكلامه بسهولة
وفعلا استطاع أن يدفع لهم 50% التي وعدهم بها خلال 45 يوما
ومن هناك وصلت شهرة بونزي إلى الآفاق وكان حديث الجميع في بوسطن
لدرجة أنه استطاع أن يوظف موظفي مبيعات
وكثرة النجاح هنا الذي حققوه استطاعوا أن يوظفوا موظفين يعملون تحتهم 

وخلال ستة أشهر حقّق بونزي 30 مليون دولار
لكم أن تتخيلوا أنّ 75% من شرطة بوسطن كانوا مستثمرين معه
وشهرته كانت تزيد يوما بعد يوما لدرجة أنهم كانوا يسمونه مخترع المال 

نهاية بونزي: 

كانت نهايته درامية...
أحد الصحف اسمها ذا بوست (the post)
بدأت تتسائل وتنبش حول مصدر هذه الآلة الهائلة التي تضخ كل هذه الأموال
بما معناه من أين لك هذا يا بونزي؟ 
ولأن بونزي كان سِجّل اجرام، هذا الشيء ساعد أنه تنكشف حقيقته بسهولة
وألقي عليه بالقبض من طرف الشرطة ودخل السجن وكانت نهاية أسطورة بونزي 

ماذا نستنتج من هذه الحكاية؟

خداع الناس أسهل من اقناعهم أنهم قد تم خداعهم
لماذا ننخدع في الناس بسهولة؟ لماذا يوجد أناس يضحك عليهم بسهولة لدرجة تصل إلى حد السذاجة؟
معقولة يوجد ناس طيبين إلى هذا الحد؟
ومعقولة يوجد ناس عندها القدرة على تصديق أي شيء؟
هل هذه الرغبة من الناس  تصل إلى درجة أن أحدهم يستغفلهم أم هي قلّة وعي؟
لماذا نتصور أن جميع الناس طيبين؟

عزيزي القاريء لمزيد من القصص المعبرة والمفيدة التي تحمل في طياتها الحكم الثمينة اطلع على المزيد من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-