';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

حكاية كفاح إمرأة -الجزء 5

حكاية كفاح إمرأة -الجزء 5
حكاية كفاح إمرأة - الجزء 5



 ماذا حدث بعد وفاة صفية وكيف تربوا أبنائها وعند من؟
قبل متابعة القراءة لهذا الجزء يمكنك الإطلاع على الأجزاء السابق من هنا
 

حكاية كفاح امرأة (الجزء 5)

 بعد وفاة صفية أخذت الجدّة خيرة أحفادها وفرغ البيت من الصغار (حسين ونورة وزينب وأحمد)
أما أخوهم الكبير عبد القادر كان يعرف قيمة الأسرة و الحياة والتجمّع مع اخوته كلهم
فأصبح يقسّم أوقاتا وأياما في بيت أبيه وتارة أخرى في بيت جدّته

 أما الصغيرة "زينب" كانت تحت رعاية وتربية أختها الكبرى عائشة
عندما كانت أمها على قيد الحياة؛ تحبها وتحنو عليها وتراعيها...

بعد مرور سنة

 ذات مرة عندما أرادت نصيرة السفر عند أختها في المدينة رفقة ابنتها عائشة
قرّرت عائشة أن تصحب معها إلى السفر أختها "زينب"
فنزلت إلى منزل جد إخوتها عند "العم العربي" (والد صفيّة)   
وكالعادة دخلت المنزل على أساس أنها تريد أن ترى إخوتها وتسلّم عليهم
وبعدها أخبرت الجدّة خيرة أنها تريد أخذ أختها زينب معها إلى المنزل لتقضي اليوم مع إخوتها الصغار وترجعها بالمساء 

وافقت الجدّة خيرة وهي لا تعلم النية الحقيقية لعائشة بأنها تريد اصطحابها للسفر إلى المدينة
وزينب كانت تحب عائشة جدا وتفرح عندما تراها
لمّا عادت عائشه إلى المنزل نادت أمها:
أمي... أمي...
نصيرة: نعم!!
عائشة: أريد ان نأخذ معنا أختي زينب إلى المدينة
وأنا لم أخبر جدّتها بذلك...
تظاهرت وكالعادة أن آتي بها لتلعب مع إخوتي وأرجعها بالمساء
نصيرة: لا لا...  لا يمكن هذا ستقلق عليها جدّتها

السيدة خيرة ستقلق كثيرا على حفيدتها (ابنتها)
عائشة: لا يمكنني أمي أن أخبرها بذلك...
قطعا سترفض!!
إذا كانت ترفض أن تبيت عندنا فهل؛ ستقبل أن نأخذها معنا في السفر إلى المدينة!!
نصيرة: إذا ما شأننا فيها
اتركيها عند جدّتها ولا نريد مشاكل معهم 

عائشة: إنها أختي ولي حق فيها
ولطالما كانت أمها توصيني بها وتطلب مني أن أطعمها وألاعبها وأحرص على حمايتها عند اللعب
والآن تريد جدّتها وخالاتها أن نقطع تواصلنا مع إخوتنا؛
إلّا القليل من الوقت...
من المفترض أن يكبروا في بيت أبيهم.

لمّا سمعت نصيرة من ابنتها هذا الكلام ورأت إصرارها اذعنت للأمر وسكتت...
في صباح الغد الباكر، تجهزت عائشة وأختها زينب وأمها نصيرة وسافروا إلى المدينة
ومع انتشار أشعة شمس الضحى في السماء
جاءت الجدّة خيرة لتسأل عن حفيدتها ولماذا لم تأتي بها عائشة كما قالت لي؟
وتركتها تبيت عندهم
وكانت قلقة عليها كثيرا ليلة البارحة
وكأنها في بيت غريب ليس بيت أبيها وأمها ومسقط رأسها ومكان ترعرع اخوتها...

دقّت الجدّة خيرة الباب بقوة
فتحت فاطمة الباب: أهلا أهلا يا خالة...
الجدّة خيرة: أهلا -وعلامات القلق والغضب بادية على وجهها-
أين حفيدتي زينب!؟ وأين عائشة!؟
لقد أخبرتني عائشة بأنها سترجع أختها مساءا
وأين أمك لماذا سمحت لها بالمبيت!؟

ردّت عليها فاطمة:
ولما كل هذا القلق والغضب!!
أليست أختنا ومن حقها أن تقضي بعض الأيام والأوقات للعب مع إخوتها
الجدّة خيرة: أممم لا أقصد هذا ولكنها ما زالت صغيرة وتحتاج إلى رعاية وبهذا ستتعبكم
فاطمة: نضعها بأعيننا هي أختنا من لحمنا ودمنا
ثم واصلت فاطمة حديثها قائلة: على العموم زينب سافرت مع أمي وعائشة إلى المدينة

ما كادت تنهي فاطمة كلامها حتى انفجرت الجدّة خيرة غاضبة: ماذا... ماذا!!!
كيف حدث هذا ومن سمح لهما بأخذها معهم دون إذني يا لها من وقاحة
غضبت الجدّة غضبا غضبا شديدا وغادرت المنزل ونار الغضب تشتعل قلبها وهي تهدد...
حسنا سألقنكم درسا لن تنسوه. 

وصلت عائشة وزينب ونصيرة إلى المدينة وقضوا أياما جميلة عند الخالة مباركة
واستمتعت عائشة مع أختها بسفرتهم هذه بالتجوّل في الحديقة واللعب
وكانت زينب مسرورة جدا بالوقت الذي تقضيه في اللعب وشراء الألعاب والحلويات
واشترت لها عائشة فستان جميل فرحت به زينب كثيرا 

مرّت الأيام وعادت نصيرة وعائشة وزينب إلى القرية، إلى بيتهم وأسرتهم
لمّا سمعت الجدّة خيرة برجوع حفيدتها زينب
أسرعت لتأخذها وتوصل رسالة لنصيرة وعائشة عن الخطأ الذي ارتكبنه
لمّا وصلت إلى بيت نصيرة
طرقت الباب بقوة...
فتح اسماعيل الباب
دفعته جانبا ونادت بصوت عالي على حفيدتها (ابنتها)
ابنتي زينب... أين أنتي اشتقت إليك...
تعالي إلى حضني 

سمعت زينب صوت جدّتها (أمها)
وأسرعت إليها فرحانة مغتبطة لتعانقها وتريها الفستان الذي اشتريته لها عائشة والدمية الجميلة
لم تُعر اهتمام لهذه الأشياء ولما قالته ولم تسلّم على نصيرة وعلى باقي الأولاد
نظرت إلى نصيرة وعائشة بنظرة حادّة غاضبة
ولم تنبس ببنت شفة
حملت زينب وغادرت المنزل فورا 

مرّت عدّة أيام لم يزر أحد الإخوة، الإخوة الآخرين
وزينب قد اشتاقت لأختها عائشة وهي تحبها جدا ومتعلقة بها مذ كانت أمها على قيد الحياة
أصبحت زينب ببراءتها وعفويتها وطهارة قلبها تسأل عن أختها عائشة وجدّتها (أمها) تقول لها:
لا توجد عائشة لقد أخذتك مني دون إذن
وقلقت عليك كثيرا...
من اليوم لا توجد عائشة وانسيها نهائيا
ولا أريدك أن تذكري اسمها مرة أخرى. 

فهمت زينب ما تقصده جدتها (أمها) 
لكن لم تفهم لماذا وأي ذنب اقترفته عائشة حتى تغضب كل هذا
وكان كل مايطرق الباب تفرح زينب وتسرع لفتح الباب ظناً منها أنها عائشة أتت لتأخذها معها
لكن عندما تفتح الباب تجده شخصا آخر وتنكسر فرحتها وانتظار 
وبدأت تحن وتردّد كلمة عائشة قبل النوم
وتخرج في الصباح إلى الشارع تنادي باسم أختها عائشة
"عائشااااا.... عائشاااا..."

رأتها خالتها "نجية" تقوم بمناداة أختها عائشة بصوت عالي في الشارع وتصرخ وتبكي
حتى أدخلتها البيت وضربتها ضربا مبرحا
وهي طفلة صغيرة لا تتعدى أربع سنوات من وقتها تناست الطفلة زينب أختها عائشة
ولم تتجرأ يوما أن تسأل عنها وتقول أريد أن أذهب لأختي عائشة جرّاء الضرب المبرح الذي تلقته
وخوفا من أن يتكرر معها هذا الضرب وهذا الأذى الموجع

و قد كانت عائشه أن فهمت الرسالة لما أتت الجدّة خيرة لتأخذ أختها عند عودتهم من المدينة
ولم تجرؤ أن تذهب لرؤية زينب وأخواتها الصغار
وتمّ التفرقة بين الإخوة وصار الالتقاء بينهم لفترات متباعدة

ولمّا التقت العائلتين في إحدى المناسبات أخبرت السيدة "نجية"  (أخت صفية رحمها الله)
عائشة عن الموقف الذي حدث مع زينب عندما كانت دائما تسأل عنها.
نجيّة لعائشة: لقد كانت زينب دائما تسأل عنك في تلك الفترة
وتبكي وتصرخ وتنادي باسمك في الشارع حتى تأتي لتأخذيها
عائشة: حسنا ولماذا لم تتركوها تأتي مع أخوها عبد القادر
نجيّة: لقد ضربتها ضربا مبرحا من وقتها لم تذكر اسمك

أسرّتها عائشة في نفسها وكتمت غيظها احتراما للخالة نجيّة التي تكبرها سنا وبعمر أمها
وقالت في نفسها: "حسبنا الله ونعم الوكيل،
بكل برودة تقولي هذا الكلام في وجهي وتحرميني وأختي الصغيرة يتيمة الأب والأم من بعضنا البعض
وفرقتوا بين الأخوة جميعا.
وقد كانت وصيّة أمهم أن يتربوا معنا في بيت أبيهم.


                                                                                                             يتبع...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-