![]() |
قصة سندريلا |
زمان في ذلك الزمن الذي فات كانت هناك فتاة صغيرة جميلة اسمها سندريلا،
ماتت أمها وتركتها وحيدة مع أبيها دون إخوة بعد سنة من وفاة الأم، قرّر الأب أن يتزوج مرة ثانية.
كانت هذه المرأة التي تزوجها شريرة وقاسية أنجبت له بنتان
لكنهما لا يختلفان عنها في طباعهما القاسية الشريرة وهذا ما جعل وجهيهما قبيحتين
رغم ملامحهما الجميلة لأن الأخلاق السيئة تجعل الوجه قبيحا مهما بلغ من الجمال،
كبرت سندريلا مع هذين البنتين وطوال حياتها معهما كانتا يغاران منها كثيرا لأنها أجمل منهما.
تمر الأيام ويموت الأب تاركا سندريلا وحدها مع زوجه أبيها الشريرة
وابنتيها صاحبتا الخُلق الذميم والمعشر السيء مثل أمهما
فصارتا يقسوان عليها، كما أن زوجة أبيها الشريرة القاسية دائما ما كانت تكلف سندريلا بالأعمال المنزلية الشاقة،
كتنظيف المنزل ومسح الغبار وغسل الأواني وجمع الحطب وتحضير الطعام وترتيب المنزل،
حتى تكلفها بالأعمال التي تخص ابنتيها كغسل ملابسهما،
كما أنها عزلتها في غرفة لوحدها لا تأكل معهن ولاتجتمع معهن في مكان واحد
وفي أحد الأيام قرّر ملك المدينة إقامة حفل لكل سكان المدينة المجاورة للقصر
وشملت الدعوة سندريلا وزوجة أبيها والبنتين لك
زوجة الأب الشريرة، قررت أن تأخذ ابنتيها وتمنع سندريلا من حضور الحفل
وكان الهدف من إقامة هذه الحفلة حضور جميع بنات المملكة؛ حتى يختار الملك زوجة جميلة لابنه الأمير
أخذت الشقيقتان وأمهما يجهزن أنفسهن ويلبسان أحلى ما عندهن من الثياب
كما أن الشقيقتان المغرورتان طلبا من سندريلا أن تساعدهما وتحسن تصفيف شعرهما
لأنهما لا يجيدان فعل شيء، أذعنت سندريلا لطلبهما خوفا من زوجة أبيها وخوفا منهن جميعا
حتى لا يعنفنها كالعادة. تشاجرت الشقيقتان على من تبدأ أولا بتسريح شعرها
جاء المساء وكانت الشقيقتان وأمهما في أبهى حلّة وهنّ على أهبة الإستعداد لحضور هذا الحفل الكبير
لربما يتم اختيار إحداهما من قبل الأمير أو الملك كزوجة للأمير وملكة جديدة للقصر
غادرت الفتاتين والأم المنزل وبقيت سندريلا وحدها في غرفتها تبكي حظها التعيس ألمًا وحرقة...
"لماذا يحدث لي هكذا ولماذا تعاملني زوجة أبي وابنتيها هكذا، فأنا دائما لطيفة معهن
لما هذه المعاملة!؟ ماذا فعلت لهن، أنا بريئة
اشتقت لك يا أبي لطالما كنت تدافع عني وتحنو علي
ولا ترضى إلحاق الضرر والأذى بي من قبل إخوتي وزوجتك
وهي جالسة تقاسم أحزانها مع أصدقائها الفئران حتى ظهرت لها فجأة ساحرة طيبة خاطبتها قائلة:
كُفِّ عن البكاء الآن لديّ عمل سحري يجعلك أجمل الجميلات و ستغادرين البيت الآن وفورا لحضور الحفلة.
حركت الساحرة عصاها السحرية نحو سندريلا وتحولت إلى منظر جميل
وثياب فخم وحذاء رائع كريستالي لم يُر مثله في المدينة كلها مع تسريحة مذهلة،
بدت كالعروس وأحضرت لها الساحرة عربة، تنقلها إلى القصر قبل بدء الحفل
وأمرت الخيول أن تأخذ سندريلا سريعا إلى القصر،
كما نّبهت الساحرة سندريلا على العودة إلى المنزل قبل منتصف الليل
وصلت سندريلا إلى القصر وما إن نزلت من العربة حتى رآها الأمير
وسُحر بجمالها الأخّاذ ومنظرها بهي الطلعة فقرّر مباشرة أن يختارها زوجة له وملكة لقصره
بعد أن رأى كل الفتيات اللواتي حضرن الحفل ولم يُعجب بأي واحدة منهن.
كما أن سندريلا أيضا وقع نظرها على الأمير فأعجبت به كثيرا أيّما إعجاب
.و هي في قمة سعادتها وانبهارها بأجواء الحفل
وبعد لحظات انتبهت سندريلا إلى الساعة وهي تشير إلى 12 ليلًا،
وما هي إلّا دقائق تفصلها عن العودة إلى المنزل حتى لا تشعر زوجة أبيها بحضورها فتعاقبها عقابا شديدا.
عادت سندريلا مسرعة إلى البيت وأثناء نزولها من الدرج وقع حذائها
فلم تكترث له وأسرعت إلى العربة متّجهة إلى المنزل
رآها الأمير في ذلك الموقف ورأى سقوط الحذاء من رجلها وأخذه مسرعا للحاق بها،
...لكنه لم يستطع اللحاق بها
وفي صباح الغد قرّر أن يبحث عن صاحبة هذا الحذاء
فبحث في كل البيوت المجاورة للقصر بيتا بيتا ولم تناسب فردة الحذاء أي واحدة
من البيوت التي طرق بابها حتى وصل إلى منزل سندريلا
فخرجت له زوجة الأب الشريرة
قال لها الأمير: أنا أبحث عن صاحبة هذا الحذاء
فقد وقع من صاحبته بالأمس في الحفلة وغادرت المكان مسرعة لم أعرف مالسبب!؟
هل يوجد في البيت فتيات!؟
أعجبت الأم بالحذاء كثيرا وردّت الشريرة كذبا قائلة:
هاذين ابنتي، فالحذاء لإحداهن...
قال الأمير: حسنا ..(تمتم بصوت خافت... هذين البنتين قبيحتين عن الفتاة التي وقع منها هذا الحذاء،
لكن قرّر أن يجاملها متأكدا أن فردة الحذاء لا تناسب إحداهن)
فأخذت البنت الكبرى تجرب فردة الحذاء بصعوبة جدا لكن لم يناسب رجلها لقد كانت كبيرة جدا وعريضة،
أما البنت الثانية فكانت رجلها رقيقة وطويلة عن الحذاء لم يناسبها أبدا
وأرادت البنت الكبرى أن تجرب الحذاء مرة ثانية مّدعية أنه حذاؤها وهي تحاول إدخال الحذاء بصعوبة،...
" قائلة في نفسها إنه حذاء جميل عليّ أن آخذه ...
أووو يا إلهي... لقد تعبت بالأمس من الوقوف لذلك انتفخت رجلي ولم يناسب مقاسي الآن
خاطبها الأمير قائال: يا سيدتي هذا الحذاء لا يناسبك إطلاقا..
وأين هو الزوج الآخر من الحذاء حتى نتأكد إن كان لك أم لغيرك
تلعثمت الفتاة ولم تعرف ماتقول...
الأمير: هل هناك فتاة في البيت!؟
رّدت عليه زوجة الأب: امممم نعم هناك خادمة قبيحة الشكل،
لكن الحذاء ليس لها و لا يناسبها إطلاقا فمن أين لها هي بحذاء كريستالي مثل هذا
الأمير: حسنا، لابأس استدعيها للحضور لنرى
لما أطلت سندريلا من غرفتها متجهة نحو الأمير خفق قلبه لرؤيتها، إنها هي... إنها هي...
الأمير هاكِ يا سيدتي هذه الفردة؛ أنظري إن كانت تناسبك أم لا...
جربت سندريلا الحذاء وما إن وضعت قدمها على الحذاء حتى دخلت بسهولة
وناسب مقاس رجلها تماما وسُرّ الأمير بذلك كثيرا
وأخبر أباه بالقصة وتزوجها وانتقلت سندريلا إلى القصر لتعيش ملكة بسعادة وهناء مع زوجها الأمير.
أما الشقيقتين البغيضتين وأمهما أخذت شرارة الغضب والغيرة والحسد تتطاير من قلوبهم الحقودة
وكان هذا جزاؤهما ولم يتزوجا أبدا، وعاشا بقيت حياتهن في تعاسة.
العبرة المستخلصة
على الإنسان أن يكون دائما طيب القلب حنونًا عطوفًا، طيب الطباع يحب لأخيه ما يحبه لأنه يرجع إليه ما أنفقه
كل ما تنفقه يعود إليك سواء خيرًا أو شرًا.
ولمزيد من قصص الأطفال المشوقة والممتعة التي تثري الرصيد الفكري وتوسع الخيال لدى الأطفال
يمكنكم زيارة القسم الخاص بقصص الأطفال من 👈هنا 👉