';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة الإمام أحمد ابن حنبل

قصة الإمام أحمد ابن حنبل

قصة الإمام أحمد ابن حنبل

قصة الإمام أحمد ابن حنبل


قصة الإمام أحمد بن حنبل، الذي وقف في وجه الظلم وصمد لأجل الدفاع عن الحق
ولو على حساب نفسه رغم التعذيب الشديد الذي تعرض له

المقدمة:

العقول تتفاوت بحسب ما فيها من علم وإدراك
وكذلك النفوس تتفاوت في همّها بقدر ما يشغلها من هم أمتها
هناك من همّه كما وصفه الشيخ الشهيد حسن البنا رحمه الله لقمة لينة ومركب فاره
وحلّة جميلة ونومة مريحة ومظهر كاذب ولقب أجوف
وهناك من صنع الهم فيه عقلا متحفزا لا يكف عن التفكير بالأمة وحاجاتها وما يصلح حالها
لا ييأس ولا يستسلم ولا يستريح

قالوا دخل الشيخ الإمام أبو سعيد الواسطي على الإمام أحمد بن حنبل
وهو في الحبس في محنته قبل أن يضربوه والناس في الخارج ينتظرون رأي الإمام
فقال الواسطي يا أبا عبد الله عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور بمعنى قل لهم ما يريدون سماعه
فردّ الإمام إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت
إستراح الواسطي واستراح غيره الذين يبحثون عن الأعذار،
حتى يؤثروا السلام على مقاومة الباطل والتضحية من أجل أمتهم
أما الإمام أحمد فكانت راحته في شأن عظيم حتى غدا في ثباته وصلاحه حديث الأولين والآخرين
ما قصّة الإمام أحمد ومحنته؟ وكيف خرج منها منتصرا؟ هذه هي قصة اليوم؟

الأمام أحمد بن حنبل علو الهمّة والعقول المستريحة

ولد الإمام أحمد بن حنبل الشيباني عام 164 هجرية
ونشأ يتيما ما رأى لا أبًا ولا جدًا ولم تتزوج أمه بعد وفاة زوجها
وآثرت أن تتولى تربية إبنها والتفرغ له
وجعلت حياتها كلها لإبنها أحمد، فشب على القناعة وعلى العزّة وقوة العزم
وجّهته أمه منذ نعومة أظفاره إلى العلم فحفظ القرآن الكريم
وظهرت عليه علامات النبوغ والجدية مقترنة بالخلق الجميل والحسن
هكذا التربية الحسنة إذا تفرغت الأم وكانت حريصة على العلم والأخلاق
حتى إذا إستكمل علوم الدين واللغة درس الفقه لكن ميله كان نحو علم الحديث

وكانت همته في علم الحديث عالية جدا تنقل وسافرالأسفار العظيمة لأجل طلب العلم
كان ينتقي شيوخه من ذوي العلم العميق والإيمان والأخلاق العالية
فاختار شيوخه وزاد عدد شيوخه عن 100 عالم من كبار العلماء،
تأثر بهم كان لهم دور كبير في بناء شخصيته

أبرز هؤلاء العلماء الذين تربى على أيديهم:
هشيم بن بشير لازمه الإمام أحمد أربع سنوات
كان يرى العالم هشيم جواز الخروج على الحاكم إذا ظلم وإذا جار
وثار ضد الطغيان العباسي مع إبراهيم شقيق محمد ذو النفس الزكية
كان في ثورة عظيمة إشترك بها عدد كبير من العلماء يسمونها ثورة محمد ذو النفس الزكية
وشقيقه إبراهيم وقتل إبن هشيم في هذه الثورة وكان من شيوخ الإمام أحمد الإمام الشافعي
الذي تعلم منه الإمام أحمد أصول الإستنباط

ومن علمائه الكبار الإمام الجليل عبد الرزاق الصنعاني إمام أهل اليمن
ومن أعظم من تربى وتعلم على يديه الإمام أحمد، إمام عصره يزيد بن هارون
وهكذا عاش الإمام أحمد بن حنبل يطلب العلم بهمة عالية
لم يكترث من أجل العلم بمتاع الدنيا وملذاتها
كان يعيش في بيت ضيق متواضع، كان يكتفي بالتمر أو بكسرة خبز يبللها بماء
هكذا كان يعيش حسب المصادر تذكر أن مسيرة الإمام أحمد في منتهى الفقر
لم يشترٍ في حياته كلها من الفاكهة إلا بطيخ وعنب في كل حياته 

وكان يقول الخوف من الله عز وجل يمنعني أكل الطعام والشراب
وإذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا إنما هو طعام دون طعام  للعيش،
ولباس دون لباس  يقول لا أريد ملابس ترفهني ملابس تسترني فقط
يقول وإنها أيام قلائل ما أعدل بالفقر شيئا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر
حتى الشهرة لا أريدها أريد فقط أن أنجو عند الله عز وجل
كان في منتهى العمق في علاقته مع الله عز وجل
وكان في قراراته التي أصدرها على نفسه لم يصدرها للناس لكن على نفسه
كان لا يقبل هدية ولا عطاء من أحد
وكان ينفر من مال الخلفاء الذين الذي يوزعونه على العلماء،
فيشترون به ألسنتهم وأحيانا علمهم 

كان يعيش على إيجار أو غلّة عقار ورثه عن أبيه لا يكفيه لا تكاد تسد حاجته
إذا ضاقت عليه الأمور ذهب ينسج ملابس ويبيع النسيج هكذا كان يعيش الإمام أحمد
وكما رفض الإمام أحمد عطايا الحكام وهدايا التجار رفض المناصب الرسمية
رفض القضاء في دولة عباسية تحكم بشرع الله رفض أخذ أي منصب رسمي في الدولة العباسية
لأنه يعتبرها دولة ظالمة فرفض القضاء وكان يرى أن تولي أي منصب من قبل الظالمين عون للظالمين

وكان لا يداهن ولا يجامل كان ينكر المنكر دون إبطاء إذا رأى منكر لا يتأخر
وليت اليوم من يدّعون إتباع الإمام أحمد يا ليتهم يسيرون على نهجه
في رفض الباطل وعدم الرضا بالظلم والظالمين
هذه الإمامة في الورع في الزهد كانت له مثل ما كانت له الإمامة في القرآن والفقه والحديث والسنة
هذا الجمع جعلت من الإمام أحمد بن حنبل إماما في كل هذا لكنه كان أيضا إماما في الرجولة
في الإرادة الصلبة في الصبر في الثبات على المبدأ والحق
كان إماما في علو الهمّة لا يستريح، يدافع عن كل ما يؤمن به يدافع عن عقيدته
يذب عن دينه يحميه يتصدى للبدعة يتصدى للشعوذات

كان أخطر ما ظهر في زمانه؛ الردّة الجديدة التي كادت بالإسلام والمسلمين وبأسس الدين
وهي فتنة القول بخلق القرآن
هي باختصار القول بخلق القرآن أن القران الكريم مخلوق أن الله سبحانه وتعالى خلق القرآن
لماذا خلق القرآن لأنه لا يتكلم، الله لا يتكلم لماذا لا يتكلم، لأن الكلام يتجدد والله سبحانه وتعالى لا يتجدد
هكذا فهموها يريد أن ينزهوا الله فألغوا صفة من صفات الله تعالى وهي صفة الكلام
والقول وهذا لو سمح به هو بداية العبث في كل صفات الله تعالى الأخرى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا 

ومعنى أن القرآن مخلوق وليس كلام الله كما أن السماوات والأرض والإنسان مخلوق
فهذا يدل على أنه معرض للنقص فكل مخلوق معرض للنقص هو ليس كلام الله كما يقولون
إذا هو مخلوق إذًا قابل للنقص والفناء وهذا  لو مر كان يسهل الطعن في القرآن الكريم
هذه العقيدة تبناها المأمون وأعلنها في عام 212 هجرية
أعلن القول بخلق القرآن
لكن في البداية لم يجبر أحد على هذا لم يلزم أحد فيما أعلنه
ولو بقي الأمر عند هذا الأمر لاندثرت الفتنة لأن العلماء بقوة حجتهم سيواجه سيواجهونها 

جهود العلماء وقوة حجتهم كفيلة بدحر هذه الفتن.
لكن المأمون أصدر إعلانه الثاني بالقول بخلق القرآن ودعوة الناس بقوة السلطان بل بالسيف
الذي لا يقول أن القرآن مخلوق يقتل أجبرهم على إعتناق هذه الفكرة
وأرسل واليه في بغداد أن يمتحن القضاة و فقهاء الدولة
وبدأ بسبعة علماء كبار معروفين في بغداد فكلهم استجابوا خوفا من السيف كلهم
الذي يقوله الخليفة موافقون عنه

فأول إرهاب فكري كان في تاريخنا هو إرهاب الدولة والمنحرفين هؤلاء المعتزلة
وليس أهل السنة الذين أرهبوا الناس
أهل السنة يؤمنون بالحوار، لكن الدولة مارست الإرهاب على يد المعتزلة
فلما رأى المأمون رأى إستجابة هؤلاء الفقهاء الكبار شجعه ذلك
لو رفضوا لتوقفت؛ لكن هؤلاء علماء السلاطين يزينون لهم فيتشجعوا أكثر
فحفزه ذلك على إختبار الآخرين من العلماء فامتحنوا الطبقة الثانية المشهورة
من ضمنهم أحمد بن حنبل فامتحنهم الخليفة مرة بعد مرة 

الإمام أحمد بن حنبل يقول القرآن كلام الله تعالى ولا أزيد على ذلك
فقالوا له قل هو مخلوق فقال الإمام أحمد لن أقول
فأرسل المأمون يأمر بحمل الرافضين إليه والذي إختبرهم كان والي بغداد
فأمر المأمون عندما وصلت الأخبار أن هؤلاء أربعة رافضين
أمر بأن يٌحملوا إليه وكان في قصر خارج بغداد فوثقوهم ليستجوبهم بنفسه
عند هذا التهديد الكل استسلم إلّا أربعة منهم الإمام أحمد بن حنبل
فشدوهم في الحديد مع هذا الضغط تراجع اثنين فبقى فقط اثنين 

انقسم العلماء... منهم من لان واستراح من البداية هؤلاء في الغالب علماء السلاطين
وهناك ناس عارضوا لكنهم ما ثبتوا أمام جبروت القوة فأجابوا، هذا الصنف الثاني
لكن الصنف الذي بقي على صموده لم يبق إلّا الإمام أحمد بن حنبل والشاب من العلماء الصغار إسمه محمد بن نوح
وسُيّر الإمام أحمد ومحمد بن نوح إلى المأمون وكان في ذلك الوقت قد ذهب إلى طرسوس 

فلما وصلوا إلى منطقة الرحبة مر بهما رجل من الأعراب من قبيلة ربيعة فسلّم على الإمام أحمد
وقال له اسمه كان صياد سمك يقول يا هذا يقصد الإمام أحمد (انتشر الخبر بين الناس)
إنك وافد الناس أنت مندوب الناس فلا تكن شؤما عليهم
وأنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه
إذا أجبتهم سيجيب الناس فتحمل أوزارهم يوم القيامة
وإن كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه، فإنه ما بينك وبين الجنة إلّا أن تقتل
وإنك إن لم تقتل تموت وإن عشت عشت حميدا

يقول الإمام أحمد عن هذا الرجل كان كلامه كلما تذكرته هو ممّا يقوي عزمي
لما إقترب الركب من مكان الخليفة آخر مرحلة آخر راحة قبل الوصول للخليفة
وصل خادم من خدام الخليفة يمسح دموعه وقال يقول يكلم الإمام أحمد:
يعز علي يا أبا عبد الله والله لقد رأيت المأمون يسل سيفا وهو يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن أن يقتلك بذلك السيف
فجثى الإمام أحمد على ركبتيه ورفع بصره إلى السماء وأخذ يدعو
"سيدي غرّ حلمك هذا الفاجر حتى تجرأعلى أولئك بالضرب والقتل"
"اللهم إن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مأونته بما شئت وكيف شئت"
وهذا هو الدعاء على الظلمة، ما الذي حدث بعد ذلك؟ 

دعا الإمام أحمد بن حنبل أن لا يريه الله المأمون..."إن شاء الله لا أراه"
وقال اللهم إن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤونته بما شئت وكيف ما شئت
وهذا وهذا هو الدعاء على الظالمين.
لم تمضِ تلك الليلة حتى جاء الصريخ من قصر الخليفة المأمون
...قد مات المأمون... قد مات المأمون... مات المأمون
بدعاء هذا الشيخ العظيم... مات المأمون

لكنه كان قد أوصى أخاه الخليفة الذي بعده المعتصم بالتمسك بدعوة خلق القرآن
وأن يستعين بالوزير أحمد بن أبي دؤاد هو أحد زعماء المعتزلة  المنحرفين
وهو الذي كان ينفخ في نار في جمر الفتنة خليفة المعتصم يختلف عن المأمون
المأمون رغم كل انحرافه لكن يقول أنا مهتما بالعلوم والآداب بالفكر والشعر 

أما الخليفة المعتصم تقول المصادر عنه رجل حرب عسكري ليس رجل علم ليس عنده أي علم
فقط قضية عسكرية فاستغل إبن أبي دؤاد إستغل ذلك وحرك الفتنة من جديد والمعتصم معه
وَرُدّ أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح بأقيادهما إلى بغداد
في الطريق مرض محمد بن نوح هذا الشاب العالم المسلم الذي صمد مع الإمام أحمد
فلما أحسّ بالموت يدنو منه يقال، وهو يكلم الإمام أحمد...
"يا أبا عبد الله إنك لست مثلي أنت رجل يقتدى بك قد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك ينتظرون موقفك
فاتق الله واثبت لأمر الله"

هنا عندما تحدث الفتن يجوز لعامة الناس ويجوز من غير معروف أن يأخذ الرخصة
إلّا من أكره وقلبه مطمئنا بالإيمان
لكن لا يجوز للدعاة المشهورين والعلماء المرموقين لا يجوز لهم أخذ الرخصة لأن الناس تقتدي بهم
هذه عقول المستريحين العقل المستريح يجوز له كذا إذا كان مضطر يجوز للعامة ولغير الناس المشهورين
لكن إذا اشتهر الإنسان واقتدى به الناس لعلمه لفكره لمكانته لا يجوز له أن يأخذ بالرخصة
يجب أن يقف مع الحق ولو ضحّى بدمه وأهله يجب أن يقف مع الحق
وهذا معنى الوصية التي أوصاها هذا الشاب العظيم محمد بن نوح وفعلا مات رحمه الله تعالى
وصلى عليه الإمام أحمد، ثم صدر القرار بحبس الإمام أحمد 

فقال: "ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"
السجن ولا أغير ديني وأغير مبادئي ومواقفي
مهما خسرنا من أجل مبادئنا ننام مرتاحين ننام وقد أرضينا ضمائرنا

ثم أخذوه إلى دار الخلافة نفسها وأدخلوه على هذا الخليفة العسكري المعتصم
وعنده زعيم الفتنة أحمد بن أبي دؤاد رئيس معتزلة أصبح الآن رئيس الوزراء أيضا
وجمع عدد كبير من علماء الفتنة وأذن للإمام
جلس يقول الإمام: جلست وقد أثقلتني قيود الحديد بيدي ورجلي فمكثت قليلا ثم قلت له:
أتأذن لي يا أمير المؤمنين في كلام؟
قال: تكلم...

قال الإمام: إلى ما دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فسكت الخليفة قليلا، ثم قال دعا إلى شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فقال الإمام: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
ثم قال الإمام أن جدك ابن العباس يقول (الآن يروي الحديث) هو من رواه الحديث

عن الإمام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول:
"لما قدم وفد ابن عبد قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
سألوه عن الإيمان قال أتدرون ما الإيمان قالوا الله ورسوله أعلم
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وأن تعطوا من المغنم الخمس"
وأنا أقر بهذا
إذا لماذا تعذبني؟
أنا على دين محمد صلى الله عليه وسلم كما أمر الناس لم أغير لماذا تعذبني؟

فقال المعتصم: والله لولا أني وجدتك في يدي من كان قبلي
(أنا استلمتك من الخليفة الذي كان قبلي ما عرضت لك ولم أكن أفتنك)
ظن الإمام أن في هذا فرج، لكن المعتصم طلب من الحاضرين أن يناقشه
فبدؤا يناقشونه وهو يرد عليهم ويسكتهم فإذا سكتوا تدخل إبن أبي دؤاد

وقال يا أمير المؤمنين هذا والله ضال مضل مبتدع
هؤلاء قضاتك والفقهاء والعلماء معك فاسألهم
فيسألهم الخليفة وهو لا يعرف شيئا ماذا تقولون؟ من هو الأصح؟
فيقول هؤلاء وهنا نتكلم عن علماء السلاطين الذين يقولون اضرب
والذين يقولون هؤلاء دمهم حلال وأمثالهم
قال ماذا تقولون في الإمام أحمد سألهم فقالوا: ضال مبتدع

وعلا صوت الإمام على أصواتهم بالحجة والدليل فأعياهم فردوه إلى السجن مرة أخرى
وهكذا علماء السلاطين يزينون للحكام الباطل بل حتى قتل مخالفيهم وقمعهم
(والمشهد يتكرر اليوم وأنتم ترونه)

ثم تكرر المشهد في اليوم التالي ورد الإمام أقوالهم وكل ما جاءوا بحجة من علم الكلام من علم المنطق
قال الإمام أحمد: لا أدري ما هذا... أنا أناقشكم بأدلة شرعية هذا الذي أنا أتعامل معه
أنتم تتكلمون بالمنطق أعطوني أدلة شرعية نتكلم عن قضية شرعية القرآن كلام الله وليس مخلوق
واستمر الحال على هذا حتى المغرب فمل المعتصم فأمر بالجميع أن يخرجوا
وبقى هو والإمام أحمد وابن أبي دؤاد وجاء إليه وحاول معه قال له فقط قل له الكلمة وأرحنا
فرفض الإمام أحمد فردوه إلى السجن 

فلمّا كان اليوم الثالث طالت المناظرات، أمر الخليفة مرة أخرى بالإمام فخرجوا
ثم قال:  يا ويحك يا أحمد أجبني كلمة واحدة فقط قل لي القرآن مخلوق حتى أخلّي عنك بيدي
فلم يتراجع الإمام أحمد فنادى الحراس وأمر الخليفة فربط على آلة خشبيه وبدأ يشد يديه 
حتى خلع يده من كتفه فأشفق عليه المعتصم،
لكن ابن أبي داؤد (علماء السلاطين) مرة أخرى أغراه قال:

"يا أمير المؤمنين والله إذا تركته يقولون غلب خليفتين، غلبك و أخوك"
فهنا إشتاط الخليفة فأمر بضربه بالسياط يتناوب عليه السواط هذا يضرب سوطين والآخر ثلاثة
كل واحد كل واحد يتعب الآخر يبدأ
ثم قام إليه المعتصم يا أحمد على ما تقتل نفسك
إني والله عليك لشفيق وجعل يؤنبه والعلماء موجودين يؤنبوه ثم صرخ واحد منهم... 

"يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، أقتله" يفتوا بقتله كما أفتى غيرهم بقتل المتظاهرين
فأمر المعتصم بمواصلة الضرب ثم قال أجبني إلى أي شيء ولو كلام يسهل المسألة
ليس شرط أن تقول أن القرآن مخلوق والله أطلقك على يدي، فلم يجبه
فأمر بجلده وجلده حتى أغشي عليه ثم كبوه على وجهه وبدأوا يمشون عليه يدوسون عليه
وهو مغمى عليه لا يشعر بشيء 

استفاق في اليوم التالي؛ وضج الناس الآن بالالاف
بدأوا يتجمعون حول دار الخلافة يطالبوا بإخراج الإمام أحمد
وبدأ يلوح في الأفق ندير ثورة
لما شعر الخليفة بهذا وأن الأمر سيتحول إلى ثورة عارمة
أخلى سبيله بعد أن أمضى في السجن 28 شهر
وجاء الناس إليه يسألونه ماذا قلت حتى نقول؟
قال وما عساي أن أقول "نقول أكتبوا واشهدوا أن القران كلام الله وليس بمخلوق"
هكذا إذا صمد أصحاب الحق وإذا صمد أصحاب الحق سوف يتراجع الباطل
لكن إذا توقف أصحاب الحق عن المطالبة بحقهم ولو يوم واحد توقفوا سيستقرالباطل

مات المعتصم وتولى بعده ابنه الواثق، فجاء وحمل نفس الفكرة
لكنه لم يتعرض للإمام واكتفى بإخراجه من بغداد وأوقفه عن التدريس وجعله في إقامة جبرية
ومات الواثق والناس في محنة
ثم جاء المتوكل واستلم الخلافة سنة 232 هجرية فأطفا نيران البدعة
وأقصى المعتزلة وقرب أهل السنة وجاء بنفسه وتودد إلى الإمام
وانتهت هذه المحنة بالزوال الباطل

لم يكن الإمام وحده الذي تعرضت له المحنة اشتدت الفتنة في أنحاء كل دولة الخلافة
ضاقت السجون بالعلماء والفقهاء الرافدين لهذا الباطل
كما تضيق السجون اليوم بالرافضين للانقلابات العسكرية والرافضين للاستبداد
أثبت المحنة صدق عزيمة الإمام أحمد وإخوانه من العلماء الذين صمدوا
وقوة إرادتهم وتحملهم وإعتصامهم بالله وتوكلهم عليه هو سر قوتهم سر هيبتهم 

بلغ سمو روحه وشرف طبعه أن جعل كل أذاه في حلم عفا عنهم كلهم إلا أهل البدعة
وكان يتلو للناس دوما وليعفوا وليصفحوا
في يوم الجمعه 12 من ربيع الأول من سنة 241 هجرية،
في يوم المولد النبوي أسلم الإمام روحه لبارئها وكان عمره 77 سنة
تزاحم الناس في الطرقات ليشهدوا جنازته
حتى بلغوا مئات الألوف في رواية ألف ألف مليون واحد صلوا عليه رحمه الله
رحم الله الإمام العظيم أحمد بن حنبل رحمه الله

تمر الحياة بالأحداث في عملية تدافع والصراع بين الحق والباطل
والناس تبعا لما يحدث حولهم أصناف ثلاثة:
صنف مثل الإمام أحمد توهج الحق في قلبه احاس بالقلق المحمود في عقله فإذا همّه قد كبر
فكبرت همته فقام ينصر الحق وينصر أهله ويدفع الباطل وجمعه
وصنف آخر لحقت به روح الإنهزام وتقيد باليأس والإحباط
فثبط غيره بل تمالى مع الباطل فهو والباطل سواء
وصنف ثالث يتمنى الأماني ثم هو لا يسعى إلى تحقيقها
 يقف متفرجا أو أغلق عليه بابه يقول مالي ولهذا فاستراح في ظنه

صاحب العقل المستريح ليس عنده هدف وليس عنده طموح يدفعه ولا غيره تحركه
إرادته ضعيفة يبحث عن أعذار يتتبع رخص يكثر كلامه يكثر جدله
لكن تقل أفعاله يردد ما يناصرهواه، حياته ليس فيها جدية وليس عنده شعور بالمسؤولية
لما طلب الواسطي من الإمام احمد التنازل لما يريده الظلمة حرصا على نفسه
ردّ عليه قائلا: "يا أبا سعيد إن كان هذا عقلك فقد استرحت

المصدر:👈 هنا👉

لمزيد من قصص وشخصيات تاريخية وإسلامية يمكنكم زيارة هذا👈 القسم 👉

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-