![]() |
قصة فتاة الأخلاق |
زمان في ذلك الزمن الذي فات يحكى أن هناك قصة رمزية أسطورية
لكنها تقدم مغزى للبنات وعبرة لكل نفس شريرة حاقدة
في ذلك الزمن سُطرت أسطورة الحكايات لفتاة وسيدة عرف قلبيهما الحقد والحسد
لا لشيء فقط لكره الغير وبث السموم على الآخرين
تقول الحكاية أن إمرأة أرملة كان لها ابنتين..
الكبرى شيماء والصغرى لمياء
كانت الفتاة الكبرى تشبه أمها تماما في الخَلق والخُلق شكلًا وطباعا
تصرفاتها طبق الأصل لأمها في العجرفة والتكبر
وعشرتهما منفرة لمن حولهم ولا تطاق
أما الفتاة الصغرى لمياء كانت تشبه أباها هي أيضا خَلقًا وخُلقًا
وأخذت منه صفات الطيبة والحنان والرّقة واللطف والصدق والعطاء وكل مسميات الأخلاق الحسنة
لقد كانت الأم تعامل ابنتها الكبرى شيماء بطريقة ودودة و تقربها إليها
والعكس صحيح بالنسبة للبنت الصغرى لمياء تنفر منها وتزجر في وجهها كلما كلمتها.. وهذا دأبها كل يوم
أما من ناحية التعامل في الأشغال المنزلية فقد كانت شيماء مدللة كسولة
تكثر النوم والراحة ولا تعمل شيء أما لمياء أغلب وقتها
تقضيه في المطبخ وتنظيف البيت ومختلف الأعمال المنزلية
كانت معاملة الأم لها كمعاملتها للخادمة أو شخص غريب وليست فلذة كبدها؛
فقط لأنها تشبه أباها وتذكرها به لأن أمها كانت لا تطيق تصرفاته
كانت تعتبره زوجا جبانا طيب وساذج مع أهله بطريقة غبية
وهذا لأنها إمرأة شريرة لا تناسبها الأخلاق الحسنة الحميدة
ومن بين أهم الأعمال المتعبة التي كانت تقوم بها لمياء
هي أنها تذهب كل يوم إلى البئر في مكان يبعد عن البيت مسافات طويلة لتحضر الماء في الجرّة الكبيرة،
فكان هذا حالها كل يوم
وفي أحد الأيام وهي تملأ الجرة إذ ظهرت لها إمرأة طاعنة في السن
ترتسم على ملامح وجهها عالمات البؤس والتعب
استأذنت السيدة من لمياء وطلبت منها شربة ماء يروي ضمأها
السيدة العجوز: هل من الممكن يا بنيتي أن تسقيني شربة ماء من الجرة الجميلة التي بيدك..
لمياء: طبعا طبعا يا خالة شرف لي أن أسقي شخصٌ ضمآن في هذا الجو القائظ.
ناولت لمياء السيدة شربة ماء وساعدتها في ذلك حتى ارتوت
(هيئة السيدة التعبانة والمرهقة والحزينة ما كانت سوى تمويها واختبارا للمياء)
وهو كذلك... لقد نجحت لمياء في هذا الإختبار بصدق أخلاقها وطهارة قلبها ورّقة ولطافة لسانها
أمسكت السيدة الفتاة الخلوقة لمياء من يدها وجلست على مقربة من البئر وقالت لها:
اسمعي يا بنيتي لقد نجحت في الاختبار
؟لمياء: أي اختبار
السيدة: لقد اختبرتك في سقيا الماء وكنت خير مثال للجود والكرم والأخلاق الفاضلة،
وباستطاعتي الآن أن أجعل فيك ميزة خاصة
لمياء: شكرا يا خالة بل هذا واجب علي أن أعين الكبار وأرأف بالصغار،
؟لكن ما هي هذه الميزة التي ستهدينها لي
السيدة: اسمعِ يا بنيتي من اليوم فصاعدا كل كلمة ينطق بها لسانك يفوح منها العطر
ويخرج من فمك مقابل كل كلمة لؤلؤة ووردة وقطعة ذهب
اندهشت لمياء من سماع كلام السيدة
لمياء ما هذا..! أصحيح ما تقولينه!؟
السيدة: نعم بالطبع لقد وهبتها لكثيرين من أمثالك
عودي إلى البيت الآن وانظري ماذا سيحدث
لم تصدق لمياء ما قالته لها السيدة العجوز واعتبرته أمر وغريب التصديق
!!عادت لمياء إلى البيت وما إن فتحت الباب حتى صرخت في وجهها أمها قائلة: ما هذا التأخر
لمياء: أعتذر جدا يا أمي لقد أوقفتني سيدة لأناولها شربة ماء
ما إن إنتهت لمياء من ترديد هذه العبارة،
حتى انتشر عبق العطور وملأ أرجاء المكان ونزلت قطع الذهب والورود
!الأم: ما هذا يا بنيتي!؟ من أين لك كل هذا
وكانت أول مرة تذكر لمياء أنها سمعت هذه الكلمة "بنيتي" في حياتها كلها.
وصّدقت لمياء ما قالته لها السيدة وقصّت على أمها وأختها القصة كاملة بكل عفوية وبراءة،
كل هذا والقطع الذهبية والورود تتناثر في المكان والرائحة الزكية تزداد انتشارا
الأم: حسنا هذا جميل سأبعث إبنتي شيماء إلى البئر لإحضار الماء وننظر ماذا يخرج من فمها
ربما يخرج من فمها ما هو أفضل منك من الأماس والجواهر الكريمة وبكميات كبيرة
حتى في هذا تحسد ابنتها وتتمنى الأفضل لابنتها الكبرى
في صباح الغد توجهت شيماء مثل ما فعلت لمياء
وصلت البئر وأخرجت الماء و ملأت الجرة وحدث نفس السيناريو الذي حدث مع لمياء
ظهرت السيدة بهيئة إمرأة شابة جميلة
ومثلت نفسها شديدة العطش وطلبت من شيماء شربة ماء لكن كيف كان الرد!؟
رّدت عليها شيماء بكل احتقار واستخفاف وتعالي وتكبر
"أنا لست خادمة عندك فالبئر أمامك وخذي ما شئت منه من الماء"
السيدة: ولكن لا يوجد لدي وعاء أملأ به الماء
شيماء: ما دخلي فيك، هذا شأنك دبري أمرك بنفسك
وانصرفت وتركت السيدة على حالها ولم تعي أنها في إختبار
السيدة:إذًا وهو كذلك سأجعل فمك ولسانك القذر يخرج مع كل كلمة تتلفظين بها
الديدان والصراصير والذباب والرائحة الكريهة
رجعت شيماء إلى البيت مغرورة متكبرة حتى دخلت على أمها وأختها
وقد نسيت الإختبار الذي أرسلت إليه من الأساس
وما إن نطقت بأول كلمة حتى خرج معها الديدان والصراصير والذباب والرائحة الكريهة
زمجرت الأم واستشاطت غضبا وقضّبت حاجبيها
وسوس لها الشيطان بأفكار سوداوية وانقلبت على بنتها الصغرى لمياء
واتهمتها أنها هي سبب ما حدث لشيماء بسبب غيرتها وحقدها وحسدها
وأن لها دخل في الموضوع من خلال اتفاقها مع السيدة
ففرت لمياء هاربة خارج المنزل و أيقنت أنها متعرضة لعقابٍ قاسٍ
تاهت لمياء المسكينة المظلومة بين الغابات وعانت ألوان الجوع والأسى والبرد
وهي على حالها هذا أيام عديدة تقتات من ثمار الغابات ومياه الأنهار
ذات يوم اتجهت نحو البحر تشكي همومها وآلامها وتسرح بفكرها وخيالها في مصيرها ومآلها
وما هي إلّا لحظات حتى مر من جانبها ابن الملك (الأمير نادر)
بخيله يمشى على الشاطئ انبهر بجمالها وساقه الفضول إليها ليعرف سر وحدتها
استأذنها بالجلوس وبادرها التحّية.
فردّت عليه التحية بمثلها ومع تحيتها العطرة خرج اللؤلؤ والقطع الذهبية والورود...
ازداد إعجاب الأمير بها وبلطافتها وأخالقها وقرّر خطبتها
واصطحبها معه إلى القصر الملكي وتم الزواج في أفخم مراسيم الزفاف
وعاشت لمياء مع زوجها الأمير في سعادة وهناء وكان هذا جزاء أخلاقها وصبرها
أما الأم الشريرة فقد انزعجت من تواجد ابنتها معها بهذا الشكل
فكل كلمة تخرج معها الديدان والذباب والصراصير فطردتها خارج البيت
وكان مآل شيماء التشرد في الغابات إلى أن عثر عليها جثة ووليمة للحشرات والضباع
والأم بقيت وحيدة حزينة قضت عليها الكآبة والحزن وفقدت عقلها.
المغزى والعبرة من القصة
هذا كان مآلهن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره،
الجزاء دائما من جنس العمل كما أن التفرقة بين الأبناء عواقبه وخيمة.
علاقة الإخوة من جهة وعلاقة الأبناء مع الآباء والأمهات من جهة أخرى،
لذا يجب على الوالدين مراعاة شعور الأبناء والعدل بينهما في المعاملة والإنفاق
حتى ينشأوا على تربية خلوقة حسنة وُيملأ البيت بالحب والدفء والود واللطف.
ولمزيد من قصص الأطفال المشوقة والممتعة التي تثري الرصيد الفكري
وتوسع الخيال لدى الأطفال يمكنكم زيارة القسم الخاص بقصص الأطفال من 👈هنا 👉