![]() |
قصة ميكيافيلي |
هل الغاية تبرر الوسيلة؟
البعض طبعا سيستعجل ويقول الإجابة واضحة وسهلة طبعا الغاية لا تبرر الوسيلة
لكن إذا كان الجواب فعلا بهذا الوضوح فكيف سنفسر حيلة سيدنا يوسف عليه السلام
في إستخلاص أخيه من بين إخوته
وكيف نفسر موقف الصحابي نعيم بن مسعود رضي الله عنه
عندما كذب في محاولة تخذيل قريش ويهود المدينة في غزوة الأحزاب
بعض الناس ترفض مقولة " الغاية تبرر وسيلة "
نعم لكنهم أيضا في واقعهم العملي هناك الكثير من المخالفات فما أصل تلك النظرية!؟
أصلها كتاب الأمير ذا برنس ميكافيلي
هو بطل قصتنا لهذا اليوم من برنامج قصة وفكرة
قبل أن أبدا بالتعريف من الضروري أن نعرف هذه الشخصية
هذه الشخصية التي ما زالت هي المعلم الأكبر للحكام والقادة العسكريين
هو مرجعهم إلى اليوم إذا عرفنا هذه الشخصية سنعرف كيف نُحكم اليوم
ميكيافيلي: ولد في عام 1469 في فلورنسا في إيطاليا في وقت كانت إيطاليا في قمة الهيجان السياسي
كانت إيطاليا آنذاك مقسمة إلى أربع مدن رئيسية كل مدينة دولة
وكل دولة من هذه الدول الصغيرة تهيمن عليها عائلة ثرية أشبه بولايات منفصلة عن بعضها
ولذلك بسبب هذا الإنقسام وهذا الضعف كانت كل مدينة منها على الدوام
تحت رحمة واحدة من الحكومات الأوروبية القريبة:
فرنسا ألمانيا وغيرها منذ عام 1434 ميلادي أي قبل ميلاد ميكيافيلي بحوالي 35 سنة
كان مسقط رأس ميكيافيلي مدينة فلورنسا أو دولة فلورنسا
كانت تحت حكم عائلة ثرية جدا إسمها عائلة مديسي أو مديشي
كان الميديشيون هؤلاء قد أقاموا حكم يعني اقام حكم إستبدادي وراثي إستبدادي
لكن الشكل كان شكل ديمقراطي يحافظ على الأنظمة الجمهورية القديمة
والتي ورثوها وسيطروا بحكم كما ذكرت إستبدادي بشدّة
سيطروا على زمام الحكم الحقيقي أمام شكل البرلمان وانتخابات وحكومة جمهورية
شبّ ميكيافيلي في عهد أمير من أمراء عائلة مديشي أطلق عليها أهل فرنسا إسم لورانزو العظيم
إعتبر عهد لورانزو هذا عصرا ذهبيا للنهضة الأوروبية والإيطالية كلها
كان لورانزو أديبا كان شاعرا كان مهتما بالأدباء والفنانين وأهل العلم
وطوروا المدينة طوروا الدولة فصارت فيها رفاهية مادية وأموال كثيرة
نشأ ميكافيلي في هذه الأجواء كباقي الشباب في تلك الفترة
كانوا كما يقول ميكيافيلي عن نفسه و عنهم يقول: كانوا أحرارا أكثر من أبائهم
كانوا قد تحرروا في الملابس في حياتهم الشخصية صرفوا الكثير من مظاهر البذخ التي يعيشونها
مبذرين في كل النواحي بذروا الأموال وبذروا الأوقات هدفهم طبعا الجمال واللعب والنساء
كان هدفهم الرئيسي أن يبدو الشخص فيهم بمظهر جميل وأن يصل إلى منصب جيد
وأن يتحدث بلباقة وذكاء كل هذا يفسر لنا نظرة ميكافيلي للشعب وللناس من واقع حياته
هو كشاب حياته رخاء حياة إزدهار وعائلة مستبدة وحكم جمهوري
شكل ديمقراطي لذلك كان يؤمن بأمور من المهم أن نعرفها لأنها شكلت فلسفته
وهي تشكل فلسفة معظم الحكام اليوم كان يؤمن بأن الناس تسيطر عليهم الرغبات الشهوات
كان يؤمن أن الناس أهم شيء عندهم حب البقاء والأمن
وليس القيم والأخلاق كان يؤمن أن الناس يميلون لتقليد من يقودهم ولا يفكرون
يؤمن أن الناس يسهل للتلاعب بهم إذا وجد القائد الماهر يلعب بالناس كما يشاء
كان يؤمن بأن معظم الناس أنانيين نظرهم قصير متقلبون يسهل خداعهم
هذه النظرة للشعب هي أساس الفلسفة السياسية لميكافيلي وكل من يحكم اليوم
بناءًاعلى رأي ميكيافيلي
تقوم نظرية ميكيافيلي على إلغاء الأخلاق إلغاء الفلسفة الأخلاقية التي تحكم السياسة
وتحويل السياسة إلى مسألة عملية واقعية لا علاقة للأخلاق بها
كانت النظرية السائدة قبل ميكيافيلي تقول:
"أن الهدف الرئيسي للدولة هو تنمية الأخلاق العامة للشعب
فجاء ذلك وجعل الهدف الرئيسي للدولة هو الحفاظ على الأمن وزيادة رفاهية الناس
وألغى مبدأ الصح والخطأ بل ألغى مبدأ الحق والباطل
واستبدلهم بمبدأ مصلحة الشعب، حماية الشعب، أمن الشعب، تلبية إحتياجاتهم، إبعاد الخطر والأذى المحتمل عنهم
أهم من أخلاق القائد عند مكيافيلي أهم من مبادئ القائد وفعالية القائد وحذر القائد من المكائد
كان ميكافيلي يؤمن أن القائد الجيد هو الذي لديه طموح عالي
الذي يعرف كيف يحمي نفسه كيف يكون عنده حب البقاء
القائد الجيد عنده الذي يحرص على أن يكون هو وأهله أغنياء على طريقة ماديشيا
هذه الصفات غريبة رغم أنها صفات شخصية
يقول ميكيافيلي: هي التي تصنع القائد الممتاز لإدارة الدولة
إذا الإنسان عنده طمع و طموح وهكذا...
هو الذي يعرف يقود الناس ولذلك قدم ميكيافيلي في كتابه الشهير ذا برنس الأمير
قدم مجموعة نصائح للقائد الجيد في كيفية تحويل هذه الصفات الشخصية إلى ما فيه مصلحة الدولة
كيف يحولها من صفات شخصية إلى ما ينفع الدولة؟
ميكيافيلي عنده فرق كبير بين الأخلاق الشخصية وهو يسميها الفضيلة الشخصية
والتي يمارسها الإنسان في حياته الشخصية
والمفروض حسب كلام ميكيافيلي المفروض يمارس حياته الشخصية وفق قيّم مسيحية يؤمن بها ميكيافيلي
عنده فرق بين التصرفات الشخصية والأخلاق الشخصية وبين الفضيلة القيادية وفضيلة الأخلاق
كقائد الأخلاق عند ميكيافيلي للقادة يجب أن لا تنبع من الدين
وإنما يجب أن تنبع من القيم الرومانية التي كان يمارسها هو
هكذا يقول المحاربون القدماء الرومان القدماء أجلاديتيرز من أجل تحقيق الطموح والمجد
يقوم بقتل الآخرين والوصول إلى الثروة بهذه الطريقة هذه هي الفضيلة عند القائد
يرى ميكيافيلي هذه الأمور لدى القائد تنسجم تماما مع الطبيعة الشخصية للإنسان العادي
فالشعب إنسان عادي مقبول عند الناس ما يقودهم إلى واحد هكذا أخلاقه
وبالتالي تتناسب مع القيادة التي يحتاجها الشعب
طبعا أن القائد ضروري أنه يحلل الموقف قبل إتخاذ القرار
ولا يتخذ قرار إلّا بناء على التصرف الأخلاقي للناس هذه المسألة لا يحسب حسابها على فكرة
وإنما يبنيها ليس على التصرف الأخلاقي وإنما على التصرف الواقعي
فالأخلاق إذا كانت مفيدة يستفيد منها وإلّا في الواقع والناحية العملية هي الأهم
وبالتالي الناس عنده أنانيين، الناس ستنطلق من الأنانية وليس من الإيثار
هذه نظرة ميكيافيلي للناس
ثم في عام 1494 حدث شيء فجأة، حكم المديشي الوراثي هذا سقط فجأة
وظهر راهب دومينيكي إسمه سابو نارولا تمكّن من السيطرة على فلورنسا
وأعاد الجمهورية وأعاد الديمقراطية وأصلح الحكم ونجح في إقامة حكومة دينية مسيحية
وكان يدعو الناس إلى التقشف، حياة متشددة بعيدة عن حياة الرخاء لآل ميديشي
فبعد ما سيطر هذا قام وتحول الأمر عنده إلى ديكتاتورية فتحكم في الناس بإسم الدين
وتحكم في أموال فلورنسا ثم ما لبث أن انهارت حكومة هذا الراهب وأُعدم وأُحرقت جثته في عام 1498
على فكرة ميكيافيلي كتب عنه كتابا كاملا وكتب عنه في كتاب الأمير
وأسماه النبي غير المسلح يقصد به هذا الراهب طبعا عندما سقط حكمه
رجع حكم ديمقراطي مرة أخرى هنا ليس قبل أن نكمل هذا
يفسر لنا ما يؤمن به ميكيافيلي من مبادئ السيطرة والقوة
يؤمن بضرورة إستعمال القائد السياسي للعنف
لأن هذا الراهب عندما سيطر إستعمل العنف في القضاء على الناس بإسم الدين وأوجد الخوف
فيقول ميكيافيلي: القائد السياسي يجب أن يستعمل العنف والقوة لماذا!؟
لأن العنف القوي يولّد الخوف والخوف أساسي للسيطرة على الشعب
عرفتوا كثير من الحكام منطلقاتهم نفس المنطلقات هذه
يؤمن ميكيافيلي أن القائد المهاب الذي يخافون منه الناس أفضل من القائد المحبوب
وأن المحبة والهيبة هذه لا يجتمعان إلّا نادرا
ويؤكد على صفات القائد السياسي يجب أن يكون قائد عسكري في طريقة إدارته
من أهم صفات القائد العسكري ما هي!؟
الشجاعة، النظام، الإنضباط،
يقول ميكيافيلي: هذه نفسها هي أساس الحياة السياسية أساس القائد السياسي
أساس الحياة السياسية هي المؤامرات النجاح العسكري يعتمد على ماذا!؟
يعتمد على المخابرات التجسس خداع والوقاية من التجسس
يقول لي هذه الأمور ضرورية كذلك لكل نجاح سياسي
ولذلك هو أول من طرح نظرية متكاملة للتّآمر السياسي
كانت طبعا تمارس في أرض الواقع قبله إلّا أنها لم تطرح كنظرية سياسية
يقول ميكافيلي: لأن الخداع والتّآمر مرفوض في الحياة الشخصية
لكنه ضروري للنجاح السياسي لأنها مصلحه الشعب في النهاية يقول:
القائد من الضروري أن يفهم أهميه عدم الإلتزام بالوعود
القائد يجب ألّا يلتزم بالوعود إذا كانت الوعود ستؤثر على إدارة الدولة وعلى أمن الدولة
فيقول كلاما ويَعِد بأمور ثم لما يسيطر يفعل أشياء أخرى
هذه ليست أشياء غريبة هذه مبادئ "مبدأ الغاية تبرر الوسيلة"
هو المبدأ الأهم بالنسبة للقائد السياسي كما طرحه ميكيافيلي وليس القيم الأخلاقية
ماذا حدث بعد سقوط حكم الراهب !؟
كيف ألّف كتاب الأمير كيف وضع نظريات السياسية التي تكلمنا عنها
كل هذا سنتحدث عنه بفكرة "الغاية تبرر الوسيلة" وشخصية القصة ميكيافيلي
ميكيافيلي: بعد أن سقط حكم الراهب سارع فورا لتأييد الحكومة الجديدة في دولة فلورنسا التي يعيش فيها
وفعلا إستوعبوه وتنقل في عدّة وظائف حكومية
حتى أصبح بعد عدّة أشهر سكرتيرا للمستشارية الثانية لجمهورية فلورنسا
طبعا هذا يعتبر منصب عالي جدا وهي التي تشرف على كل الشؤون الخارجية والعسكرية
واستمر في هذه المناصب العالية في الحكم 13 سنة أي حتى عام 1512
،في هذا العام حدث ما لم يتوقعه أحد ولم يتوقعه ميكيافيلي
حيث عادت عائلة ماديشي للحكم مرة ثانية
وطبعا فورا بدأوا يتخلصوا من خصومهم واتهموا ميكيافيلي بالتآمر ضدهم
فلم يكن كذلك لكن هكذا ظنوه فسجن وعذب وأخيرا أفرجوا عنه
واختار أن يعيش حياة العزلة في الريف ثم فلورنسا
في هذه الفترة التي قضاها في العزلة في الريف كانت حياته جدا جدا بسيطة
كان يقضي نهاره بين الحطابين يتحدث إليهم يتعرف أخبار الناس أخبار الدولة
ويسمع الإشاعات التي تنتشر بين الناس
ثم يجلس بين القصابين والبنائين يلعب ورق ويلعب نرد كما كان يروي
وكان يقضي جزءا من النهار في الخلوة يقرأ فيها بعض الكتب
أما في المساء فهي فترة غريبة جدا فترة الخلوة والكتابة الحقيقية
كان عندما يريد أن يكتب عن السياسة كان يعيش أجواء غريبة
تتناسب مع ظروف الكتابة عن السياسة
هو يصف نفسه في تلك الفترة فيقول:
عندما يحل المساء أعود إلى البيت وأدخل إلى المكتبة
بعد أن أنزع ملابسي الريفية التي غطتها الوحول والأوساخ ثم أرتدي ملابس البلاط والتشريفات
وأبدو في صورة أنيقة وأدخل إلى المكتبة لأكون في صحبة هؤلاء الرجال الذين يملأون كتب المكتبة
فيقابلونني الناس الذين في الكتب تقابلني فيقابلونني بالترحاب وأتغذى بذلك الطعام الذي هو لي وحدي
حيث لا أتردد بمخاطبتهم وتوجيه الأسئلة لهم عن دوافع أعمالهم فيتلطفون علي بالإجابة
هو طبعا يجاوب هو يحلل شخصيات هو يقوم يجاوب ويكتب كل هذا
ولأربع ساعات يوميا لا أشعر بالقلق وأنسى همومي
تخيلوا معي كيف كان يقضي هذه الفترة فترة الكتابة كأنه يعيش في بلاط السلطة
يحاور الشخصيات التي يكتب عنها ينصحها ويجيبون
في هذه الفترة أخرج ميكيافيلي كل أفكار السياسة
وفي عام 1513م وهو في هذه العزلة
ألّف كتابه الشهير الأمير ذا برانس ووضع فيه خلاصة فكره السياسي الذي تكلمنا عنه سابقا
وحاول من خلال هذا الطرح إعطاء النصائح السياسية
وهدف أن يصل الكتاب لعائلة مديشي في كيفية الحكم السياسي القوي
وكيف يتجنبوا الدسائس السياسية غير الأخلاقية التي أسقطتهم من قبل
محاولة منه ليتقرب إليهم لكنهم مع ذلك لم يقبلوه
ويقال أنه أهدى نسخة من هذا الكتاب قبل أن يطبع نسخة هذه الكتابة اليدوية
إلى لورينزو الثاني من عائلة مديشي الذي كان يحكم
إلّا أنه مع كل هذه المحاولات لا لورينزو ولا عائلة مديشي قبلته
ولم تعينه في أي منصب مقرّب من السلطة بعدها بدأت تتحسن العلاقات بطيئا
وعاد ينخرط في الحياة بعدما منح حكام فلورنسا من آل مديشي
منحوا للمواطنين صلاحيات واسعة وخففوا سلطتهم الديكتاتورية
فعندها صار له قليل من المجال فأصبح ميكيافيلي وآخرون مستشارون للناس
حسب ما ينص الدستور الجديد في عام 1520م طلب كاردينالدينيشي من ميكيافيلي أن يكتب تاريخ فلورنسا
وفعلا عكف ميكيافيلي على كتابة تاريخ فرنسا ومعه أيضا تحليلاته وشغله هذا الكتاب حتى عام 1525
ثم في عام 1527 تحدث مفاجأة مرة أخرى ويسقط حكم آل لميدشي مرة أخرى
وأمّل ميكيافيلي أنه يعود لبلاط السلطة كمستشار مرة أخرى
لكنه ما لبث أن مرض ومات في نفس هذا العام قبل أن يعود لأي منصب في السلطة
كتابه الذي كتبه كتاب الأمير كتبه في عام 1513 لم يطبع لم ينتشر نسخ فردية
لم ينشر إلّا في عام 1532 بعد وفاته وحري طباعة كتابه كثيرا
ومنع بل حتى أن الكنيسة أصدرت قرارا بتحريم قراءة كتب ميكيافيلي
مثل ما يعمل بعض العلماء عندنا اليوم إحراق الكتب منع الكتب تحريم قراءة كتاب
تحريم سماع عالم من العلماء هل يمكن منع الفكر؟
فانتشر هذا الكتاب وصار يحكم العالم وصار يحكم السياسة إلى هذا اليوم
"أهم مقولات ميكيافيلي "الغاية تبرر الوسيلة
هذه أهم مقولاته وبناء عليها برر للقائد أي شيء في سبيل الحفاظ على حكمه
رأينا أثر هذا في الإستبداد والظلم تدمير شعوب، إبادتها في سبيل أن يبقى الحاكم في حكمه
مقولة أخرى "حبي لنفسي فوق حبي لبلادي"
ورأينا من يطبق هذا من الحكام أغرقوا دولهم بديون أفقروا شعوبهم
حتى لا يفكر الشعب إلّا بلقمة العيش مقابل مصالحهم الشخصية
" لذلك كان كرومل وهو أحد القادة العسكريين السياسيين الإنجليزي
وأحد القادة الدكتاتورين المشهورين
"يقول: "تسعة مواطنين من أصل 10 يكرهونني وما أهمية ذلك إذا كان العاشر وحده هو المسلح فقط
من مقولات ميكيافيلي الخطيرة:
إن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس بالدين"
ومن هنا جاءت عبارة الدين أفيون الشعوب
عندما تنجح الدولة في تكوين طبقة من العلماء أو رجال الدين
هؤلاء سيمثلوا سياج حماية للسلطات الفاسدة
مقولة أخرى لميكيافيلي: "ليس أفيد للحاكم من ظهوره بمظهر الفضيلة"
ومن هنا تحرص وسائل الإعلام على نقل إحتفال المستبدين بالمناسبات الدينية
حتى لو كانوا هم من أكثر المعادين للهوية الإسلامية وسجونهم مليئة بالدعاة والعلماء
هذه أقوال ميكيافيلي...
أمّا نحن عندنا في الإسلام الأحكام الشرعية وضعها الشارع الله سبحانه وتعالى
لتحقيق المصالح ومقاصد الشريعة ولم يكتفِ بهذه المقاصد
الأهداف حددها وحدّد الوسائل التي توصل إلى الغايات التي تحقق هذه المقاصد
من هنا يجب أن يكون الهدف مشروعا مقبولا في الشرع
والوسيلة التي تؤدي إليه لابد أن تكون مقبولة شرعا
ولو كانت الغاية تبرر الوسيلة إذا لاستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين
فيكون عدم استخدامها مع المسلمين من باب أولى
نعود فنوضح ما طرحناه في بداية القصة
قصة يوسف عليه السلام توَصّل إلى غايته وهو إستخراج أخيه بحيلة
هذه الحيلة لا تخالف الشريعة لم تنص الشريعة على تحريمها
وبالتالي هو لم يفعل شيئا لا في الغايات ولا في الوسائل يخالف الشرع
أما في قصة نعيم بن مسعود فالشرع نص على أنه في الحروب يمكن إستخدام الخدعة
" الحرب خدعة"
ويجوز فيها الكذب وبالتالي ليست مخالفة شرعية
في نهاية القصة أنشروا...
"لا تموت الأفكار بموت صاحبها وميكيافيلي لا يزال يحكم كوكب الأرض"
المصدر: 👈هنا👉
لمزيد من القصص المشوقة والممتعة التي تحمل في طياتها الحكم والعبر القوية يمكنك الإطلاع على قسم 👈قصة وحكمة👉