![]() |
قصة عمر تلميذ كسول |
يحكي عمر قصته مع زملاء المدرسة
كان عمر يبين لأبيه أنه مجتهد في دراسته ويلزم دروسه وأن تحصيله الدراسي جيدا
في اعتقاده أن أباه لا يعلم عنه شيء ولا يسأل عنه في المدرسة
ولا يعرف المعلم ولا أحد من موظفي المدرسة حتى يخبروه عنه
فكان يقضي معظم أوقاته في اللعب والمرح
عندما يخرج من المدرسة يقضي أوقاتًا طويلة مع رفاق السوء
ويعود متأخرا إلى البيت حتى يبرر لوالديه أنه كان يدرس عند أحد الزملاء،
فتطمئن الأم ويرتاح الأب من التفكير الذي أشغل باله عن إبنه
يحكي عمر ذات يوم رجعت متأخرا فوجدت أبي عند الباب يسقي الشجرة
كانت أمي قلقة بشأن تأخري هذه المرة أكثر من أي وقت سبق فقال لها أبي:
لا تقلقي إبنك تلميذ مجتهد فهو يقضي معظم أوقاته مع أصدقائه وزملائه في الدراسة
وفي اليوم الموالي سألت الأم إبنها عمر لماذا دائما أنت من يذهب للدراسة عند زملائك
لماذا لا يأتون هم أيضا ليدرسوا معك في البيت
إرتبك عمر من الإجابة وقال: لا يا أمي لأن معظم زملائنا يسكنون في حي واحد
إلّا أنا بعيد عنهم فلذلك أنا من أبادر للذهاب إليهم
في اليوم الموالي تأخر عمر أيضا كعادته
إلّا أن هذه المرة سألت الأم الأب: ألم تلاحظ أن عمر يذهب لمراجعة دروسه عند زملائه
ولا يأخذ أي غرض من أدواته المدرسية او حتى محفظته
الأب: بلى بلى وهو كذلك
حسنا غدا سأذهب وأسال عنه عند المعلم عن سلوكه وتحصيله الدراسي
لا أعتقد أنه يذهب ليراجع دروسه، بل أكاد أجزم أنه يقضي كل أوقاته في اللعب مع رفاق السوء
في صباح الغد ذهب الأب إلى المدرسة ودخل إلى الإدارة واستدعى المعلم ليسأل عن ابنه
جاء المعلم وعرّفه بنفسه
مرحبا أيها المعلم: أنا أبو عمر جئت أسال عن سلوكه وتحصيله الدراسي
المعلم: يؤسفني يا سيدي أن أخبرك أن إبنك تلميذ سيء غير مهذب وكسول ولا يحب الدراسة،
يقضي كل وقته داخل القسم إما في التشويش أو النوم
وكثيرا ما نبّهتُه وحذّرته من العواقب الوخيمة لتحصيله الدراسي السيئ لكن دون فائدة
تحصيله الدراسي ضعيف جدا وكما تعرف هذا عامه الخامس في المدرسة
وهو في القسم الرابع لابد أن يجِدّ ويجتهد في دراسته
خجل الأب واحمر وجهه وتشكر من المعلم وانصرف حزينا على ما سمعه من المعلم تجاه ابنه
رجع الأب وأخبر أم عمر بما قاله المعلم
الأب: يا أم عمر تعالي لأخبرك بما أخبرني المعلم عن ابنك
وقصّ عليها القصة.
وقال لها لا نحدثه اليوم واسأليه أنتي عن أغراضه المدرسية
لنرى كيف سيجيب عندما يأتي قادما من اللعب
دخل الابن عمر المنزل وهو يحمل بيده لعبة قد أعطاها له أحد أصدقائه ثم سألت الأم عمر:
ابني عمر، لقد لاحظت عليك أنك تذهب للدراسة مع زملاءك دون أن تأخذ معك أي غرض من أدوات المدرسة
لا كراس ولا قلم كيف تتعلم إذًا وكيف تقضي وقتك في الدراسة من دون هذه الأدوات!؟
إرتبك عمر ولم يعرف ماذا يجيب ثم قال لها:
نحن نراجع دروسنا من كتب زملائنا
تبسم الأب ساخرا في وجه عمر وقال له:
أتعلم أين ذهبت اليوم ذهبت!!
لقد ذهبت إلى المدرسة لأسال عنك
ويا للأسف لقد خيبت ظني
ألا تعلم أنك معيد السنة ويجب عليك أن تجد وتجتهد لتنتقل إلى السنة القادمة
احمر وجهه عمر خجلا واعترف بخطئه وتصرفه واستسمح من والديه
عمر: نعم أمي، نعم أبي أعترف أنني مخطئ ويجب علي أن أصحح سلوكي
وأعود لنشاطي الدراسي وأجد واجتهد في تحصيلي الدراسي،
لقد ظننت أن معلمي لا يكترث ولا ينتبه لي أثناء الحصص
إذا هو يراقب تصرفاتنا جميعا ويعرف كل التلاميذ القسم المكون من 50 شخص
ولا شك أنه كان يحب الممتازين ويكره السيئين
ومع ذلك لم تكن هناك أي علامة تشير إلى أنه يفرق بيننا
حدّث عمر أصدقائه بما حصل له مع والده وأن أباه قد كشف سرّه
وقال عمر: لقد قال لي أبي باللهجة القاسية أنك تلميذ كسول
إلّا أنني كنت في أعماقي مسرورا إذ لاحظت أنه يهتم بما أفعل
وأنه يتألم لرؤيتي بين المقصرين و مع التلاميذ المشاغبين
وأنه يقاسم المعلم هذا الألم وهذا ما جعلني أغير سلوكي وأجدّ في دراستي
وأسلك سلوك المجدين وأحدد مستقبلي في الدراسة
ّلأصبح تلميذا صالحا أراجع دروسي وأكتب فروضي فاكسب إحترام المعلم ووالدي