';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة الراعي الفقير والأميرة المتكبرة

قصة الراعي الفقير والأميرة المتكبرة


 ملك كبير لم يعد قادرا على الحكم وأميرة عنيدة تضع شرطا للزواج منها
وراعي ذكي يتحدى عناد الأميرة فهل سينجح الراعي في تنفيذ شروط الأميرة
؟ أم سيقتل كما قتل كل من فشل قبله، فالقدر لا يفرق بين أمير وفقير

لنبدأ قصتنا في قديم الزمان في مملكة بعيدة تحيط بها الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة،
عاش ملك حكيم في مملكته وكان لهذا الملك ابنة وحيدة أميرة فائقة الحسن والجم
تتألق عيناها بذكاء حاد وفطنة نادرة لم تكن هذه الأميرة مجرد أن وجهها جميلا
بل كانت عقلا متقدا يتحدى أذكى الحكماء في المملكة
وبمرور السنين وصلت الأميرة إلى عمر الزواج
وبدأ الملك يشعر بثقل المسؤولية على كتفيه
وفي صباح يوم مشمس إستدعى الملك ابنته إلى قاعة العرش وقال لها بصوت حنون:
 يا إبنتي وقرّة عيني لقد بلغت سن الزواج وأرغب في أن أراك سعيدة مع زوج يليق بك
فهناك العديد من الأمراء والنبلاء الذين يُتوقون للزواج منك فما رأيك في اختيار أحدهم!؟

نظرت الأميرة إلى والدها وقالت:
 يا أبي العزيز أعلم أنك حريص على سعادتي ولكن دعني أفكر في الأمر لثلاثة أيام قبل أن أعطيك إجابتي
 وافق الملك في الحال وذلك لرغبته الشديدة بزواج ابنته
فجلست الأميرة حائرة لا تعرف ما العمل فهي لا تريد أحدا عاديا من الأمراء أو الملوك،
إنما تريد رجلا يضاهيها ذكاءا وحكمة
وبعد مرور المهلة جاء الملك إلى الأميرة وسألها عن قرارها فقالت الأميرة:
 يا أبي لن أتزوج إلّا من رجل يتغلب عليّ في الذكاء
ولذلك قررت أن من يطرح علي لغزا ولا أعرفه سيكون زوجي
ومن لا يستطيع طرح لغز صعب فسيقتل في الحال.

 فكّر الملك كثيرا في الأمر إلّا أنه في النهاية وافق على طلبها
وأعلن في المملكة أن من يطرح على الأميرة لغزا لا تعرفه سيكون زوجا لها
وأما إذا طرح أحد لغزا وعرفته الأميرة فسيقتل في الحال
فجاء الأمراء والوزراء من كل حدب وصوب ليطرحوا على الأميرة الألغاز
ولكنها تمكنت من حل جميع الألغاز فقتل كل من تقدم لها

وفي قرية قريبة من المملكة كان يعيش راع مع أمه
وكان هذا الراعي ذكيا فقد سمع عن الأميرة وطلبها فطمع بأن يكون هو المختار
وأن يطرح على الأميرة لغزا لا تعرفه فتوجه إلى أمه
وطلب منها أن تحضر له الزاد ليسافر إلى المملكة
وعندما سألته أمه عن السبب أخبرها بنيته في عرض اللغز على الأميرة كي يتزوجها
فقالت له أمه بحرقة: هل أنت أحمق كيف ستنجح في فعل ما فشل فيه كبار القوم
إبق معي يا بني وانس أمر تلك الأميرة فنظر إليها ابنها وقال لها:
لا تقلقي يا أمي سأتزوج الأميرة..،
فقط أحضرِ الزاد والماء وأنا سأهيئ الحمار 

حزنت الأم كثيرا على ابنها فقد كانت تحبه كثيرا
ولكنها فضلت أن يموت ابنها في الطريق على أن يقتله الملك
لذلك وضعت له سما في الخبز الذي أعدته له
حاولت الأم كثيرا أن تمنع إبنها إلّا أنه أصر على الذهاب فأحضرت له الطعام
والدموع تنهمر من عينيها وكانت على يقين بأنه لن يعود إليها مرة ثانية
فحتى لو لم يتناول الخبز فإنه لن ينجح في مهمته.

ركب الراعي حماره وأخذ قوسه ثم ودّع أمه وذهب في طريقه
وأخذ يفكر في اللغز الذي سيطرحه على الأميرة
وفي طريقه شعر بالجوع الشديد فجلس تحت شجرة وهمّ بأكل الخبز
وفجأة ظهر له أرنب بري فأخذ قوسه وصوب باتجاه هذا الأرنب غير أنه لم يصبه
بل أصاب أرنبا آخر وعندئذ قال في نفسه الآن لدي جزء من اللغز ألا وهو
قذفت ما رأيت وقتلت ما لم أرَ

واكتشف لاحقا أنه صاد أرنبة كانت حامل، ففتح بطنها وأخرج الأرانب الصغيرة وأكلها
وبينما كان يأكل إذ بالحمار يأكل الخبز المسموم الذي أعدته أمه وفي الحال مات الحمار
عندها عرف أن أمه سمّمت الطعام كي يموت ولا يقتله الملك عندئذ قال الراعي:
سامحك الله يا أمي وبعد ذلك جاءت ثلاثة غربان وبدأت بأكل الحمار الميت فماتت في الحال فقال الراعي:
هنا اكتمل اللغز قتلت أمي الحمار والحمار قتل ثلاثة
ثم أكمل مسيرته إلى المملكة وعلامات الفرح تعلو وجهه
وأصبح يحلم بالأميرة التي سيتزوجها عن قريب

وفي النهاية وصل إلى المملكة فاتّجه إلى الخان بعد أن أعياه التعب
ثم طلب طعاما وشرابا فقال له صاحب الخان: أراك غريبا عن المدينة أيها الشاب!
فأجابه الراعي بأنه سيذهب في اليوم التالي إلى القصر وسيطرح على الأميرة لغزا لن تعرفه وسيتزوجها
 هنا ضحك الرجل منه ساخرا وقال:
رحمك الله يا بني وتركه بعد أن حضّر له غرفة يستريح فيها من عناء السفر

وفي اليوم الثاني ترك الراعي الخان ليتوجه إلى القصر
وقد ودّعه صاحب الخان بعد أن حذّره ممّا سيحصل
وعندما وصل الراعي إلى القصر طلب رؤية الملك لكن الحراس قالوا له إنهم لا يستقبلون المتسولين
وذلك لهيئته التي كانت تدل على فقره الشديد
فأخبرهم الراعي بأنه يريد رؤية الملك كي يعرض على الأميرة لغزا لن تستطيع حلّه

وفي الحال ذهب أحد الحراس إلى الملك وأخبروه بالأمر فدهش الملك من طلب الراعي
لكنه لم يستطع أن يرفض طلبه وذلك لأن الأمر لا يقتصر على الأمراء والنبلاء فقط،
بل على كل من بالمملكة فقبله الملك وحاول أن يرده عن هذا الأمر شفقة ورحمة عليه و على حاله
إلّا أن الراعي أصر على طلبه وقال:
سأعرض على الأميرة لغزا فإن حلته فاقتلوني ولن أندم على ذلك
فالحياة التي أعيشها لا قيمة لها أما إذا لم تعرف الأميرة الجواب فسأتزوجها 

ففكّر الملك قليلا لكنه وافق في النهاية فأرسل الحراس ليطلبوا من الأميرة الحضور
وعندما سمعت الأميرة بطلب الراعي من الوصيفة ضحكت وسخرت منه قبل أن تراه
فلبست أفضل ما عندها ثم ذهبت ووقفت بين يدي الملك
وعندما رآها الراعي أعجب بجمالها وحسنها فقال الملك للراعي:
اطرح لغزك أيها الراعي على الأميرة وودّع الدنيا فسلّم الراعي على الأميرة وقال لها:

قذفت ما رأيت فقتلت ما لم أرَ ثم أكلت المولود الذي لم يولد ولم يكبر
وقَتلتْ أمي حمارا فقتل الحمار ثلاثة
دهشت الأميرة من صعوبة هذا اللغز الذي لم تسمع به من قبل وظلّت تفكر كثيرا
وفي النهاية قالت في نفسها: مهما فكرت فلن أعرف الجواب يبدو أن هذا الراعي ذكي جدا
سأحاول أن أتغلب عليه بحيلة أخرى وطلبت من والدها أن يمهلها ثلاثة أيام لتفكر في الحل
ثم طلبت من الراعي أن يمكث في إحدى غرف القصر حتى انقضاء المهلة 

وفي الليلة الأولى أرسلت الأميرة إلى الراعي أجمل وصيفاتها وطلبت منها أن تجارية في الكلام
ليبوح لها بسر اللغز فذهبت الوصيفة إلى حجرة الراعي وبدأت تتحدث إليه بكلام معسول
وتثني عليه وعلى ذكائه، إلا أن الراعي فهم ما كانت تنوي عليه هذه الوصيفة
فاستمر بمجراتها حتى الصباح دون أن يكشف لها سر اللغز
وفي الصباح عادت الوصيفة فارغة الأيدي للأميرة وأخبرتها بما حدث معها
فقالت الأميرة: أن هذا الراعي ليس رجلا بسيطا 

وفي اليوم الثاني أرسلت الأميرة وصيفة أخرى لتحاول معه من جديد
ولكن تكرر ما حدث مع الوصيفة الأولى
فقررت الأميرة في الليلة الثالثة أن تذهب بنفسها وتحاول مع هذا الراعي
فقال لها الراعي: بأنه سيكشف السر لها في الصباح
ولكن عندما إستيقظ كانت الأيام الثلاثة قد مرت
فقال الراعي للأميرة أنه ليس هناك سبب يجعلني أكشف سري هنا

قال الملك حسنا يا إبنتي لقد فاز الراعي وعليكِ أن تتزوجيه
فاعترضت الأميرة على كلام الملك وقالت:
أنها ليست مستعده للزواج من راع بسيط إلا إذا استطاع أن يقوم بثلاثة أمور
وإذا لم يفعلها فسيقتل في الحال
فسألها الراعي وما هي تلك الأمور فقالت له الأميرة:

أولا عليك أن تأخذ 100 أرنب بري إلى الحقل وترعاها طوال اليوم
وعند المغيب تعود إلى القصر دون أن تضيع واحدة منها لمدة ثلاثة أيام
وبعد ذلك سيكون عليك أن تحبس في غرفة بها 100 رغيف وعليك أن تأكلهم في يوم واحد
أما الأمر الأخير فهو أن تفصل كومة كبيرة من القمح والشعير في ليلة واحدة ثم التفتت الأميرة وقالت:

وفي النهاية عليك أن تحضر إلى القصر ومعك قصة لا تصدق عندئذ قال الراعي:
هذا مستحيل يا أميرتي ولكن الأميرة أصرت على ذلك
فخرج الراعي من القصر حزينا يفكر في اللغز الذي لم ينفعه في شيء
وبينما كان يجلس حزينا مهموما يفكر في الأمر ظهرت له عجوز ساحرة وقالت له:
ما بك أيها الشاب، عندها تنهد الراعي وأخبرها بكل ما حدث معه فقالت له العجوز:
لقد حققت شرط الأميرة ويجب أن تتزوجك أما طلباتها فأنا سأساعدك بتحقيقها 

خذ هذا الناي السحري واخرج مع الأرانب إلى الحقل كما طلبت منك الأميرة
ولا تقلق من أن تهرب منك، وعندما مغيب الشمس لن يكون عليك إلا أن تعزف على هذا الناي
وستحضر كل الأرانب ركضا أينما كانت.
وفي الصباح ذهب الراعي مع الأرانب إلى الحقل وعندما غابت الشمس عزف على الناي
وفي التو واللحظة حضروا جميعا ومشوا وراءه إلى القصر فدهش كل من كان بالقصر عند عودة الراعي
فقالوا له: كيف فعلتها إلا أن الراعي كتم سره ولم يخبر أحدا
وفي اليوم التالي أرسل الملك واحدا من الخدم ليأخذ من الراعي ولو أرنبا واحدا
فبدأ الخادم بمساومة الراعي حتى عرفه الراعي في الحال
من الخاتم الذي كان يضعه في أصبعه ولكنه لم يقل شيئا

فسأله الملك المتنكر كم تريد ثمنا لهذه الأرانب فقال له الراعي:
لا أريد نقودا ولا ذهبا إنما أريد منك أن تُقبّل قدمي بعد أن تخلع عنهما الحذاء وتغسلهما بالماء
وعندما سمع الملك هذا الكلام شعر بإهانة شديدة فكيف للملك أن يقبل قدمي الراعي وأن يغسلهما بالماء
لكنه بعد ذلك فكر في أن عدم زواج الأميرة من الراعي يستحق بعض العناء والإهانة فقال في نفسه:
"على كل حال لن يعرف أحد أنني فعلت هذا
وبالفعل قام بخلع حذاء الراعي وقبّل قدميه ثم غسلهما بالماء
فأعطى الراعي الأرنب للملك وهو يضحك في سره

ولكن عندما كان الملك عائدا إلى القصر وهو يظن أنه تغلب على هذا الراعي
عزف هذا الأخير على الناي فقفز الأرنب من يد الملك راكضا إلى الراعي
فعاد الملك إلى قصره مهزوما أمام الراعي ولم يخبر أحدا بما حدث معه
وبعد مرور ثلاثة أيام قال الملك للراعي:

حسنا لقد اجتزتَ المهمة الأولى...
والآن سنحبسك في الغرفة بها 100 رغيف من الخبز لتأكله في يوم واحد
فدخل الراعي إلى الغرفة حزينا مهموما لا يدري ماذا يفعل
فظهرت الساحرة مجددا وقالت له: لا تقلق أيها الراعي
فليس عليك إلا أن تعزف على الناي وستأتي الطيور في الليل وتأكل كل الخبز
وفي الليل عزف الراعي على الناي فدخلت طيورًا كثيرة من الشباك وأكلت الخبزة كله دون أن تترك أي فُتات

وفي الصباح دهش الجميع من الراعي الذي قام بالمهمة الثانية دون أن يعرفوا كيف حدث ذلك
وعندها أمر الملك بحبس الراعي مع كومة كبيرة من القمح والشعير
وظن بذلك أنه سيتغلب على الراعي هذه المرة وقال له:
سنرى في الصباح كيف ستستطيع فصل هذه الحبوب عن بعضها في ليلة واحدة
فجلس الراعي يفكر ماذا سيفعل فإذا بالساحرة واقفة أمامه مرة أخرى وقالت له:
أيها الراعي تاذكي لا تحزن ولا تقلق اعزف على الناي ونم قرير العين
ولاحقا سيأتي النمل ليفصل حبوب القمح عن الشعير 

وبالفعل عندما استيقظ الراعي في الصباح رأى كومتين في الغرفة وهكذا نفذ الراعي مهمته الأخيرة بنجاح
وعندما التقى الراعي بالملك والأميرة في القاعة الكبيرة قالت له الأميرة:
لقد فعلت كلما طلبته منك ولكنك نسيت القصة يجب عليك أن تروي لنا قصة لا تصدق،
فقال الراعي وهو ينظر إلى الملك: لديّ قصة إن قلتها لن يصدقها أحد
فنظر الملك إلى الراعي بنظرة غريبة وقال:

قصّ علينا قصتك التي لا تصدق ولكن الراعي فضّل أن يهمس في أذن الملك بالقصة أولا
ثم يرويها على الحضور، فوافق الملك واقترب منه الراعي وقال هامسا:
هل ستصدق الأميرة والحضور أنك يا مولاي قد قبّلت قدمي وغسلته بالماء
وعندما سمع الملك كلام الراعي وقف غاضبا وقال بأعلى صوته فعلا إنها قصة لا تصدق
فاعترضت الأميرة وقالت: نريد أن نسمع القصة أولا 

فقال الملك: إن لديه قصة فعلا لا تصدق فقد حقق جميع الشروط وإن لم تتزوجيه فسأقتلك في الحال
وعندما رأت الأميرة أن الملك جادا فيما يقول وافقت على الزواج من الراعي
وفي قرارة نفسها عرفت أن الراعي لم يتفوق عليها في الذكاء فقط
إنما تفوق على الملك أيضا وفي يوم الزفاف دخل الملك على الأميرة وقال لها:
إن الراعي ذكي وطيب القلب وأنها ستعيش معه سعيدة جدا
فقالت الأميرة: وقد صرفت كل من كان في الغرفة ألا تريد يا أبي أن تحدثني بالقصة التي لا تصدق
فإني مازلت حتى الآن أفكر فيها 

فنظر الملك حوله واقترب من الأميرة وأخبرها هامسا عمّا حدث مع الراعي
وكيف أنه قبّل قدميه وغسلهما فابتسمت الأميرة بعد سماعها القصة وضحكت بأعلى صوتها
وقالت للملك: إنه حقا رجل ذكي
وبينما كان الراعي يهيئ ملابس الزواج حضرت إليه الساحرة وقالت له:
مبارك عليك الزواج فأنت تستحق أيها الطيب ولكن أعد إلي الناي
فأعاد لها وشكرها فاختفت من أمامه في لمح البصر
فكّر الراعي قليلا وقال لن أتزوج دون حضور أمي فأسرع بإحضارها
فأمر الملك الجنود بالذهاب معه بعربة فخمة لإحضار والدته
وعندما وصلوا إليها أخبروها بالحضور إلى القصر لمقابلة الملك

كان الحزن باديا على وجهها والدموع تنهمر منها
وقد ظنت أن إبنها قد مات وهو يحاول تنفيذ شرط الأميرة
وعندما وصلت إلى القصر رأت إبنها فأخبرها بكل ما حدث معه فخرّت على الأرض وقالت له:
سامحني يا بني ولكني فعلت ذلك لأنني لا أريد أن أراك معلقا على بوابة القصر
فحضنها الراعي وقال: من اليوم ستعيشين معي هنا في القصر،
وأقيم الإحتفال في القصر بحضور الجميع
وكانوا فرحين بزواج الأميرة من الراعي الطيب الذي استحقها بعد كل ذلك العناء.

المصدر:هنا


اطّلع على المزيد من سلسلة أجمل قصص الأميرات من 👈هنا👉

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-