';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة العصفور الحزين

قصة العصفور الحزين

قصة العصفور الحزين


 العصفور الحزين

أعطت منال لصديقتها إحسان هدية عبارة عن عصفورين (عصفور وعصفورة)
من عصافير الكناري في قفص لأنها لم تعد ترغب في تواجدهما في البيت وتحمّل مسؤوليتهما،
فأهدتهما لصديقتها إحسان وهذه الأخيرة فرحت بهما كثيرا ويوما عن يوم بدأت محبتها لهما تزداد
شكلهما جميل وألوان ريشيهما زاهية العصفورة سوسو لونها أصفر والعصفور كوكي لونه رمادي
يتخلل ريشهما بعض الألوان كاللون البرتقالي على خديهما والأحمر على مقدمة الرأس
وعلى أطراف الجناحين اللون الرمادي...

مرت الأيام واستمرت إحسان في رعايتهما وتوفير الأكل الخاص بالعصافير
وأيضا قامت بالشراء لهما أرجوحة وضعتها داخل القفص ليتأرجحا عليها
كما صنعت لهما داخل القفص بيت صغير حتى يختبئا فيه ويناما فيه نومة هادئة
بعيدا عن الأصوات والأضواء القوية والضجيج لأن طبيعة عصافير الكناري يحبون الهدوء

وكان عند تقوى أخت إحسان قِطين مشاكسين
وكما هو معروف أن طبيعة القطط يحبون اصطياد الحمام والعصافير
فكان القط مشمش أسود اللون ويحاول دائما الدخول عليهما إلى القفص
ليجعلهما وجبة دسمة لبطنه وكان شكله مخيف بالنسبة لعصفورين صغيرين كتكوتين هادئين
فكانا دائما ما يشعران بالفزع عند اقترابه لهما من القفص
في بداية الأمر ظل يحاول مرات ومرات للتّسلل داخل القفص دون جدوى
وكل ما رأته إحسان يرغب في التهجم على العصفورين الصغيرين الضعيفين
تنهره وتطرده من الغرفة، حتى تدخلت أختها تقوى لتصلح علاقة القط مشمش بين العصفورين

وبالفعل يوما عن يوم أصبح مشمس صديق سوسو وكوكي
وكل يوم يجلس أمام القفص يبادلهما التحية ويأنس معهما
أما القط تيمو المشاكس كان أصغر من صديقه مشمش
يرغب دائما في اللعب مع العصفورين يصعد على القفص ويحاول إدخال يده
لمشاكسة العصفور كوكي الذي يحاول دائما الدفاع عن زوجته سوسو وحمايتها
حتى أصبح هو أيضا صديقهما يصعد أعلى القفص وينام وينبسط العصفورين بهذه الصداقة اللطيفة

مرت الأيام والأشهر والسنوات لم ينجبا العصفورين ولدا
وبعد ذلك اشترت لهما إحسان الدواء الذي يجعلهما ينجبان لكن فرحتها لم تكتمل..
ذات يوم فُتِح باب القفص دون أن تنتبه له إحسان ولا أحد من أفراد الأسرة
هنا رأت  العصفورة سوسو جُزءا من باب القفص مفتوح فرحت بهذا وأخبرت زوجها كوكي
 العصفورة سوسو دخلت إلى غرفتها لتوقد زوجها: كوكي كوكي...كوكي
تعال وانظر ماذا رأيت..
كوكي: ماذا رأيت؟
سوسو:
 إن باب القفص مفتوح وأهل البيت نيام 

هيا بنا نحلق بعيدا ونرفرف بأجنحتنا ونطلق العنان للحرية التي حرمنا منها سنوات...
لقد خلق الله أجنحتنا لترفرف وتؤدي وظيفتها وليس أن نبقى محتجزين وكأن أجنحتنا مكسورة..
عضلة أجنحتنا ماتت ولم تحلق يوما
كوكي: لا..لا.. أين نذهب في هذا الحر والمدينة صحراء قاحلة وأجسادنا لا تتحمل الحرارة
سوسو حتما سنجد مكانا أفضل نعيش فيه؛ للحرية قيمة لا تقدر بثمن
لقد سئمت الحبس نحن معشر العصافير الجميلة أحياء لكننا أموات داخل هذه الأقفاص الموحشة

لا تظن أن إحسان إن أحبتنا ستظل تحبنا للأبد
سيأتي يوما وتبيعنا أو تهدينا لغيرها كما فعلت منال
لقد سمعتها ذات يوم تساوم خالها في بيعنا بسعر زهيد ومن يدري لربما نباع كالعبيد
بل نحن في الأصل عبيد قد نباع إلى سيد ظالم قد لا يعتني بنا
أو يتركنا في الشمس نموت جوعا وعطشا
حتى إن أراد أحدهم تربيتنا فعليه أن يراعي طبيعة أجسادنا
أن تحلق في مكان واسع ومن حقنا أن نجلس على أغصان الأشجار ونستنشق الهواء العليل النقي
وليس أن نبقى محبوسين في قفص لا يتعدى طوله نصف متر مربع

سوسو: زوجي العزيز لا وقت لدينا للتفكير طالما إنتظرت هذه الفرصة
فلن أجعلها تضيع مني أرجوك هيا بنا نهرب ونعيش حريتنا
نعيش حقيقتنا في الطبيعة في السماء في الماء والأرض والهواء
نلعب نغني ونرقص ونُسمع الكون أغانينا وزقزقتنا العذبة التي تطرب لها الآذان عند سماعها
الإنسان الذي يجعلنا محبوسين في هذا القفص الصغير يظلمنا ولا يحب لنا ما يحبه لنفسه..؛
فهل يرضى الإنسان أن يبقى حبيس غرفة لا يخرج منها!!؟

 هكذا نحن وهذه طبيعة الكون نحن نفس وروح ولم يخلقنا الله لنعيش كل حياتنا داخل أربع جدران
في مكان ضيق لماذا لا يرضى الإنسان على نفسه هذا!
حتى لا يكلف نفسه في الإفساح عنا بين الفترة والأخرى
حتى تعبر أجنحتنا عن قوتها وما خلقت له
خلق الله لنا الأجنحة لنطير ليس لنبقى مكتوفي الأيدي.
لماذا أنت ساكت؟ هل أنت خائف؟
وممّا تخاف؟ هل تخاف الحرية؟! هل تفضل العبودية والسجن!؟

 أرجوك زوجي الغالي هيا بنا لقد إتخذت قراري ولا أرغب في أن أتركك ورائي
كوكي: زوجتي الغالية لا تتهوري فكري في عواقب خروجك من هذا المكان الذي تسميه سجن
لربما تموتين جوعا وعطشا لربما يغدر بك القطين تيمو ومشمش
 فلا تأمني صداقتهما لنا قد تكون مجرد خديعة أو ربما لأنهما لم يستطيعا الوصول إلينا
سوسو: لا يهمني كل ما تقوله، لا أعز علي من أن أموت حرة طليقة
خير لي ألف مرة من أن أموت محبوسة ذليلة مسجونة مسلوبة الحرية
الوداع زوجي الغالي

كوكي: لا.. لا... أرجوك حبيبتي سوسو لا تتركيني.
ألم نتعاهد على أن نعيش معا أو نموت معا
هنا بكى كوكي و الدموع منهمرة وكذلك سوسو عانقت  زوجها عناقا شديدا بدموع متدفقة كالشلال
وآخر ما نطقت به الوداع زوجي الغالي
وفرت هاربة لمصير مجهول

في المساء إستيقظت إحسان وتوجهت لتطعم عصفوريها
فوجدت العصفور كوكي جالس في زاوية القفص حزين يبكي لم تعرف سبب بكائها
واعتقدت أن سوسو نائمة في غرفتها لربما حدث بينهما شجار جعل كوكي يبكي
بحثت عن سوسو داخل غرفتها لم تجدها وهنا كانت الصدمة

ذُعرت إحسان لمّا علمت بهروب سوسو وانهارت بالبكاء
ثم ظنت بمشمش وتيمو أنهما من أكل العصفورة
وبدأت تبحث عنهما في أرجاء البيت غاضبة وتصرخ وتنادي مشمش... تيموووو.
الأخت تقوى تنكر إدعائها وتهمتها لقطيها قائلة:
مستحيل أن يكون هما من أكل العصفورة أعلم جيدا أن تيمو ومشمش مؤدبين
لن يقوم بفعل كهذا ألا ترين أنهما أصدقاء منذ سنوات..!

جاء تيمو ومشمش مسكتهما إحسان وبدأت تفتش في فمهما عن آثار الدم أو الريش
وبحثت في كل أرجاء البيت عن ريش عصفورتها لم تجد إلا ريشة واحدة
قد ألقت بها سوسو قبل مغادرتها كتذكار لزوجها كوكو
حملت إحسان تلك الريشة الصفراء الناعمة وهي تبكي عصفورتي الصغيرة أين أنت!؟
 لماذا هربت!؟
 في أي أرض موقعك!؟
ومن أين لك مأوى يضمك في هذا الحر القائظ!
البلاد صحراء قاحلة، أين ستختبئين!؟

 الله يسامحك لو أخبرتني بما يحزنك لتفهمت وضعك وأطلقت سراحك في مكان أفضل يناسب بيئتك
وكيف طاوعك قلبك على فراق زوجك!؟
ثم أعطت إحسان ريشة سوسو لزوجها كوكو
هاكَ هذه الريشة ذكرى من زوجتك التي غدرت بك وبعهدها معك

مسك كوكي الريشة ودخل بها إلى غرفتهما وبدأ يبكي ويعانق ريشة زوجته ويشم رائحتها
وظل حزينا عليها لم يخرج من غرفته عدّة أيام دون أكل وشرب
ولم يغب عن خياله صورة زوجته في نومه ويقظته وأحلامه
وكلما زاد شوقه لها إنزوى في غرفته وحمل الريشة يعانقها ويقبلها ويبكي على فراق زوجته ويقول:
أين أنت يا غاليتي لما تركتني وحيدا  لا حياة لي من دونك لقد اشتقت إليك
كل يوم أنتظر قدومك مع إشراقة كل شمس يتجدد أمل اللقاء بك
لم أيأس وسأظل أنتظرك إلى آخر يوم في حياتي
سأبقى وفي بعهدي لك وإن كنت أنت من اختارت الفراق...

 أرجوك عودي واملئي حياتي بهجة فقد ذبل جسمي وضعفت قوتي وذهب جمالي
لا أعرف كيف سأكمل حياتي بدونك
عاش العصفور في حزن وأسى لا يفارقه
واقترحت تقوى على إحسان أن تشتري له عصفورة تكون له زوجة بدل  زوجته التي تركته
هنا سمع حديثهما العصفور كوكي وأغمض عينيه وتدحرجت منهما دمعتين ساخنتين..
وقال: لن تكون لي زوجة أو صديقة من بعد زوجتي سوسو
وأيضا إقترحت عليها أن تأخذه إلى حديقة الحيوانات حيث يضعونه مع بقية العصافير
حيث يكون المكان أوسع له وأنسب له من أن يبقى وحيدا حزينا

المغزى والعبرة

الحرية ثمنها غالي، الحيوانات نفس وروح تشعر وتحزن وتتألم وتفرح مثلنا
لذلك واجب علينا معاملتها بإحسان وحسب طبيعتها التي
خلقت عليها

لاتفوت فرصة الإطلاع على هذا القسم 👈قصص أطفال👉 لن تمل من قرائتها لأطفالك وترغب في قراءة المزيد

اترك لنا تعليق للمحتوى الذي ترغب بالإطلاع عليه مستقبلا

ولا تنسى مشاركة المحتوى مع أصدقاءك عبر مواقع التواصل الإجتماعي 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-