';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

رواية الجزاء سوزان وجلبرت


رواية الجزاء
(سوزان وجلبرت)

سوزان وجلبرت

نشأت سوزان مع ابن عمها جلبرت معا في بيت العائلة الكبيرة (بيت جدهما)
ترعرعا وكبرا معا واشتركا في جميع تفاصيل طفولتهما معا
إلى أن كبرا ولزما رعاية الغنم والبقر والبساتين معا
ولما نضجت عاطفتهما أحبا بعضهما البعض وخطب جلبرت ابنة عمه سوزان
مع تأجيل الزواج إلى سنوات مقبلة حتى يؤسس جلبرت نفسه جيدا
ويبني بيت الزوجية والأسرة التي يحلم بتأسيسها مع فتاة أحلامه وحبيبة صباه وطفولته سوزان
لقد نضج الحب العذري الطاهر العفيف بينهما إلى أن وصلا إلى درجة لم يبق له إلا أن يكلّل بالزواج
حتى يكتمل ويتحقق الحلم ويصبح واقعًا

 في تلك الخيالات والأحلام التي رسمها جلبرت مع سوزان
 وتلك الذكريات الجميلة التي خلدتها الليالي القمرية في هدوء الليل أنشأ جلبرت يحدث سوزان:
جلبرت: متى يحين موعد لقائنا حيث يصبح حلمنا واقع ويسمع بقصتنا كل أهل القرية ويباركوا زواجنا!؟
 سوزان: عمّا قريب بإذن الله
جلبرت: ... سوزان!! حبك أعظم هدية أهداها لي الله،  وعدي لك أن أقوم بإسعادك أبد الدهر
ولا يفرقني عنك إلا الموت
سوزان: وهذا وعدي لك أن أخلص في حبي لك كما أحببتني
كانت هذه بعض الكلمات الغزلية التي تبادلها العاشقين في سابق أيامهما

البداية

خرجت سوزان في الصباح كعادتها تحمل بيدها الجرّة متجهة إلى النهر لتملأ الجرّة من ماء النهر العذب
جلست سوزان على ضفة النهر تتأمل في أشعة الشمس وهي ترسل خيوطها الذهبية
ونسمات الهواء العليل وزقزقة العصافير وماء النهر الساكن وبينما هي كذلك،
حتى رأت خيال رجل في ماء النهر!؛ ذعرت بادئ الأمر والتفتت خلفها
وإذ برجل في هيئة حضرية بهية الطلعة تبدو عليه علامات الوسامة والهيبة والوقار
وبسرعة ملأت سوزان الجرّة لتعود إلى المنزل، ألقى عليها الشاب التحية وقال لها:
 هل تحتاجين مساعدة هل يمكنني أن أساعدك في حمل الجرّة؟
خجلت سوزان واحمر وجهها وأشارت إليه بابتسامة خفيفة ومضت بطريقها مسرعة

عادت  سوزان إلى البيت في ذلك اليوم الذي إلتقت فيه مع الفتى الحضري في النهر
بشيء من الهدوء يدبّ في أفكارها وكأنها بهذا تريد إعاده ترتيب أوراقها المبعثرة
وهي على حالها هذا كل يوم تتردد على النهر لتملأ جرتها وتملأ معها عينيها برؤية ذاك الشاب
الذي يلتقيها كل يوم عند النهر ويبادلها الإبتسامة والتحية أو يتحجج بسؤاله لها لأحدى الطرق في القرية
أو حتى يستسقيها شرب سماء من جرتها الجميلة...

 ويوم عن يوم يطور من حديثه معها أو يهديها زهرة جميلة قد قطفها من على ضفاف النهر
وفي يوم من الأيام جلس بجنبها وهي تملأ الجرة وكانت هذه اللحظة آخر لحظات حياتها القديمة
ألقى على مسامعها بعض الكلمات الغزلية وشعرت سوزان من خلالها بدقات متسارعة
خفق لها قلبها والخجل ارتسم على خديها وعادت مسرعة وهي تفكر في كلماته الغزانية
التي إمتدح فيها شكل وجهها وقوام جسمها،
حتى أنها إلتقت بجلبرت وكلّمها لكنها لم تنتبه له ولم تلقِ له بال..
إستغرب جلبرت من تصرفها هذا مع الإبتسامة التي تعلو شفتيها 

الفتى الحضري جوستاف روستان قدم من نيس من فرنسا إلى هذه القرية ليتفقد بعض مزارعه
ويقضي أياما يستريح فيها من صخب المدينة، حيث قصره الفاخر يبعد ساعتين من الزمن
على النهر الذي إلتقى فيه مع سوزان
أعجب جوستاف روستان بجمال سوزان وحدثته نفسه أن يتخذها حبيبة
وهكذا أغدق عليها من تغزُّله بها ما يبهج النفس ويأسر الفؤاد ومن الجواهر الثمينة
 وراح يزين لها صورة المدينة وجمالها ويُمنّيها الأمان الكبار وحياة الرفاهية والبذخ
حتى استحود على عقلها وقلبها وكل كيانها

الفراق

ذات يوم تأخرت سوزان في عودتها إلى المنزل على غير عادتها
وأخذ يبحث عنها حتى يصطحبا معا لمهمتهما اليومية، حيث يَعلف هو البقر وتسقي هي الأشجار
أشرقت الشمس وتكاد أن تتوسط كبد السماء وجلبرت يبحث عنها هنا وهناك
فظن أنها خرجت لبعض شؤونها فانصرف لقضاء أشغاله
وعند عودته سأل أمه عن سوزان فقالت له:
لا داعي أن تبحث عنها بعد اليوم، فانتفض إنتفاضة شديدة وقال:
لماذا!؟ ما الخطب!؟

 قالت: بالأمس زارتني جارتنا فلانة وأخبرتني أنها رأت سوزان منذ أيام
تلتقي بفتىً حضري على ضفاف النهر الذي اعتادت ملأ جرتها منه
وأحسبه المركيز جوستاف روستان صاحب هذه المزارع والقصر الأحمر
كما رأتها البارحة عند منتصف الليل راكبة وراءه على فرسه باتجاه القصر فانس أمرها يا بني

صرخ جلبرت صرخة سمعها كل أهل القرية وسقط مغشي عليه ثم استفاقة ووجد أمه جنبه تبكيه فقال لها:
لما تبكي يا أماه قالت: أبكي حالك يا بني
قال: إن كنت باكية فابكي على غيري أما حبي لسوزان فقد استحال إلى صخرة عاتية
فقد أحببتها لحبها لي، أما الآن فلا مكان لها في قلبي وكانت آخر دمعة يذرفها لأجل حبه بسوزان
وعاد إلى حياته الطبيعية وشؤون مزرعته ولو أنه يعلم يقينا أنه يكذب على نفسه بنسيانه لسوزان

إنما هو يكابر فقط وبداخله غضب وثورة العاشق المخدوع الذي طعنته عشيقته وحبيبته
حبيبة الطفولة والصبا لكنه سرعان ما يعود إلى حزنه في ليله عندما يأوي إلى فراشه
تراوده ذكرياته الجميلة مع سوزان إبنة عمه وحبيبته التي لم يصدّق ما سمعه عنها
ولم يُخيّل إليه يوما ما أن تتركه أو يفترقا
ضلّ على حاله هذه أشهر عديدة وكلمّا رمى ببصره تُجاه القصر الأحمر يحزن حزنا شديدا

بعد مرور سنتين

سوزان طال بها فراق خطيبها جوستاف الذي باعت حبها لجلبرت من أجله
في ليلة بدرية جلست إلى النافذة تنظر إلى القمر والسماء والنهر
وتتذكر بدايتها مع خطيبها الحضري جوستاف وتلتفت إلى ابنتها تارة أخرى
وتناجي القمر وهو يتوسط كبد السماء ويرسل أنواره في كل أنحاء القرية قائلة:
أيها البدر الجميل ها أنا ذا أنظر إليك وحدي للمرة ال24 دون جوستاف
الذي طال غيابه وقد سئمت إنتظاره يا ترى ماذا حدث له!؟
ولما كل هذا الإنقطاع!؟

 وأنا لا أعرف عنه شيئا وابنته التي جاءت إلى هذه الدنيا ولم ترَ أبوها
فهل سيعود جوستاف ونجلس سويا ونتأملك كما كنا نفعل في سابق عهدنا
 أم أن الموت قد أخذه مني حيث لا رجعة أين هو!؟
أين مكانه متى يعود هل نلتقي مجددا؟

وهي على حالها هذه حتى مر النصف الأول من الليل عادت إلى سريرها
وضمت إبنتها إلى صدرها واستسلمت إلى نوم عميق وغطّت في أحلامها وخيالها
وبعد ساعات شعرت بحركة خفيفة فتحت عينيها وإذ بالشمس ترسل أشعتها الذهبية
مطلّة من غرفتها وخادمتها وقفت على رأسها تزُف لها بشرة عودة السيد جوستاف
فرحت سوزان فرحا شديدا وهي تشكر الله وتحمده على تحقيق أمنيتها واستجابة دعوتها

أسرعت غيّرت ملابسها ورتّبت من هيئتها وتوجهت مسرعة وبيدها صغيرتها
  إلى حيث يجلس جوستاف وكلها لهفة وشوق للقياه وضمّه إلى صدرها،
ولقياه بابنته التي تركها في بطنها عندما سافر
ما إن دخلت الغرفة ووقع نظرها على نظر جوستاف ورأته ماكثا في مكانه
لم يحرك ساكنا عند رؤيتها ولم يبتسم ولم يقم بحركة تترجم الحب أو شوق الذي إفترق عليه
فخطت نحوه خطى متثاقلة ومدّت يدها لتحييه فمدّ يده ببرود شديد
وسوزان واقفة مشدوهة لا تعرف ترجمة لهذه المشاعر وردّة الفعل هذه من جوستاف

؟!فكان أول ما نطق به جوستاف أباقية هنا في القصر إلى اليوم
فردّت سوزان بدهشة وحيرة: وأين كنت تتوقع أن تراني؟!
جوستاف: ظننت أنك ستسأمين الإنتظار وتعودي إلى بيتك،
لكن لا أظن أنك تستطيعين البقاء هنا بعد اليوم فزوجتي قادمة إلى هنا
وبالتأكيد سيزعجها رؤيتك وتواجدك هنا

دارت الدنيا برأس سوزان ولم تعد تعرف هل هي في حلم أم كابوس من الكوابيس التي رأتها وقت غياب جوستاف
وهنا أدركت أنها في الموقف المغدور به ثم قالت:
وابنتك!!
جوستاف: ليس لدي أولاد فأنا لم أتزوج إلّا قبل ثلاثة
أيام فخذي ابنتك وعيشي معها حيث تشائين
وقد تركت لك هذا الكيس استعيني به على عيشك.. وتركها ومضى

 لم تلقِ سوزان على الكيس نظرة واحدة وغادرت الغرفة بخطىً متثاقلة
حتى وصلت غرفتها وانفجرت باكية وأغميّ عليها ولم تستفق حتى غروب الشمس
وبجانبها الخادمة تبكي لبكائها
ثم توجهت إلى خزانة الملابس تفتش عن ملابسها القديمة القروية التي دخلت بها إلى هذا القصر
إرتدتها ونزعت كل الحلي من رقبتها ومعصمها وحملت ابنتها وتوجهت تجاه باب القصر
الذي دخلته قبل أكثر من سنتين بأحلام وردية خلف ستار المكر والخديعة الخيانة

ثم وصلت إلى المكان الذي أطلّت منه على القمر قبل ساعات
حتى رأت من بعيد مركبة قادمة نحو القصر بداخلها جوستاف وزوجته
أغلقت عينيها ونزلت منهما دمعتين ساخنتين
وتسللت بعيدا عن القصر الذي ظنّت أنها صاحبته وستعيش فيه شريفةً معززةً
وها هي الآن تغادره ذليلة مهانة وتحمل بيدها صغيرتها
وتحولت نظرتها لنفسها عندما دخلت القصر من أنها الشريفة العشيقة لذلك البطل الشريف
إلى عاهرة ينثر عليها ذاك الخسيس بضع دريهمات والقليل من الجواهر مقابل شرفها وعرضها

 والآن يستحيل عليها أن تعود إلى ذلك البيت الذي تربت في كنفه عزيزة النفس شريفة عفيفة طاهرة
إلى ذاك المكان الذي ترعرعت فيه في كنف أبوين يحبانها والخطيب ابن عمها جلبرت
الذي أحبها من كل قلبه حبًّا طاهرا وحافظ على شرفها طيلة هذه السنوات
وراحت تبيعه لرجل حضري لا يعرف للرجولة والنخوة عنوان
خرجت سوزان من القصر بوصمة عار لا تفارقها
وهي تؤنب نفسها وتجلد ذاتها على ما اقترفت من سوء وخيانة وغدر لأهلها وخطيبها

سكن الليل والناس نيام توجهت سوزان إلى ربوة وجلست تبكي حظها العاثر
وتفكر في مصيرها المجهول ولا تدري ما سيؤول إليه حالها وأين ستذهب!؟
وهي على حالها هذا حتى سمعت حركات خفيفة من خلفها
وإذ بفتى يجلس بعيدا فاقتربت منه وهي تتساءل
من غيرها يجلس هذه الجلسة الكئيبة في هذا الوقت المتأخر من الليل

وإذ به جلبرت نزلت مباشرة على قدميها وقبّلت يديه وهي تستعطفه وتستسمحه
وتذرف الدموع أنهارا تلتمس العفو والصفح على ما قدمته لجلبرت مقابل وفائه لها
وأنشأ جلبرت يبكي ويرثي لحالها ومُذ فارقها وحياته أصبحت مظلمة كئيبة
أصبح شريدا مهموما اعتزل الناس واعتزل أهله وانطوى في حياته لوحده
ولم يقل لسوزان إلّا كلمة واحدة وكأنه كان ينتظر هذا المصير المحتوم الذي ينتظر سوزان
وقال لها الوداع يا سوزان الوداع
ثم فارق الحياة مهموما كئيبا حزينا

جثت سوزان على ركبتيها وصرخت صرخة أخرجت فيها كل عباراتها
تكاد تفقد صوابها من هول ماهي عليه
استسلمت للوضع ثم توجهت إلى ابنتها وضمتها إلى صدرها ضمّة شديدة وهي تقول:
لقد أنكرك أبوك وليس لي أحد أتركك له وأوكلك لله الوكيل فهو وحده عارف بذنبي
وأنت بريئة لا ذنب لك فالله أرحم بك مني ومن غيري بنيتي لا أستطيع أن أعيش لك

يا بنيتي لا أحد يغتفر لي ذنبي ولا أريد أن تكون حياتي يا بنيتي شؤما وعارا على حياتك
فالأفضل لك أن أتركك في هذا المكان فلا أحد يعرف أنك ابنتي
لو بقيتي معي فسيأخذونك الناس بذنبي كلما رأوك بجانبي
أخذت سوزان شيئا من ثيابها وغطّت بها ابنتها لتحميها من برد الليل وحر النهار
واستودعتها الله وهي تدعو لابنتها بالخير قائلة:

"اللهم إني أستودعك ابنتي ووحيدتي إرحمها برحمتك وتولى أمرها بولايتك
واسترها واحفظها من كل أذى وارزقها يدا عطوفة حنونة تعطف وتحنو عليها
وتعوضها فقدي وفقد أبوها...
أخذتها في صدرها وضمتها ضمة شديدة وقبلتها قبلات حارّة، قبلات الوداع
ووضعتها تحت الشجرة وغادرت المكان قائلة: الوداع ابنتي ماري وألقت بنفسها في البحيرة

أما المركيز جوستاف قد قضى ليلته الأولى من أيام العسل مع عروسته الجديدة في تسامر وتغازل ورومانسية
وبعد لحظات هبّت زوبعة رياح شديدة
توجه المركيز نحو شرفة القصر وإذ به يرى حركة غريبة داخل البحيرة
أمعن النظر مرة أخرى حتى تيقن أن هناك غريق يتخبط داخل البحيرة
وبلا شك تبين أنها إمرأة من جسمها النحيف وشعرها الطويل

إلتفت بنظره يمينا ورأى طفلا رضيعا تحت الشجرة يبكي
فتأكد أن الغريق هي سوزان والرضيعة هي طفلتها أو بالأحرى هي ابنته
وأسرع نحو البحيرة ونادى على خدمه لنجدة الغريق
وأمر أحد خدمه بإدخال الطفلة ماري داخل القصر
وفي هذه اللحظات عاد إلى وعيه ولِما اقترفه في حق هذه المرأة الضعيفة
وأنشد يناجي الله أن ينجيها من الغرق 

إجتمع العديد من رجال ونساء القرية بعد سماع كل هذا الضجيج
وظلّت سوزان تتخبط تارة تطفو فوق الماء وتارة تغوص بداخله
حتى وصل إليها السابحون، والمجتمعون من رجال ونساء واقفون ينتظرون أحيّة هي أم ميتة
ويتضرعون لله أن تنجو هذه المخلوقة الضعيفة
حتى ألقى المنقذ بجثة سوزان على ضفة البحيرة وقد فارقت الحياة
والمشاهدون في اندهاش وحزن وترحّم على سوزان

أما المركيز جوستاف جثى على ركبتيه مشدوها من هول ما رأى؛ بسببه قامت سوزان بقتل نفسها..
: "يا إلهي لماذا وكيف حدث هذا !؟ أنا السبب...
أنا السبب وأطلق صرخات عالية يستغيث فيها وينادي باسم سوزاااان
وبالنسبة لزوجته غيّرت نظرتها له إلى نظرة ازدراء واحتقار
وغادرت القصر وهجرت القرية وسافرت إلى نيس

ومن وقتها أصبح جوستاف يعيش في خيال وأوهام منظر غرق سوزان
حتى أصبح هاجس لا يفارقه لا في نومه ولا في صحوته وصار يتردد على البحيرة
ويتخيّل منظر سوزان وهي تتخبط فيحاول إلقاء نفسه داخل الماء لينقذها
فلم يهنأ بحياته بعد ذلك وكان يهيم على وجهه أحيانا حتى يصل إلى ضاحية قرية
ليني فيرى إمرأة عجوزا مكبّة على القبر بين يديها تبكي وتنتحب
فيعلم أنها كاترين وأنّ القبر قبر قتلاه فيتراجع خائفا مذعورا ويصرخ قائلا:
الرحمة الرحمة! العفو العفو!

 وكثيرا ما كان يراه نساء الفلاحين ساقطا في بعض الأماكن التي كنّ يرين فيها جلبرت
فيقُلن لقد انتقم الله للشهيد المسكين والشهيدة المظلومة
 وكان منظر الماء يهيجه أكثر من كل منظر سواه فإذا رآه ثار واضطرب وتهافتَ عليه يريد اقتحامه
لولا أن يتداركه من يراه من المارّة ولم يزل هذا شأنه حتى رأى الناس جثته في صباح يوم من الأيام
طافية على وجه البحيرة في المكان الذي غرقت فيه سوزان
فعلموا أنها نهاية الجزاء

مرت على هذه الحادثه أعوام طوال ولا يزال عجائز قرية ليني والقرى المحيطة بها
يحفظنها حتى اليوم ويبكين كلما ذكرنها ويروينها لبناتهن وحفيداتهن
عبرة يعتبرن بها كلما طاف بهن من شرور الرجال

العبرة

كل ساقٍ يسقى بما سقى والجزاء دائما من جنس العمل
كما تدين تدان كما تهين تهان
ليس شرط بنفس الموقف ونفس الشخص بل بنفس الألم الذي تسببه لغيرك


لمزيد من الروايات والحكاية المشوقة إطلع على 👈قسم حكاية وقسم رواية👈

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-