';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

رواية هيلانة ولويس وفتح بيت المقدس


 رواية هيلانة ولويس وفتح بيت المقدس

 إفترقا فجمعهما عدل الإسلام

عنوان قصة اليوم هيلانة ولويس قصة عجيبة تحدث أحداثها وتخاط حلقاتها في نسيج عجيب
في أثناء حصار عكا وقبل أن ندخل في هذه القصة نريد أن نعرف وضع المسلمين والنصارى في تلك الفترة

باختصار النصارى أرادوا أن يثأروا لقضية حطين وسقوط بيت المقدس
فقرروا أن يرسلوا جيوشهم وفعلا جاءت الجيوش من سبع دول أوروبية
وجاء الملوك بعضهم بالبحر وبعضهم بالبر يريدون الإنتقام من حطين
وبدأوا بعكا يريدون السيطرة على هذا الميناء فصمد أهل عكا
وأرسلوا إلى صلاح الدين الأيوبي يطلبون المساندة
وجاءت القوات النصرانية من البر ومن البحر فحاصرت عكا من كل الجهات
وبلغت القوات النصرانية الصليبية التي حاصرت عكا 250 ألف مقاتل، عدد هائل
بينما صلاح الدين الأيوبي جيش الذي فتح به القدس كان 12 ألف مقاتل فقط 

فلمّا سمع صلاح الدين بهذا الخطر الداهم الذي يتهدد أهم ميناء للمسلمين
ويتهدد جزء من الأمة الإسلامية والمسلمين في عكا
ترك ما هو فيه وانطلق لفك الحصار عن عكا
واستمرت المعركة أياما وأياما وفي إحدى هذه الليالي تحدث أحداث قصتنا هيلانا ولويس

كانت ليلة هادئة كل شيء فيها ساكن كما يقولون سكون الموت
وكما يصفها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس،
في وصفه العجيب لهذه القصة يقول:
كل شيء كان مظلما ظلمة القبر، غطّى الليل فروعه السود على أرض المعركة
واخفى ساحة المعركة المفروشة بالجثث والمسبوغة بالدم في تلك الليلة السوداء المظلمة
التي لا يكاد الإنسان يرى فيها شيئا

كان السكون قد خيم في كل أجزاء هذه المعركة في عكّا
عمّ الهدوء وفي جيش النصارى عمّ الهدوء وفي جيش صلاح الدين عمّ الهدوء
كأن الكل هكذا بلا مراسلات، إتفقوا على الإستراحة قليلا من هذه الحرب المضنية
 ونام الناس وارتاحوا إلّا من حراس وإلّا من خيام قليلة من بينها خيمة في معسكر النصارى
 في طرف المعسكر بعيدة عن جيش المسلمين وبعيدة عن عكا

خيمة من بين خيام النساء بعيدة عن أرض المعركة ينبعث منها ضوء خافت
ويسمع من داخله همس ضعيف إمرأة تتكلم بلسان النساء وتحدث صاحبتها فتقول:
 ماذا يشجيك الليل يا هيلانة!؟
 ما الذي جدد أحزانك يا هيلانة!؟
 لماذا تحركت ألامك يا هيلانة!؟
هذه المعركة التي هي بؤس وشقاء
معركة حق نحن جئنا نخوضها ونصلى نارها دفاعا عن المسيح وقبر المسيح 

فأطرقت هيلانة وأنزلت رأسها تبكي قالت: مالك يا هيلانة
أهو الحزن على زوجك لويس!
لا تحزني يا هيلانة قد كان مقدرا عليه هذا المصير هو جاء وأنت جئت معه لأجل المسيح،
هو جاء مطمئنا راضيا فاصبري يا هيلانة
  
الخبر الذي جاءك أنه مات وقتل في المعركة تذكري أنه لم يمت ميتة عادية
هو مات في سبيل النصرانية، في سبيل المسيح في سبيل الصليب

فتذكري أنه الآن في السماء ولا تتركِ اليأس يسيطر عليكِ
أنت تحتاجين في هذه الساعة إلى الصبر وإلى الجلد وسكتت صاحبة هيلانة
وهذا السكون وهيلانة في حزنها ومضت فترة طويلة لم تخرج من الإثنتين أي كلمة
وكان القمر في تلك الليلة هلالا كأنه ميت في نوره ليس له إلّا نور هزيل جدا يطلع على هذا المظهر
والمشهد الموحش المرعب ويزيد الجو حزنا
فلم تستطع هيلانة أن تصبر فخرجت من خيمتها تجري إلى خارج الخيمة
وجلست على مقربة من الخيمة تتأمل وتتفكر وتركتها صاحبتها
( أحيانا الإنسان يحتاج إلى فترة تأمل وفترة نظر وفترة خُلوة)
 فتركتها...

 هيلانة كانت في الثلاثين من عمرها لكنها كانت في منتهى الجمال
وهي في عز شبابها ما زالت فاتنة الطلعة بارعة الجمال
وكانت تنظر إلى هذه الخيام التي انتشرت حولها في جيش النصارى على السفوح والصخور
ثم تمد البصر إلى جيش المسلمين أعداء النصرانية والصليبية
وقد إحتل مواقع في القلعات العالية جيشان للمسلمين
جيش في عكا يحمي أسوارها وجيش آخر في خيام صلاح الدين يحاول فك الحصار

وأخذت تفكر في هذه المعركة وتفكر في الحياة التي بدأت تحياها بعد فقد زوجها
إمتلأت نفسها حسرة كانت حياتها في أوروبا حياة وادعة هادئة
كانت في قريتها الصغيرة التي في جبال الألب الجميلة الرائعة تعرف جمال الدنيا وزهورها
وروعة مناظرها فهي قد جاءت من هذا العالم الصغير عالم الألب من الغابات الفاتنة
غابات الصنوبر من السفح الجميل من الصور الصخري المرتب الذي يحيط بقريتها
من الشوارع والحواري الضيقة الهادئة التي تحيطها الزهور من كل مكان
ما كانت في يوم من الأيام تفكر في غير ذلك العالم وفي غير قريتها

 ما الذي جاء بها إلى هذا المكان وجاء معها زوجها وألقاهم في هذه المأساة
وتذكرت كيف كتب عليها أن تفقد زوجها الحبيب وأن تعيش في وسط حرب وسط الذعر والموت
وزاد حنينها إلى الماضي الهانئ.
بدأت صور القرية التي كانت تعيشها تشاهد الفتيان والفتيات يذهبون في كل صباح وفي كل مساء
إلى عين الماء فيرتون منه من ماءه العذب  من أجمل المياه يرتوون منه
والجو جو حب وسلام وأمان ولطف وروعة الطبيعة،

وتذكرت كيف إلتقت بالفتى بالحبيب في مثل هذه الجولات التي كانوا يذهبون فيها إلى الماء
وكيف تحول هذا الحب إلى زواج سعيد تزوجت هيلانة بلويس الحبيب وعاشت معه معيشة عظيمة وهانئة
كان لها كل شيء كان لها الأب والأم والأخ والصديق والحبيب
تذكرت كيف كانت تذهب معه في كل صباح إلى الكنيسة
وكانوا من أهل التدين فيعبدوا ربهم كما يعرفون بالطريقة التي يعرفون
ثم ترجع يدها في يد زوجها الحبيب فترجع إلى البيت حياة حب وغرام وصلاة وهدوء وسلام

كانت قرية آمنه وادعة إلى أن جاء يوم من الأيام عندما نزل بهم بلاء جرّ من ورائه هذه المصائب
تعكرت الحياة كلها الصافية كبِركة ساكنة سقطت فيها صخرة من جبل فهزتها
في ذلك الصباح بينما كانت مستلقية في فراشها في هنائة أمنها
إذ بالصراخ، صرخة تلتها صرخات فقامت من مكانها وانطلقت
وإذ بأحد القساوسة قد جاء يصرخ ينادي هذه القرية جاءهم من القرى الأخرى
يتحرك من قرية إلى قرية صرخه تدوي بين الجبال يحملها صوت مبحوح
يحمل في دمه الدم الأحمر قانيا وتوالت الصيحات الحُمر
وإذ هذا القسيس مكشوف الرأس منفوش الشعر لبس المسوح، الملابس القديمة
وطفق يلقي عليهم باللاتينية وبالفرنسية يبكي وينتف لحيته منذرا بفناء النصرانية وضياع الدين
ولابد من إنقاذ قبر المسيح من يد الكفرة المسلمين

دعوة نادى بها القساوسة للحروب الصليبية وصدقت هيلانة وصدّق زوجها لويس ما قالوه لهما
هؤلاء الذين أخذوا القدس هؤلاء المسلمين أكلة لحوم بشر ذئاب الإنسانية
هتكوا الأعراض وسرقوا الأموال ودنسوا قبر المسيح ورموا عليه القاذورات ولم يحدث شيء من ذلك
بل كان فتحا حضاريا لم يؤذَ فيه إلّا من قاتل ولم تمس فيه مقدسة من مقدسات
ولم تغير كنيسة هذه الكنائس اليوم في فلسطين تشهد لنا بذلك قرونا

كانت بأيدينا لم نمسها لكن هكذا صُورت الصورة للناس في أوروبا حتى يتحركوا
فنهضت هيلانة وراء زوجها لويس يدفعهم الإيمان كيف يعبث العابثون بمقدسات النصارى
تحرك الناس جميعا وراء هذا الراهب وتحركت هيلانة ولويس وقد أخذت معها طفلها الصغير
طفل صغير قريب من السنتين وسارت الجموع معهما هيلانة ولويس لإنقاذ بيت المقدس هكذا جاءت إلى عكا
بينما هي في هذه الذكريات وإذ بصورة لويس أمام عينها فأخذت تبكي زوجها الحبيب
(سبحان الله؛ خاصة المرأة عندما تكون شابة وتفقد زوجها يكون ألمها شديد)

 وتحول البكاء إلى نشيد وارتفع صوتها بالبكاء فأيقظ صوتها صاحبتها التي كانت معها
وتركتها حتى تخلو بنفسها فجاءت إليها: مالك ياهيلين؟ يسمونها هيلين بالأوروبي وبالعربية يسمونها هيلانة
مالك يا هيلين لماذا تبكين لماذا لا تنامين يا هيلانة؟
وهيلانة في شدّة بكائها فصاحبتها تحاول أن تخفف عنها لكن كيف
ما بالك يا هيلانة كلميني لا تقتلي نفسك بالسكوت قولي شيئا (لويس) كلمة خرجت من قلب هيلانة 
بزفرة من أعماق القلب معها الدموع تجري وأخذت تبكي فصاحبتها بدأت تقول لها: إصبري يا هيلانة

إصبري يا أختي هو في السماء يا هيلانة إذا كان لويس الكبير قد مات فعندك لويس الصغير
 إبنك يا هيلانة موجود عيشي معه عيشي من أجله إجعليه يعيش حياة سرور وحياة مرح
إذا فعلت ذلك لويس روحه ستسعد خذي إبنك وضميه إليك واهدئي
فأخذت هيلانة إبنها وكان قد بدأ يبكي أسكتته وضمته إلى صدرها وأخذت تقبله في عنقه دافئ
وبدأت تمرغ وجهها في صدره وتضع خدها على خده وهي تهمس لوييييس
حبها لزوجها تجمع مع حبها لإبنها فانفجرت هذه العاطفة تصب جمالا وروحانيا على هذا الطفل الصغير

وهدأت هيلانة قليلا واستلقت وأنامت طفلها قربها وجاءت صاحبتها فأطفأت الأنوار
لأجل أن تنام هيلانة التي لم ترَ النوم منذ أن مات زوجها ومر من الليل ساعات
في هذه الأثناء بينما هذه الأحداث تحدث في معسكر النصارى كانت أحداث أخرى رهيبة
تحدث في معسكر المسلمين المعسكر أيضا كان صامتا مظلما إلّا من خيمة السلطان وأعوان السلطان
كانوا منشغلين بقضية خطيرة ومع ذلك فكان الجنود ما عدا حراس الذين في أطراف المعسكر
الجند نائمون يستريحون من تعب وعناء النهار الماضي الذي خاضوا فيه حربا من أشد الحروب
في محاولة شق الطريق إلى عكا وكانوا في نفس الوقت وهم يحاولون شق الطريق
يحاولون أن يحموا أنفسهم من هذا الجيش، 250 ألف ومن أي إلتفاف قد يأتيهم من جهة البحر

 وكانوا يرون السفن لا تتوقف تأتي من جهة أوروبا بذلك اليوم قبل هذه الليلة التي نتحدث عنها
السلطان صلاح الدين الايوبي عدّ بنفسه 70 سفينة وصلت من العصر إلى المغرب فقط
لأجل مساندة الجيش النصراني في عكّا بينما هو صلاح الدين في محاولة تثبيت المسلمين وفك الحصار عنهم في عكّا
لم يأته جيش واحد من كل بلاد المسلمين من أقصى المغرب العربي إلى حدود الصين
تركوه لهذا المصير ومع ذلك كان صابرا ثابتا، منظر خطير 250 ألف أمامه وما زالت القوات تأتي

هذه القصة يرويها القاضي إبن شداد الذي كان رفيقا للسلطان في هذه المعركة
ويروي إبن شداد أنّ السلطان وهو ينظر لهذا المنظر 250 ألف أمامه
وينظر إلى 70 سفينة في هذه الفترة الوجيزة يقول و الله ما اهتز ولم يتغير ولم يضعف
ولم يضطرب ولم يتغير إعتقاده بالله، الذي يؤمن أنّ النصر ليس إلّا من عنده سبحانه
ليس من عندنا النصر وما النصر إلا من عند الله وكان الناس في شدّة التعب
وكان أكثرهم تعبا السلطان نفسه لأنه كان يدير المعركة بنفسه وينتقل خلال المعركة
وكان أحيانا يتقدم الصفوف بنفسه يعرض روحه للمهالك

ثم إذا جاء المساء وارتاح الناس ما كان ينام كان يجتمع مع قادة المعسكر لترتيب الخطط في اليوم التالي
وترتيب أمورهم حتى لا يغدر بهم من خلفهم فيقاتل نهارا ويبيت الليل ساهرا يدبّر أمور المسلمين
لا يبالي براحة ولا يبالي بصحة في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل
بينما السلطان في انشغاله هذا كانت أحداث أمر ثالث تحدث بالإضافة لأحداث خيمة هيلانة
وأحداث خيمة السلطان

كان هناك رجلان يتقدمان في الظلام إثنان من المسلمين استطاعا التسلل إلى مخيم الكفار
ودخلا داخل المخيم بكل خفّة ونشاط كانا لصان تابا وانضما إلى الجهاد
(انظروا سبحان الله يهدي الله عز وجل بعض الناس)
 فهؤلاء اللصوص حرامية متعودون على السرقة الله سبحانه وتعالى هداهم وصاروا مع جيش السلطان
إستطاع هذان اللصان أن يتسللا إلى داخل جيش النصراني الصليبية
ويدخلا في خيامهم بدون أن يحس بهما أحد لخبرتهنا في اللصوصية

واستطاعا أن يسرقا من مخيم النصارى ورجعا إلى مخيم المسلمين
وأخذوا هذه الغنيمة الثمينة التي أخذاها من معسكر الكفار
وأحدهم ضمها إلى صدره غنيمة غالية جدا
ولفّها وأخذها وانطلق يمسكها بيد والسيف باليد الأخرى
خشية أن يفاجئه حارس أو يفاجئه كمين وضلا في هذه الصورة
حتى استطاعا الخروج من معسكر الكفار بكل هدوء وتسلل بدون أن يشعر بهما أحد

تخيلوا قدرة بعد اللصوص شيء عجيب من القدرات
تسللا من جيش المسلمين وخرج وتسللا إلى داخل جيش الكفار وسرقا وخرجا من معسكر الكفار
والآن دخلا في معسكر المسلمين دون أن يراهما أحد وواصلا إلى خيمتهما فرحان بهذه الغنيمة العظيمة
:التي أخذاها ووضعا سيفيهما وبدأ الحديث بينهما فقال أحدهما للآخر:
 ماذا سيقول لنا السلطان!؟
 هل تراه يرضى عنا!؟

قال: والله يا أخي لو أننا سارقنا شيئا آخر يمكن يرضى عنّا
لكن الذي سرقناهما لا أدري قد أوصانا السلطان إلّا نعترض للنساء والأطفال ولا نمس العُزّل بسوء
وندع القساوسة ولا نؤذيهم ولا نسرق إلا المحاربين والجند يعني هؤلاء يجوز سرقتهم
أما غيرهم سيكره السلطان ما فعلنا وسيكون غضبه علينا أضعاف ذلك اليوم الذي رضى فيه عنّا
قال: أي يوم تقصد
قال: تتذكر ذاك اليوم يعني هذين اللصين عجيبين
  (كل يوم يعملان عملية سرقة كل يوم يسرقان من معسكر الكفار)

فقال: تتذكر ذلك اليوم الذي سرقنا فيه أحد القادة من فراشه
دخلوا المعسكر ووصلوا إلى خيمة أحد قادة الكفار وربطوه وكمموا فمه وهو نائم
وحملاه وانطلقا به إلى معسكر المسلمين من بين الكفار
جاءا به إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي فتعجب السلطان من يفعل هذا
فرضى عنّا يعني قائد من القادة يؤثر بهذه الطريقة شيء عجيب فكافئهما مكافئة عظيمه
قال: يا ترى يكافئنا

قال: يا رجل والله أنا خائف أن السلطان يغضب علينا
يعني أنت لم تفكر وأنا لم فكرت يعني لم نجد إلّا طفل نسرقه
واحد منهم بدأ يقول ولو سرقنا طفلا هؤلاء مجرمون هؤلاء أعداء بعدين
نحن لم نفعل هذا إلا لمّا جاءت أخبار النصارى ردّا على سرقة قائدهم
سرقوا بعد أطفال المسلمين وروعوا نساء المسلمين فأحببت أن ؤأدبهم فسرقت الطفل
ولو أننا صبرنا عليهم وتركناهم وترفعنا عنهم، هم يسرقون أطفالنا ونحن لا نسرق أطفالهم
إلّا أوغلوا في عدوانهم في الإثم وازدادوا في سرقة أطفالنا فأردت أن نؤدبهم
لا نتركهم يسرقون أطفالنا سيعرفون أن لو سرقوا أطفالنا نسرق أطفالهم
فحتى يتوقفوا عن سرقة الأطفال سرقت طفلهم
قال له: يعني تعتقد أن السلطان سيرضى عن هذه الحجة
قال: والله لا أدري لكن إن شاء الله يرضى

وأنا أقول لك رأيي دعنا نذهب إلى السلطان ونخبر بما فعلنا ونرى أوامره إذا يريدنا نرجع الطفل نرجعه
 وإذا رأى أن هذا فيه تأديب للنصارى لأنهم سارقوا أطفالنا، الأمر إليه
قال: والله رأي جيد فقررا الرجلان أن يذهبا إلى السلطان
في هذه الأثناء جاءت أخبار رهيبة جدا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي تونبئ بخطر ثالث عظيم
الخطر الأول الجيش النصراني 250 ألف الذين حاصروا عكا
والخطر الثاني السفن التي تأتي بالقوات من أوروبا إلى ميناء عكا
:والآن يأتي بخبر ثالث عظيم للسلطان محمد الفاتح فتشكّلت عندنا في ضمن هذه القصة ثلاث قصص

قصة هيلانة في مخيم الكفار
وقصة اللصين الذين اللذان سرقا طفلا
وقصة الخبر المريع الذي جاء للسلطان

نرجع إلى اللصين، قام اللصان وأخذ يسيران في هذه البقاع في فلسطين
في التلال الخضراء المعشبة هم داخل معسكر صلاح الدين وسارا حتى وصلا إلى خيمة السلطان
وإذ بالخيمة مضاءة وعرفا أنه لم ينم فوقف ينتظران الإذن حتى يخبراه بالخبر أنهما سرق طفلا
ما أوامر السلطان هل سيرجع الطفل أم أوامره أنه سيؤدب النصارى؟
وإذا أرجعوا أطفالنا نعيد أطفالهم ماذا سيفعل السلطان؟

تبادل الأسرى من الأطفال ماذا سيقرر السلطان وقف الرجلان أمام خيمة السلطان
وإذ يسمعان حركة وإذ برسول طلب الإذن على السلطان وإذ بالحرس يسترحمونه
يا رجل السلطان متحكم ما نام لا في الليل ولا في النهار أتركه يرتاح تعالى له في الصباح فقال:
الآن اللصان يسمعان مختبئان يسمعان فقال:
إني أحمل رسالة خطيرة مستعجلة لا يجوز تأخيرها
فدخل الحارس إلى السلطان فأخبره فرجع بسرعة قال: تعال

 يروي القاضي إبن شداد أنه كان موجودا وأخبر فيما بعد ماذا حدث
خرج الرسول على عجل وخرج إبن شداد وأمر الحرس بدعوة القادة
إذًا واضح أن هناك مشكلة خطيرة عسكرية قد حدثت وهم جاءا لمشاورة السلطان في أمر الطفل
السلطان لن يلتفت إليهما الآن يوجد شيء أعظم وأكبر
وفعلا جاء قادة الجيش فتجمعوا عند خيمة السلطان
يروي ابن شداد يروي فيما بعد الخبر المريع الآن جيش النصارى 250 ألف يحاصرعكا من البر
والسفن النصرانية تحاصر العكّا من البحر والأمل الوحيد لعكّا هو في جيش صلاح الدين الذي تعداده فقط 12 ألف

الآن جاءت الأخبار أن جيش الصليبيين الألمان قد وصل برًا في طريقه من الشمال متجه نحو عكّا
من وراء جيش صلاح الدين في عدد هائل وأن كل جيوش المسلمين التي في الشمال والقلاع التي في الشمال
لم تستطع أن توقفه فهو الآن في طريقه وسيكون جيش السلطان محصور
بين الجيش الذي يحاصر عكّا تخيلوا الآن المشهد،
عكّا حولها جيش النصارى بعده جيش صلاح الدين والآن وراء جيش صلاح الدين سيأتي جيش الألمان
فسيكون جيش صلاح الدين الآن بين فكي كماشة كما يقولون

الأمر خطير في منتهى الخطورة لابد من ترتيب أمورهم يعني هم الآن لن يستطيعوا إنقاذ عكّا
إذا لم ينقذو أنفسهم هم فما الحل؟ فما العمل؟ هل يتركوا عكّا ويذهبوا إلى جيش الألماني؟
وما مصير أهل  العكّا  ولو صبروا سيكون بين الجيش النصراني الذي يحاصر عكّا وجيش الألمان في منتهى الخطورة
هذه الأوضاع، تجمع القادة والكل من الأبطال من المؤمنين من المجاهدين من الفاتحين
الذين انتصروا في حطين انتصروا بالقدس لكن صلاح الدين وكل قادة صلاح الدين
لم يمر عليهم في حياتهم في تاريخهم وضع أخطر من هذا الوضع الذي هم فيه

هؤلاء القادة اضطربوا لهذا الخبر الخطر لم يتوقعه أحد كانوا أبطالا ما كانوا من الجبناء
كانوا أبطالا كانوا سادة القتال وكانوا من أهل الإيمان الذين انتصروا بإيمانهم في حطّين وفي غيرها
لكن هذا أمر فوق طاقة البشر كما يقولون والمسألة تحتاج إلى تدبير ولا يوجد رأي
إذا تركوا مكانهم لمواجهة الألمان ضاعت عكّا وإذا بقوا مكانهم ضاعوا
فهنا اختلفت الآراء قسم مُصّر على أن يبقوا في مكانهم وقسم مُصّر
قال أهل العكّا يعني الله سبحانه وتعالى يساعدهم دعونا نساعد أنفسنا حتى نساعدهم
فلابد من مواجهة الألمان قبل أن يصلوا وقبل أن يحتلوا كل فلسطين ونحن واقفين في مكاننا ننتظرهم

واختلف الناس وانقسموا كل الرأيين وجيه والخطر جسيم والخطر كبير
فغابت الحماسة في النفوس وإن كانت ما زالت كاملة موجودة وسكت القادة
يفكرالجميع لعلّ الله سبحانه وتعالى يهديهم إلى حل آخر
فلمّا سكت الجميع ولم يأتِ أحد برأي آخر تنفس السلطان ثم قال للجميع
إنصرفوا فكروا مازال يوجد الوقت في جيش الألمان دعونا نفكر
وبقيّ السلطان وحده معه القاضي ذهب القادة ليرتاحوا ويناموا لأجل مواجهة المعركة في اليوم الثاني
أمّا السلطان الذي يحمل همّ المسلمين
(أنظروا ايس هذا الحاكم الذي ما يحمل همّ نفسه وشهواته ومتعته وسياراته و أولاده)

 هذا الحاكم الذي يفكر في أمته لم ينام يقول القاضي ابن شداد:
جلس يدبر أمره ويرسم خطط القتال وهو مهموم وعليه آثار التعب وآثار النعاس
ما نام أيام لم ينم يقول ابن شداد قاضي المسلمين الذي كان مع الجيش يقول:
وأنا أنظر إليه ليس معنا ثالث إلّا الله فسألته أن ينام ساعة فيستريح فقام من مكانه وقال:
إذهب لتنام، يقول فخرجت إلى خيمتي فظللت أفكر حتى أذّن الصبح وجلست أفكر في الحال هذا
ثم توضأت وذهبت إلى الصلاة فوجدت السلطان يمرر الماء على أطرافه كنت ذاهب لأوقظه إذ هو صاحي فقلت له:
ما أخذني النوم فقال السلطان قد علمت
قال: كيف عرفت أني لم يأخذني النوم؟
قال: لأني أنا لم أنام، كيف تنام أنت إذا أنا عندي هم المسلمين أنت أيضا من الناس الذين عندك همّ المسلمين
(بعض الناس عندهم هم من شدّة الهم بقضايا المسلمين لا ينام)

 يقول فدخلنا بصلاة الفجر وصلينا وجلسنا نفكر في هذه الشدّة التي جاءت علينا
واللصان واقفان صليا مع الناس ينتظران فرصة لكن يفكران كيف سيفعلان
والأمر واضح أن فيه توتر شديد يقول: فوقع في نفسي أمر فجئت إلى السلطان فقلت:
 يا سلطان المسلمين وقع في نفسي أمرا أظنه مفيدا إن شاء الله
فقال السلطان ما هو؟
قال: أخلد إلى الله أنب إلى الله كثّر جرعة الدعاء
يعني أنت الحمد لله تصلي وتدعو لكن كثّر جرعة الدعاء
قال: نحن ندعو هل في مزيد نفعله
 قال: نعم
قال ماذا؟ 

فقال القاضي اليوم يوم الجمعة أرى أن يغتسل مولانا السلطان وأن يصلي صلاة لله خاشعة
وأن يتصدق بصدقة خفية يعطيها لمن يثق به أن لا ينشر سره ثم ينصرف بعد الصلاة إلى الدعاء
وأوصيك أن تقول إلهي قد إنقطعت الأسباب الأرضية في نصرة دينك
ولم يبق إلّا الأخلاد إليك والإعتصام بحبلك والإعتماد على فضلك أنت حسبي ونعم الوكيل
فالله سبحانه وتعالى أكرم من أن يخيّب من يلتجأ إليه
بينما القاضي في حديثه مع السلطان وإذ بصراخ إمرأة يقطع حديث القاضي مع السلطان
ويقطع تسلسل هذه القصة

إمرأة سافرة تصرخ بالفرنسية قد أقبلت تريد السلطان صلاح الدين الأيوبي
فقطع القاضي حديثه وقطع السلطان حديثه يسألوها ما خطبها!
هذه المرأة هي هيلانة
 سبحان الله بعد فجيعتها زوجها عدّة أياما طار منها النوم في تلك الليلة نامت
وإذ باللصان سبحان الله من بين كل المعسكر يسرقان لويس الصغير طفلها
فلمّا إستيقظت مع الفجر وإذ بولدها مفقود فصارت كالمجنونة فقدت زوجها والآن تفقد ولدها
فأخذت تركض في الأرض على غير هدى بدأت تسأل كل من في المعسكر النصراني
هل من وجد ولدها هل من رأى ولدها أين ذهب ولدي ماذا أفعل ساعدوني هل مات هل قُتل؟

فجاءها فجاءتها الأخبار التي لم تكن تود سماعها جاءتها الأخبار أن الإحتمال الأكبر
أن يكون سرقة اللصوص المسلمين ردّا على سرقة اللصوص الكفار لأطفال المسلمين
فخلاص طار صوابها إبنها في يد المسلمين هؤلاء أكلة لحوم البشر الذين دنسوا مقدسات المسيح
راح ولدها راحت لقادة الجيوش قالت: ساعدوني
قالوا لا نستطيع أن نعمل شيئا فتركت الجيش الكفار وانطلقت نحو جيش المسلمين
ووصلت إلى خيمة بعض القادة المسلمين فسقطت على أرجلهم تقبّلها وهي تولول وتصيح
لم يفهمو لغتها ولم يعرفوا ماذا تقول فطلبوا مترجما فترجم هذا المترجم لها أن إبنها فُقِد
وهي تتوقع أن يكون في جيش المسلمين

فاستغربوا قالوا نحن ليس عندنا أطفال مسروقين الآن لا أحد يعرف خبر أن هناك طفل مسروق
اللصين اللذان سرقاه يعرفان خبره ولم يخبرا إلى الآن صلاح الدين طبعا
وبالتالي الجيش لايعرف عن الخبر فبدأوا يحدثونها قالوا يا إمرأة  ليس عندنا
 نحن أصلا ديننا ممنوع نسرق أطفال وليس عندنا نحن قادة الجيش لا يوجد أطفال سُرقوا
فبالغت في البكاء والتوسل أرجوكم فتشوا عن طفلي أرجوكم إسالوا الجيش أرجوكم
(سبحان الله يعني فقدان الزوج ثم فقدان الطفل)

 فأحد القادة شهم شريف أرسل نبيل قال لها:
 هذا الذي عندنا لكن تعالي آخذك إلى صلاح الدين،
صلاح الدين ممكن أن يصدر قرار بتفتيش كل المخيم إذا ولدك عندنا سيخرج
ففرحت ثم قالت: صلاح الدين أخاف أنه لا يسمع لك
هي طبعا تعرف صلاح الدين صوروا  لهم صلاح الدين بشع المنظر يأكل اللحوم البشر هكذا هي كتبهم

 فهي قالت: أنت إبحثت لي عنه لا أريد صلاح الدين
قال لها: لا أستطيع أن أعمّم على كل المعسكر
الوحيد هو صلاح الدين وهو شهم شريف فأرس نبيل تقي ورع والمرأة مفجوعة أصلا
فذهب بها باتجاه إلى صلاح الدين في التاريخ بدأ يحدثها قالت له:
متأكد صلاح الدين لن يقتل ابني مقابل الأطفال الذين سُرقوا!؟

 قال: لها يا إمرأة يقتل إبنك أجننتِ، صلاح الدين في إحدى معاركنا قبض على قائد الحملة الفرنسية
التي قتلت المسلمين وصار هذا القائد بين يديه وانتظر القتل جاءه صلاح الدين قال له:
ما ترى؟
قال ما أرى إلا القتل يريد العزّة
فأمر بإطلاقه وأمر بإعطائه أفضل الملابس وأعطائه هدايا وسيّره إلى دمشق معززا مكرما
القائد عندما يرى هذه الصورة عجز عن شكره ولم يستطع أن يرفع بصره إليه هذا صلاح الدين
قالت: معقول !! معقول هذا الرجل الذي يحدثون عنه عنّا بهذه الصورة
أخشى أنك تخدعني
قال تعالي وكلميه بنفسك فسيروا بالمرأة مع هذا القائد إلى صلاح الدين

وبدأ القائد يمشي وهي تمشي معه بسرعة من شدّة التعب تسقط وتمشي وتتحامل على نفسها
كأنها تريد أن تقطع كل الطريق بوثبة واحدة
سبحان الله ضعفها بعد هذا التعب كله ولا تريد أن ترتاح خشية أن يصيب ابنها الشر)
(أنظروا سبحان الله رحمة الأم على ولدها لا تقارن بشيء)
وصارت مع هذا القائد متحيّرة هل تصدقه أم تصدق الأخبار التي تعرفها عن صلاح الدين
كلما تصورت فرحها بلقاء طفلها أسرعت
وكلما فكرت بوصف صلاح الدين كما يصفه الرهبان لها لطمت وجهها وبدأت تبكي

ثم يعاودها الأمل بكلام هذا القائد أن صلاح الدين رحيم وأنه سيساعدها فهي بين الخوف والرجاء
 تنطلق في طريقها إلى صلاح الدين ففي الطريق قال لها القائد الذي معها قال لها:
أنا عندي رأي قبل أن نذهب إلى صلاح الدين
قالت: ما هو؟
قال عندنا معسكر لأسرى النصارى فيمكن ولدك بالخطأ وبأي صورة أُخذ على المعسكر
فدعينا نذهب إلى المعسكر نرى إذا كان فيه طفل وإذا لا يوجد فيه الطفل نكمل طريقنا إلى صلاح الدين
قالت هيا انطلقت يحذوها الأمل ومعها الألم على الزوج الذي قُتل والطفل الذي سُرق
وصلوا إلى معسكر الأسرى فبدأت تنادي في الجند الذين يحمون المعسكر تخاطبهم بالفرنسية
ابني... أيُّها الجند ردوها علي لما تمسكون لماذا تعذبون إمرأة مسكينة؟!
لماذا تأخذون طفل صغير لن يفعل شيئا هل قتلتموه!

هؤلاء لا يفهمون ما تقول القائد معه مترجم فقال لها:
ما تقول فأخبرها قال لها انتظري يا إمرأة و سألها أول شيء قال لها:
من إبنك ما إسمه؟
قالت: إسمه لويس وأنا إسمي هيلانة
دخل معها إلى الحرس الذين داخل المعسكر
الآن النصارى موجودين الأسرى بدأوا ينظرون
واحدة نصرانية دخلت المعسكر مستغربين القائد سأل قادة المعسكر هل يوجد طفل في المعسكر
قالوا: لا كيف يكون طفل  في المعسكر معسكر كله من المقاتلون
نحن لم نأسر حتى قسيس ولا عابد ولا شيخ هؤلاء أنت تعرف هذا
قال: أنا أعرف لكن من باب التأكد، أتأكد مع أنه لايوجد طفل في المعسكر
فقالوا: لا يوجد طفل في المعسكر أيها القائد
عندها قال لها: تعالي هنا 

خرجوا بسرعة في التّوجه نحو خيمة السلطان وأسرعوا نحو خيمة السلطان
 في هذه الأثناء أسرى النصارى كانت تحدث بينهم أحداث
وصل القائد مع هيلانة إلى خيمة السلطان وطلب الإذن
لكن السلطان مشغول بقضية الألمان الذين سيأتون فأصر
فقال للقاضي أخرج أنظر ماذا يريدون
فخرج القاضي قال له: يوجد طفل مفقود
قال له يا رجل عندنا جيش أمامنا جيش سيأتينا انتظر نحن في الشغل، إانتظري ساعة

فبدأت المرأة تبكي وتتوسل أخاف أن يصيب ابني ساعة يمكن أن يكون الفرق بين الحياة والموت
قال لها القاضي: السلطان مجتمع مع قادة الجيش
الآن بدأت تتوسل فنزلت على قدميها بدأت تقبّل القدمين أرجوك أرجوك أن تنقذ إبني، أرجوك أن تبحث عن ابني
في هذه الأثناء بينما هذه الأحداث تحدث عند خيمة السلطان في المعسكر الأسرى
أسير كان في طرف المخيم في أقصى المعسكر رأى هذه المرأة فوجع قلبه وبصره تعلّق بها
فلما خرجت بسرعة بدأ يجري وراءها يريد أن يتأكد وجوانحه كالبركان 

ثم بدأ يصرخ صراخ الوحش الكليم أريد أن أرى هذه المرأة أوقفوها
جند المعسكر أمسكوه يريد أن يخرج من المعسكر الأسرى الآخرين
بدأوا يهدؤونه مالك يا رجل؟
فبدأ يصرخ أريد أن أرى هذه المرأة أرجوكم أرجوكم إسمحوا لي أن أرى هذه المرأة
أريد أن أعرف من هي أريد أن أتاكد
فهنا قائد الحراس جاءه الخبر أن في أسير يصرخ بطريقة مجنونة 
فجاء وطلب المترجم يترجم له
قال: ما بك؟
قال: هذه المرأة أظن أني أعرفها وأريد أن أحدثها إسمحوا لي فقط أن أكلمها وأتأكد منها

فرقّ عليه القائد الحرس فأرسل معه حرس يأخذون وراء المرأة
سأل أين ذهبت؟
قالوا اتجهت في اتجاه مجلس السلطان
والآن اللصوص عند باب السلطان والمرأة عند باب السلطان وهذا الأسير سيأتي إلى باب السلطان
والسلطان مشغول بقضية جيش الألمان الذي سيأتي
القاضي لما نزلت المرأة بهذه الصورة وقبّلت قدماه رقّ لها فأدخلها فأخبر السلطان
السلطان فورا أرسل قال أعلنوا من وجد طفلا
خرج الحارس وقال للحراس الموجودين في المعسكر من وجد طفلا
فصرخ اللصان قالوا عندنا طفل

 المرأة لم تدرِ لا تعرف لغتهم فأمر الحرس اللصان أن يدخلا إلى السلطان ومعهم طفل
فعنفهما تعنيفا، نحن نسرق أطفال
قال: سرقوا أطفالنا
قال: ولو سرقوا أطفالنا لا نعاملهم بالمثل
ثم أمر بالمرأة أن تدخل فأعطاها الطفل قال هذا طفلك فتعجبت من هذا
قالت هذا السلطان صلاح الدين.. ! صلاح الدين الذي يأكل لحوم البشر يعطيني طفلي..!
فنزلت إلى قدمه تقبلها وتجثو بين يديه وهي تحتضن طفلها وتقبل الطفل

أنقذت طفلها وإذ بهذه الأثناء الأسير وصل فاستأذنها
 قال: ما لكم
قال: الأسير يريد أن يرى هذه المرأة
قال أدخلوه فلما دخل رأى الطفل فصرخ الطفل بابا
المرأة ما صدقت ولدها يصرخ بابا فالتفتت، فاذا زوجها لويس الذي قد جاءها الخبر أنه قد قتل حي أمامها
فقفزت من مكانها واحتضنته وعانقته فالسلطان أشاح بوجهه وتركهم في هذا المشهد يتعانقان

فرح بهذا الحدث العجيب الذي يحدث أمامه إمرأة تجد زوجها وتجد ابنها
أي سعادة ستكون للمرأة فالتفتت تشكر السلطان وتسجد له وتركع له 
أمر المترجم أن يقول والله ما فعلت إلا ما أمرنا به ديننا
قال: أنت دينك يأمرك بهذا؟! نحن نعرف دينك دين قسوة
وكذا قال يا إمرأة بدأ يحدثها عن دين السلام ودين الرحمة ودين الإنسانية
ويحدثها ماذا فعل النصارى في القدس عندما فتحوها وقتلوا 70 ألف
وأنّ لها أن تذهب وتصلي في القدس وترى بعينها

سألت زوجها هل حقا هذه الأخبار؟
فقال صدقت كل الأخبار التي جاءتنا كل الذين شاركوا فيه المعارك السابقو يشهدون بهذا
فقالت للسلطان حدثني كيف أدخل في دينك فجاء القاضي ومترجم له فعلّمها
وزوجها لما رأى انشراح زوجته للإسلام قال: وأنا أريد أن أدخل في هذا الدين
فدخلته هيلانة ودخل لويس في دين الإسلام وانضما إلى جيش صلاح الدين
بعد هذا الأسى الذي كانوا فيه هذه حضارتهم هذه عظمة الإسلام
أما أحداث صلاح الدين فلها قصة أخرى
أرجو أن تكونوا إنتفعتم بهذه القصة شكر الله لكم حسن القراءة والسلام عليكم ورحمة الله

المصدر: هنا

👉لمزيد من الروايات الشيقة والممتعة يمكنك الإطلاع عليها من 👈هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-