قصة إبراهيم عليه السلام للأطفال
قصص الأنبياء للأطفال هي بوابة الأفضل لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول أطفالنا وحمايتهم من الإنحراف الأخلاقي
قال تعالى: "وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ إِبۡرَٰهِيمَ رُشۡدَهُۥ مِن قَبۡلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ"
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل فقد جاهد في سبيل الدعوة إلى الله
وعرّض نفسه للهلاك في سبيل الله،
نشأ إبراهيم عليه السلام في أرض بابل بالعراق وكان لأهل بابل آلهة كثيرة يعبدونها
وفي هذه البيئة التي سيطرت عليها عبادة الأصنام أعطى الله الرشد والحقيقة العظمى لإبراهيم عليه السلام
وعرف برجاحة عقله ووحي الله أن الله واحد وأنه وحده مالك هذا الكون
قال أحدهم: إنني من المؤمنين برب إبراهيم فهذه الأصنام لا تفيدنا بشيء،
فرب إبراهيم هو الذي خلق السماوات والأرض وما عليها
كان والد إبراهيم من عابدي الأصنام وكان هو من يصنعها ويبيعها
وقد تألم إبراهيم عليه السلام أن يكون والده صانعا وعابدا للأصنام
فصار يقدم له النصيحة ويطلب منه الإبتعاد عن الكفر قال تعالى:
"إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡـٔٗا
يَٰٓأَبَتِ إِنِّي قَدۡ جَآءَنِي مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ يَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِيٓ أَهۡدِكَ صِرَٰطٗا سَوِيّٗا
يَٰٓأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا
يَٰٓأَبَتِ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيۡطَٰنِ وَلِيّٗا"
فيجيبه الأب أمعرضٌ أنت عن عبادة الأصنام يا إبراهيم لئن لم ترجع عمّا أنت عليه لأرجمنك بالحجارة
أضمر إبراهيم في نفسه هدم الأصنام التي كان قومه يعبدونها،
تحيّن إبراهيم عليه السلام الفرصة المناسبة لتحقيق مأربه إلى أن كان يوم عيد عندهم
فقال له أبوه: اليوم عيد فلو خرجت معنا وشاركت في الإحتفال لدخل السرور إلى قلبك
فخرج إبراهيم عليه السلام معهم لكنه إعتذر في الطريق بحجة أنه مريض بالطاعون
فخاف القوم أن تصيبهم العدوى فتركوه
قال أحدهم: ها ها ها ها ههه فلتنعموا بهذه النعمة يا رجال ولتمرحوا اشربوا فاليوم يوم عيد.. أشربوا..
رجع إبراهيم عليه السلام إلى المكان الذي فيه أصنامهم وقد أصرعلى تحطيمها
دخل إبراهيم إلى المعبد وكان فيه صنم كبير وإلى جانبه صفت أصنام أصغر منه حجما
ثم قام إبراهيم عليه السلام بتحطيم الأصنام الصغيرة جميعا
ولم يبقَ إلا الصنم الأكبر فذهب وعلّق بيده الفأس وانصرف
رجع القوم بعد الإحتفال فرأوا ماحلّ بأصنامهم قال أحدهم مندهشا منزعجا:
يا قوم تعالوا أنظروا ماذا حلّ بآلهتنا من فعل ذلك لابد أن يأخذ جزاءه
تعالوا ...تعالوا
لابد أن يكون الفتى الذي يسمى إبراهيم فإنه هو الذي لا يحب عبادة آلهتنا
ويقول إنها لا تضر ولا تنفع
رد آخر: نعم.. نعم هذه فعلته فلنأتي به ونحاسبه على ما قام به.
ثم انطلقوا إلى ملكهم يخبروه ماحل بآلهتهم وإتُهامهم إبراهيم بتحطيمها
قاد القوم إبراهيم إلى ملك القوم وسأله الملك:
هل صحيح أنك لا تؤمن بآلهة أجدادك يا إبراهيم وتقول أن هناك إله آخر تعبده!؟
قل لي إذًا لماذا حطمت آلهتنا!؟
قال إبراهيم عليه السلام إسألوهم إن كانو ينطقون
تشاور القوم فيما بينهم، فمنهم من قال إنه على حق
ومنهم من قال وقد نكّسوا رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون
عندئذ قال إبراهيم:
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون
ولما رأوا أنهم غُلبوا على أمرهم وخافوا إفتضاح أمرهم ولم تبقَ لهم حجة
عمدوا إلى القوة يسترون بها فضيحتهم فأصدروا حكمهم على إبراهيم بالموت حرقا
أحرقوه... أحرقوه إنه يستحق ذلك...
فعلا إنه يستحق ذلك جزاءً لما فعل بآلهتنا
قال تعالى:"قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ
جادل إبراهيم عليه السلام الملك عن حقيقة وجود الله والإحياء و الموت
قال الملك: وأنا أحيي وأميت.. آخذُ رجلين وقد استحقا الموت
فأقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفو عن الآخر فأكون قد أحييته
فقال له إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب إن استطعت
ولكن الملك اضطرب ولم ينطق بالجواب
أقام إبراهيم في بلدته وتزوج من السيدة سارّة
ولكنه ضاق ذرعا بهذه البلدة لعدم إستجابة أهلها باستثناء نفر قليلا من المؤمنين
وتعرضه للأذى منهم فتوجّه إبراهيم عليه السلام ومن معه إلى أرض الشام.
المصدر: هنا
سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، للتعريف بالأنبياء عليهم السلام لأطفالنا وغرس القيم والأخلاق والتربية الدينية من خلال قصص الأنبياء، ولمزيد من قصص الأطفال يمكنكم الإطلاع على القسم الخاص بهم من 👈هنا