قصة هود عليه السلام للأطفال
قصص الأنبياء للأطفال هي بوابة الأفضل لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول أطفالنا وحمايتهم من الإنحراف الأخلاقي
بعد أن نجّى الله نوحا والذين آمنوا معه وأغرق أهل الكفر كانت ذرية نوح عليه السلام هي الباقية
بعد أن استقر المؤمنون وتكاثروا ومرّت عليهم أعوام عديدة اضطر كثير منهم على التفرق والإرتحال
ومنهم قبيلة عاد التي اتّجهت إلى ساحل الجزيرة العربية الجنوبية
واستقرت في منطقة تقع بين حضرموت والأردن تسمى بالأحقاف
في تلك المنطقة ظهرت حضارة عظيمة ومدينة عامرة وسكن أهلها في مباني ضخمة
قاموا على أعمدة هائلة وقد وصفها القرآن بإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
قال أحدهم: لقد بلغنا من القوة والعظمة الكثير وهذا بفضل آلهتنا العظيمة
كانت الأرض التي سكنتها قبيلة عاد أرضًا زراعية تتدفق الينابيع من جوفها وأمطارها كثيرة
فانتشرت فيها البساتين والأشجار والزروع وكثر خيرها وأصبحوا يبنون القصور المليئة بأسباب النعيم والراحة
كل ذلك جعلهم يشعرون بالغرور ويقولون من أشد منٍّا قوةً
قال أحدهم: يا قوم من أشد منّا قوةً إننا من أقوى البشر، لدينا المال ولدينا أعظم القلاع
ردّ عليه أحدهم: نعم هذا صحيح فنحن أقوياء...أجل أجل
لن يستطيع أحد قهرنا، وبعد كل هذا النعيم الذي عاشوا فيه لم يشكرو الله
بل وسوس لهم الشيطان فانحرفوا عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام وأصبحوا نتيجة لغرورهم يبطشون بعباد الله
أرسل الله إلى قوم عاد فتًى منهم اسمه هود عليه السلام ليهديهم إلى طريق الحق وإلى سواء السبيل
ويردهم عمّا هم فيه من الشرك والظلم
بدأ هود عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وترك الأصنام
وكان قوم عاد يعتقدون أن الأصنام شركاء الله وأنها تشفع لهم عند الله
قال أحدهم: إن هود يهددنا بغضب إلهه إن لم نتبعه ونؤمن به ما... رأيكم!؟
ردّ آخر: دعونا نعيش حياتنا كما نريد
فآلهتنا تدعونا لذلك وتساعدنا
قال تعالى"وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ
قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي سَفَاهَةٖ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ"
فقال لهم هود: أنتم كاذبون في هذا الإدعاء لأنه لا يستحق العبادة إلّا الله وحده
لكن قوم عاد إحتقروا هود عليه السلام واستصغروا شأنه ووصفوه بالطيش والكذب
ولكنه نفى عن نفسه هذه الصفات مؤكدا أنه رسولا من عند الله إلى قومه
ولا يريد لهم إلا النصح والرشاد
قال تعالى" قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ
وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ
قال أحدهم: أرأيت ما يدّعي به هود!!
يقول أنه رسول من الله وأن الله قد أعطانا هذا المال والقوة ويجب أن نشكر إلهه على ذلك
ردّ عليه أحدهم: إنه لمجنون وكاذب لماذا تستمعون إليه آلهتنا تمدنا بالقوة
بل إنغمسوا بالشهوات وتكبروا في الأرض فقال لهم هودعليه السلام:
ما لكم تقيمون فوق كل مرتفع بناء شامخا للتفاخر والعبث وتنشئون قصورا فخمة
وكأنكم خالدون في هذه الدنيا فاتقوا الله فيما أمركم وأطيعوني فيما أدعوكم إليه من الهدى
ولا تقابلوا نعم الله بالكفر فيحل عليكم العذاب
كان القوم يرددون:.."أيتها الآلهة العظيمة أنصرينا دائما وارزقينا من فضلك أيتها الآلهة قد أصبحنا أعظم البشر
رفضت قبيلة عاد دعوة هود عليه السلام إلى عبادة الله وأصروا على عبادة أصنامهم وقالوا له:
إنك لم تأتينا بحجة صادقة لما تدعون إليه ولن نترك عبادة آلهتنا
ويبدو أن بعض آلهتنا قد مستك بسوء فصرت تهذي بأقوال باطلة
قال تعالى" قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ
إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ"
قال لهم هود: إني بريء من الشرك الذي أنتم فيه فتعاونوا مع آلهتكم على الإضرار بي
ولا تؤخروا عقابي إن استطعتم
لم يزد ذلك قوم هود إلا إعراضا عنه وأصبحوا يضجرون من دعوته ومن كثرة نصحه لهم
ولم يتركو عبادة أصنامهم وتَحدُوه أن يوقع بهم العذاب عند ذلك قال لهم هود عليه السلام:
لابد أن يقع عليكم غضب الله وإني معكم من المنتظرين
قال تعالى"إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِين
إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ"
إنحبس المطر عن قوم عاد ثلاث سنين وكان ذلك إنذارا بقرب حلول العذاب عليهم
في هذه الأثناء كان هود عليه السلام يدعو قومه إلا التوبة وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى
لكنهم صموا آذانهم عن سماع كلمة الحق وزادوا طغيانا
وذات يوما رأوا عارضا من السحاب الأسود يتوجه إلى أوديتهم وديارهم فاستبشروا خيرا
وظنوا أن السماء سوف تمطر وأدرك هود ومن معه من المؤمنين أن ساعة العقاب قد أتت
فذهب عنهم هود عليه السلام ومن معه،لم يكن ذلك العارض إلّا ريحًا صرصرًا عاتية
استمرت هذه الرياح تضرب فيهم وفي ديارهم سبع ليال وثمانية أيام
فدمرت كل شيء وأنهت قوم عاد من الوجود
لقد نجى هود عليه السلام مع المؤمنين بفضل الله ورحمته
المصدر:هنا
سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، للتعريف بالأنبياء عليهم السلام لأطفالنا وغرس القيم والأخلاق والتربية الدينية من خلال قصص الأنبياء، ولمزيد من قصص الأطفال يمكنكم الإطلاع على القسم الخاص بهم من 👈هنا