قصة أيوب عليه السلام للأطفال
إن قصة أيوب عليه السلام من أجمل وأروع قصص الإختبار والإبتلاء والصبر
قصص الأنبياء للأطفال هي بوابة الأفضل لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول أطفالنا وحمايتهم من الإنحراف الأخلاقي
قال تعالى:
"إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ
كان نبي الله أيوب يسكن في أرض حوران بالقرب من دمشق
وقد عاش عمره مبشرا ومنذرا قانتا عابدا، بسط الله في رزقه وأهله
وكان رزقه للسائل والمحروم حيث يطعم الجائع ويروي العطشان
ويأوي اليتيم وينصر المظلوم ويساعد الضعيف
رأى الناس ما في أيوب من النعيم فكان كلما زاده الله بركة كلما إزداد ورعًا وتقوى
لا يفتنه مال ولا يغويه ولد بل حب الله ورضاه هما همه الوحيد
أصبح الشيطان يوسوس للناس بأن أيوب ما عبد الله حبا بعبادته ولا طوعا في نفسه
وإنما عبادته طمعا فيما يمنحه الله من مال ونعيم وبنين وبما أعطاه من ثروة طائلة
وبأن الله لو نزع عنه هذا الملك وهذا الثراء فإنه سيبتعد عن عبادته وذكره
وكانت أخبار ما يوسوس به الشيطان تطرق مسامع أيوب لكن لا يعيرها اهتماما
قال أحدهم ساخرا: هااهااهاا، دعك منه ومن إلهه فلن نعبد إلا إلهنا
ردّ عليه آخر: إنه مجنون وكاذب لماذا تستمعون إليه، آلهتنا تمدنا بالقوة
أراد الله أن يجعل أيوب مثالا للبشرية في الصبر، فابتلاه بأعظم إبتلاء
فذهب عنه ماله وفقد أولاده وأصيب جسده بالمرض
حتى أصبح لا يقدر على القيام ولا يقوى على الحركة والسير
رأى الناس ما حلّ بأيوب فأصبحت جماعة تشكك بأنه نبي من عند الله
فعلا قال أحدهم ساخرا فعلا... فعلا.. إنه يستحق ذلك، إنه ساحر
...أجل لابد أنه ساحر، لكن ظنهم قد خاب فلم تزيد تلك المصائب أيوب إلّا إيمانا وصبرا
مرت الأيام وأيوب ما زال على حاله من هزال الجسم وفتك المرض الذي حل به
لم يبقَ أحد بقربه إلّا زوجته فقد بقيت على وفائها له
تخدمه وترعاه وتعتني به صامدة صابرة محتسبة
لكن رفاق الشيطان لم يتركوها بشأنها وراحوا يحرضونها على ترك أيوب
وفي إحدى زياراتها إليه قالت له:
لما يعذبك الله!؟
وأين المال وأين العيال والأصدقاء!؟
فقال لها أيوب: لقد سول لك الشيطان أمرا
أتراك تبكين على عز قد ولّى
لقد خاب ظني فيك ولا أراك إلا وقد ضعف إيمانك وضاق قضاء الله بصدرك
وحزن لهذا وهجرته زوجته
أصبح أيوب وحيدا إلّا من مرضه وفي ذروة المصاب وقمّة الشدّة شكى أيوب إلى الله فقال
قال تعالى" وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ
فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ
وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب وإلى ربه استجاب الله له
وأمره الله أن يضرب الأرض برجله فانفجرت عين ماء فشرب واغتسل منها فعاد في صحة وعافية
وخرّ أيوب ساجدا لله على تلك النعمة التي أعادها الله إليه
وأوحى له الله بأن سيعيده كما كان في البداية كثير الرزق والمال والأولاد
أما زوجة أيوب فقد أصابها القلق على زوجها وعرفت أنها قد أخطات في حقّه
وأن الشيطان قد أبعدها عن الحق، فما كان منها إلّا أن عادت إلى المكان الذي كان فيه زوجها
وهي ملهوفة متحصرة على ما بدا منها
كان أيوب قد حلف أن يضرب زوجته 100 جلدة إذا شفي من مرضه
فأوحى له الله أن يأخذ حزمة من الحشيش ويضرب بها زوجته
فكأنه ضربها 100 جلدة حتى لا يحنث بيمينه
ولا يؤذي تلك المرأة الصالحة التي كابدت معه الشقاء أيام المرض وسهرت الليالي في أوقات الشدّة
كان جزاء أيوب على صبره وعلى عدم قدرته على بلواه، أن أنعم الله عليه بأكثر ممّا كان عنده
فأصبح لديه من الأولاد الكثير وزادت ممتلكاته وأرزاقه أكثر ممّا كانت لديه
كان سيدنا أيوب مثالا للصبر على البلاء.
المصدر:هنا
سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، للتعريف بالأنبياء عليهم السلام لأطفالنا وغرس القيم والأخلاق والتربية الدينية من خلال قصص الأنبياء، ولمزيد من قصص الأطفال يمكنكم الإطلاع على القسم الخاص بهم من 👈هنا