قصة سيدنا صالح عليه السلام للأطفال
قصص الأنبياء للأطفال هي بوابة الأفضل لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول أطفالنا وحمايتهم من الإنحراف الأخلاقي
كانت قبيلة ثمود تسكن منطقة جبلية تسمى الحجر وكانت تلك الأرض منطقة خصبة الماء الوفير
فنحتوا في الجبال بيوتا وزرعوا الأشجار المثمرة وذرت عليهم الأرض خيرا وفيرا
ثم أنشاوا بساتين من النخيل ومضت عليهم الأعوام وهم في الترف والنعيم،
هذا الغنى والنعيم جعل الشيطان يتسلل إلى نفوسهم ويقعون في شبّاكه
فكفروا بأنعم الله عليهم وأصبحوا يعبدون الأصنام وابتعدوا عن عبادة الله
الجاهلون يرددون: أيتها الآلهة إننا نشكرك على هذه النعم،
أيتها الآلهة أعطنا القوة والغنى وجرّهم الشرك إلى الآثام والشرور والفساد
وإلى كل منكر ومن بين أفراد هذه القبيلة أخرج الله نبيه صالح
وأنشأه نشأة طيبة ويشهد له الجميع برجاحة العقل وسمو الخلق
أصبح صالح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام يقول لهم:
يا قوم أعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا فهو الذي خلقكم وجعلكم تُعمرون في الأرض
وهو صاحب الفضل العظيم عليكم فيجب عليكم أن تستغفروه لِما ظهر منكم من السيئات والذنوب
وتتوبوا إليه إنه قريب منكم يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويغفر ذنب التائب إذا كان صادقا في توبته
قال تعالى" وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ
هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٞ مُّجِيبٞ
كذبت ثمود بنبي الله صالح ورفضت أن تستجيب لدعوته في عبادة الله وحده
و توحيده وتقواه مع أنه رسول آمين من الله
قال تعالى"كَذَّبَتۡ ثَمُودُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ صَٰلِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِوَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
أَتُتۡرَكُونَ فِي مَا هَٰهُنَآ ءَامِنِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ وَزُرُوعٖ وَنَخۡلٖ طَلۡعُهَا هَضِيمٞ
وكان من عادة قبيلة ثمود الإكثار من الشرب واللهو والترف والبذخ والإسراف
والسكن في المساكن والبيوت الفخمة فأنكر صالح عليه السلام ما هم فيه من ضلال قائلا لهم:
أتظنون أن الله سيترككم في هذا النعيم وأنتم مشركون لا تخشون عذاب الله
وتنعمون كما تشاءون في جنات وعيون ونخل حلو ناضج وتنحتنون من الجبال بيوت ومساكن فخمة
.ثم لا تشكرون الله على هذه النعم العظيمة
فاتقوا الله وأطيعوني فيما أرشدكم إليه ولا تطيعون الذين أسرفوا في الكفر والمعصية
والذين يعبثون في الأرض فسادا ولا يعرفون سبيل الصلاح
قال أحدهم: إنه ساحر، أجل لابد أنه ساحر،إن صالح يهذي، إنه مجنون
ردّ آخر: إن صالحا يدعونا للترك عبادة آلهتنا وأن إلهه هو الذي أعطانا هذه الخيرات التي لدينا
أنه يكذّب، آلهتنا تعطينا كل شيء
لم يؤمن قوم ثمود بما نصحهم صالح عليه السلام ولم يسيرو في طريق الحق كما أرشدهم
بل راحوا يتهمونه بالهذيان وأن السحر قد سيطر على عقله
وطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة تدل على أنه رسول من الله ونبيه حقا
وهي ناقة لها صفات خاصة دعا صالح عليه السلام الله وسأله أن يخلق له ناقة
فاستجاب الله لرسوله وخرج القوم ينظرون أيات الله وناقته
فأبصروا ناقة فارهة حمراء الوبر سوداء الحدق ترغو بين الصخور وقال لهم:
هذه ناقة الله فاتركوها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء وإلّا أصابكم عذاب عظيم
والماء قسّموه بينكم وبينها، لكم شرب يوم ولها شرب يوم قال تعالى:
" قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ"
عاشت الناقة بينهم تأكل زمنا من نبات الأرض
وقد جعلت هذه الناقات كثيرا من قوم صالح يؤمنون به ويصدقون أنه نبي مرسل
فخاف الأغنياء على سلطانهم ولم يُطق الأشراف والأغنياء إحتمال هؤلاء المؤمنين ولا وجود الناقة بينهم
قال أحدهم: لابد أن نقتل هذه الناقة فقد آمن الكثير برب صالح
رد عليه أحدهم: أجل أجل إن هذا يشكل خطرا علينا
فلنقتلها، وخاف هؤلاء أن يكثر المؤمنون بسبب هذه الناقة
كل ذلك دفعهم إلى قتلها بالرغم من تحذير سيدنا صالح بالعذاب إن مسوها بسوء
أقبل الكافرون على ذبح الناقة غير مبالين وطلبوا من النبي صالح أن يعجل لهم العذاب الذي هددهم به
أمام هذا التحدي لأمر الله أخبرهم النبي صالح أن عذاب الله واقع بهم بعد ثلاثة أيام
قال أحدهم ساخرا:
أين العذاب الذي وعدتنا به يا صالح!؟
أرنا هذا العذاب ههه ههه
قال تعالى" فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ"
وكان في ثمود رجال أشد الناس كفرًا فتآمروا على قتل صالح عليه السلام
قال أحدهم سنقتل صالح ونرتاح منه وأقسموا على قتله سرا
فإذا جاء أنصاره وأقربائه يبحثون عن قاتليه ويطالبون بدمه ننكروا تهمة القتل وبأنهم لم يشهدو قتله
قال أحدهم: لا تخافوا نحن أقوياء ولن يطالب أحدهم بدم صالح وسوف نقسم أننا لم نشهد قتله
خطط هؤلاء لقتل صالح وأهله لكن الله نجّاه ونجّى أهله وأهلك الكافرين
وبعد أن مرت ثلاثة أيام على إنذار صالح لهم بالعذاب
أهلكهم الله بالصاعقة التي أنزلت عليهم من السماء وأبادتهم جميعا
أما نبي الله صالح فقد خرج مع الذين آمنوا قبل أن يحل العذاب بالقوم الكافرين
.فقد نجّاهم الله من العذاب بسبب إيمانهم
المصدر :هنا
سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، للتعريف بالأنبياء عليهم السلام لأطفالنا وغرس القيم والأخلاق والتربية الدينية من خلال قصص الأنبياء، ولمزيد من قصص الأطفال يمكنكم الإطلاع على القسم الخاص بهم من 👈هنا