قصة سليمان عليه السلام للأطفال
قصص الأنبياء للأطفال هي بوابة الأفضل لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول أطفالنا وحمايتهم من الإنحراف الأخلاقي
أدركت الشيخوخه داوود عليه السلام ثم توفاه الله وورثه إبنه سليمان عليه السلام بالنبوة الحكم والحكمة
زاد سليمان عليه السلام على أبيه في الحكم والسلطان وبسط فضله وعدله على كثير من بقاع الأرض
وامتد سلطان سليمان عليه السلام ليس على البشر وحدهم بل إلى كثير من خلق الله تعالى
لقد سخر الله له الجن وسخر له الريح وعلمه منطق الطير والحيوان
وقد كان هذا كله استجابة لدعوة سليمان لقد دعا الله تعالى قائلا:
ربي اغفر لي وهب لي ملك لا ينبغي لأحد من بعدي
وكان عليه السلام في مقابل ذلك شاكرا لله ولنعمه عارفا بفضله وكرمه
ذات يوم خرج سليمان عليه السلام في جيش كبير لمقاتلة الأعداء
قد ملأ الأرض عددا، ومرّ الجيش في واد عميق فإذا بنملة صغيرة لا تكاد ترى
راحت تهمس لأخواتها قائلة:
بأن يدخلن مساكنهن في جوف الأرض حتى لا يحطمنهن سليمان وجنوده
وحده سليمان سمعها فعرف ما تقول وتبسم ضاحكا ورفع ببصره إلى السماء شاكرا الله
تفقد سليمان ذات يوما جنوده من الطير ولم يجد الهدهد
قال سليمان لئن يأتيني بالسبب بعذر مقبول لسبب غيابه وإلّا سوف أذبح وأعاقبه على على عدم الإستئذان
جاء الهدهد فقال: لقد كنت في بلاد بعيدة في أرض اليمن في مملكة سبأ
قد جئتك بنبأ عظيم لقد وجدت هناك مُلكا واسعا وديارا وحضارة،
وجدت قوما يعبدون غير الله ويعبدون الشمس وتحكمهم إمرأة تدعى بلقيس لها عرش عظيم ليس له مثيل
قال سليمان: سوف نرى إن كنت صادقا أو كاذبا
ثم أمر بكتابة رسالة إلى بلقيس وجماعتها يدعوهم فيها إلى الإيمان بالله وترك ما يعبدون من دون الله
وينذرهم إن لم يأتوا مسلمين سوف يأتيهم بجند لا قبل لهم به ولا طاقة لهم على ردّه،
حمل الهدهد الرسالة وطار بها ثم أتى إلى تلك الديار
ووقف على إحدى النوافذ وألقى الرسالة على سرير الملكة.
قرأت بلقيس ما في الكتاب فأصابها الخوف ثم جمعت كبار رجال دولتها وقالت لهم:
هذا كتاب من سليمان يدعون فيها إلى الإسلام فأشيروا علي في هذا الأمر الطارئ
ما كنت لأتخذ قرارا منفردا
فقالوا في عزّة وإباء لقد بلغنا من القوة والإباء الكثير وهذا بفضل آلهتنا العظيمة
قال آخر: هذا صحيح فنحن الأقوياء
فقالت لهم بلقيس: إنني أعرف أن الملوك إذا دخلوا فاتحين جعلوا أعزة أهلها أذلة
وأخشى أن ينفّذ سليمان تهديده وتكون الكارثة علينا
ما رأيكم أن نرسل له هدية نختبر بها صدق تهديده ويعود عن غزونا
وصلت الهدية من بلقيس إلى سليمان
فصرف نظره عنها وقام غاضبا من مجلس وقال أتعطوني مالا!!
فقد أعطاني الله مالا خيرًا مما أعطاكم وردّها إليهم وقال لرسول بلقيس:
إرجع إليهم فسوف نأتيهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة صاغرين
أراد سليمان عليه السلام أن يلحق تهديده لبلقيس
وأنذرهم بحدث يكون لهم أشدّ الوقع على نفسها وعلى شعبها أيضا
فلا يتكبروا ولا يتجبروا ويسلموا لله
فقال لجنده من الجن أيُّكم يستطيع أن يأتيني بعرش بلقيس قبل أن تحضر إلينا
فقال أحدهم:
أنا آتيك به قبل أن تقوم من مكانك
ثم قال الذي عنده علم من الكتاب:
أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
وفي أقل من ثانية كان العرش بيد سليمان بفضل الله وتسخير الجن
وقال سليمان هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما شكر لنفسه
ومن كفر فإن ربي غني كريم
حضرت بلقيس إلى فلسطين فرحب بها سليمان وأكرمها ثم سألها عن عرشها وقال لها:
أهكذا كان عرشك
فقالت: كأنه هو
فعرفت أن سليمان أحضره بقدرة الله
أدركت بلقيس أن كل شيء من عند الله لقد آتاه الله لسليمان من فضله
وقالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين
بعد أن حكم سليمان عليه السلام مدة طويلة وشاد ملكا واسعا
طاف به ملك الموت وكان جالسا على كرسي ملكه
فقبض روحه وظن كثير من الناس والجن أنه في جلسته هذه إنما هو حي ولم يقتربو منه لهيبته
ثم مالبثت الأرضة أن أكلت العصا التي يتكئ عليها فسقط وتيقن الناس والجن أن سليمان عليه السلام قد مات.
المصدر: هنا
سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، للتعريف بالأنبياء عليهم السلام لأطفالنا وغرس القيم والأخلاق والتربية الدينية من خلال قصص الأنبياء، ولمزيد من قصص الأطفال يمكنكم الإطلاع على القسم الخاص بهم من 👈هنا