';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة أبو مقداد والغلام البطل

قصة أبو مقداد والغلام البطل


قصة أبو مقداد والغلام البطل

    قصة مشوقة ستنال إعجابك تتحدث عن الغلام البطل ولغزه الذي حيّر القائد أبو مقداد وكيف أجابته أمه بإجابة مدهشة
                                         أتمنى لك قراءة ممتعة عزيزي القارئ وأن تنال إعجابك بالفعل 

أبو مقداد قبل المواجهة

كانت شمس آخر يوم قبل المواجهة تودع بأشعتها الصفراء الواهنة، توزعها على التلال والوديان قبل أن تبزغ في اليوم التالي،
لتشهد مواجهة شرسة بين المسلمون والروم وقد أعدّ كل منهما ما يجب الإعداد له لخوض معركة دامية كل فرقة
تأبى إلا أن تنتصر بكل ما أوتيت من قوة.
وها هو "أبو مقداد" أمير الجيش يعود إلى منزله بعد أن صلى العصر بالمسلمين وخطب فيهم خطبة ألهبت النفوس حماسة نارية وحرّكت قلوب الجموع المحتشدة ليبادروا إلى الجهاد مع جيوش المسلمين الذين سيزحفوا إلى حصون الروم في صباح اليوم التالي.

هبّ المسلمون إلى إعداد العدّة، فهذا يصلح ما شأنه الإصلاح في سلاحه، وهذا يشتري السيف والنبال،
والمرأة تعد لزوجها مؤونة من طعام وشراب .... الجميع في شغل شاغل قبل حلول ساعة الجهاد
أبو مقداد بصوته الجهوري المدوي ....يلقي بعض العبارات بعد صلاة العشاء في نفوس الجيش قبل المواجهة
في صباح الغد "أبو مقداد "قوموا إلى جنّة عرضها السموات والأرض"

أبو مقداد والمرأة المسكينة

وبعد أن غادر أبو مقداد الجموع وتوجّه إلى منزله استعدادا للنوم،
سمع صوت طرق على الباب....
فرد قائلا
- من الطارق؟؟
 لم يكن هناك جواب!! غير أنه سمع صوت قرع الباب مرة أخرى
- أبو مقداد: بصوت عااالي من الطاارق...؟
و يالها من مفاجأة .... سمع صوتا ناعما رقيقا، من وراء الباب يقول:
- افتح يا أبا مقداد!!!
تعجّب أبو مقداد من الأمر... إنه صوت إمرأة !! ومن عساها تكون؟!! فالوقت متأخر وماذا تريد؟
هجمت مجموعة من الأسئلة في مخيلة أبو مقداد، فلم يفتح وسمع صوت قرع الباب مرة أخرى....
- فلاذ بالصمت....يفكّر في أمر هذه المرأة التي قصدته في هذا الوقت المتأخر من الليل
وهو رجل غريب لا يعرف أحدا من نساء هذه المدينة.

وراح يفكر أن في الأمر مكيدة من مكائد الشيطان وعلا صوت المرأة ..."أهكذا يفعل أرباب الصلاح بأهل الإرادة"
استغرب أبو مقداد من قولها قائلا " لاشك أنه ليس في الأمر مكيدة شيطانية"...
فتح أبو مقداد الباب حاملا السراج.
دفعت إليه المرأة رقعة وحزمة مشدودة، ثم انصرفت وهي تبكي...
وحار أبو مقداد في أمرها وذهب يفكر في شأن هذه المرأة ...إنها تبكي!!؟؟
لقد كانت ملامح هذه المرأة تدل على الفقر والجوع ...

أبو مقداد يفتح الحزمة التي أعطتها له المرأة

سارع أبو مقداد إلى تلك الرقعة يفتحها، فوجد فيها رسالة تقول فيها المرأة:
"يا أبا مقداد .... سمعتك عندما دعوت الناس إلى الجهاد وحمستهم للثواب وأنا امرأة لا قدرة لي على الجهاد؛
ولا مال لديّ أنفقه في سبيل الله، وقد قطعت أحسن ما فيّ وهما ظفيرتاي...
قد أتيت بهما إليك لتجعلهما قيدا لفرسك... لعل الله يرى ذلك فيغفر لي"
وحلّ أبو مقداد رباط الحزمة، فإذا هو يرى مقود فرس قد صنع من شعر، وطلي بمادة لاصقة من الشمع،
تزيد من متانته حتى غاب لون الشعر.
وراح أبو مقداد يتحسر على هذه المرأة الفقيرة وهو يقول:
مسكينة أنت أيتها المرأة.... ما أفقرك!!!إنك لم تجدي شيئا تقدميه للجهاد سوى خصلتي شعرك...
وماذا نفعل بهذا المقود من الشعر؟؟ وهل تظنين أن مقودك هذا سيغني عن المسلمين شيئا؟!

أبو مقداد ومواجهة الروم

في صبيحة اليوم التالي كان أبو مقداد يرتب صفوف الجيش المحتشد قبالة حصون الروم،
وبينما هو كذلك، إذ رأى غلاما حسن الوجه، يحمل بيده قوسا، فرقّ لحاله بسبب صغر سنه،
وخشيّ عليه أن يضيع بين قوائم الخيل الهائجة عندما تشتبك في حرب ضروس
فقال له: ماذا تفعل هنا يا بني؟؟
فتعجب الغلام من السؤال قائلا: وما يفعله المسلمون يا أبا مقداد؟؟.
-أبا مقداد: وهل مثلك يقوى على الجهاد؟.... الجهاد مشقة وقتل وقتال ومثلك لا يقوى على تحمل هذه الخطوب!!!
نصح أبو مقداد الغلام بالرجوع قبل أن تدوسه الخيل

فاستغرب الغلام من قول أبو مقداد قائلا: "أو مثلك يقول هذا يا عم"!!!
فأصرّ على البقاء في المعركة فاقتنع أبو مقداد بإصراره على الجهاد وردّ قائلا له:
إذا ماذا أعددت للجهاد؟؟
الغلام: قوسي هذا..
- أبو مقداد: فأين سهامك؟؟
- الغلام: لم أجد ما أشتري به السهام
- أبو مقداد: فكيف ستقاتل إذا؟!!
- الغلام: أستعير...!!
- أبو مقداد: وهل في المعركة وقت للإستعارة!!... ومن الذي سيعيرك سهامه؟؟
- الغلام: إذا أعطيتني من بعض سهامك.

أبو مقداد يختبر الغلام

أراد أبو مقداد أن يختبر حسن بلاء الغلام... تفضل هذا السهم ارم به ذاك الرومي!!
صوّب الغلام على الرومي فألقى به صريعا على الأرض
اندهش أبو مقداد من شجاعة الغلام ودقّة تسديده... وسأله من علّمك الرمي؟؟
-الغلام: أمي علمتني وكانت دائما ما تقول لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ القوة الرمي، إنّ القوة الرمي"
وقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه "علّموا أولادكم الرمايّة والسّباحة وركوب الخيل"
- أبو مقداد إذا أنا شريكك في قتل الرومي ...
- الغلام : نعم ان أنت أعطيتني سهما آخر
- أبو مقداد: تفضّل ارم به ذاك الرومي الذي يقف فوق الحصن يمسك بقدر القطران المغلي ليلقي به على المسلمين؛
إذا ما حاولوا إقتحامه.
- صوّب الغلام على الرومي بسهمه ليلقى حتفه هو الآخر
- أبو مقداد: أنا شريكك في القتل
- الغلام: نعم إن أعطيتني سهما آخر
- أبو مقداد: تفضل السهم الثالث ارم فداك روحي.

حزن أبو مقداد على فراق الغلام

وما إن صوّب اتجاه رومي آخر، حتى أتاه سهم من أعلى الحصن ليخترق بطنه ويسقط بين يدي أبي مقداد
صرخ أبو مقداد بأعلى صوته على ما أصاب الغلام
وبعدها أشار له الغلام يريد أن يوصيه
وأكبّ أبو مقداد يريد أن يسعفه
قال الغلام لأبي مقداد:
بصوت خافت واهن: إن لي عندك حاجة!!
أبو مقداد: بعينين تدرف الدموع .... قل فداك نفسي
إذا دخلت المدينة فأتِ أمي وأعطها هذا الخرج وأقرئها مني السلام وقل لها جزاك الله عنا كل خير وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.
إنها إمرأة مسكينة تسكن في مكان كذا وكذا؛ وفاضت الروح إلى بارئها
وحزن أبو مقداد على الغلام حزنا شديدا، فأكب عليه يقبله ويبكي، ثم رفع رأسه وتجلّد للمصاب وأمر جنده أن يحفر له حفرة ويدّسه في التراب وشّك بجنب قبره رمحا...

ما بعد انتهاء المعركة

عاد القائد المظفر أبو مقداد ليلا وقد حقّق نصرا كبيرا في مواجهته للروم وتوجّه إلى قبر الغلام ليقرأ على روحه الفاتحة
و فوجئ أبو مقداد عندما رأى الفتى القتيل ممددا على وجه الأرض إلى جانب رمحه الذي غرسه عند رأسه؛
فاستغرب من الأمر ومن الذي فعل به هكذا؟؟
حدّثت به نفسه أنه ولا بد من شخص قد نبش القبر وأخرجه
واستشاط غضبا وردّه إلى التراب وهو يذرف الدموع الساخنة على فراقه وهو الفتى الذي أعجب به وأحبه حبًا شديدا
ولم يتعرف عليه إلاّ ساعة من الزمن
لكن تبادر إلى ذهنه سؤال ... ماذا يبغي هؤلاء من نبش قبره؟؟

وفي صباح اليوم التالي عرج إلى قبره ليرى إن كان قبره كما تركه بالأمس أو لا ....
و يا للغرابة حتى رآه خارج القبر
تبادر إلى ذهنه أنّ في الأمر لغز .... إنه ليس عمل شخص أو لص !!
ليس في الموضوع من يستدعي أي أحد أن يقبل على هذا الفعل مرتين...
فأشار أصحاب أبو مقداد إلى أنه قد يكون خرج للجهاد دون إذن أمه وقد يكون أغضبها في خروجه للجهاد دون إذنها
فغضب الله منه
فرأى أن هذا الرأي أقرب للصواب
اغتّم أبو مقداد أشدّ الغّم ورأى أن يعود للمدينة ليسترضي أمه،
وأمر أصحابه أن يحفروا حفرة ثالثة وقام هو بنفسه ودفنه فيها...
وفي المساء عاد ليتأكد من الأمر ووجد أن الأرض قد قذفته مرة أخرى ....
وجاءت السباع تنهش لحمه وتبعتها الطيور تأكل ما تبقى من فتات اللحم

أبو مقداد يبحث عن حل للغز

احتار أبو قدامة أشدّ الحيرة على هذا الأمر وذرف الدموع على هذا المصير الذي آل إليه هذا الغلام خشية أن يكون ذلك عقابا له من الله.
فعزم أبو مقداد للذهاب إلى أمه ويخبرها باستشهاد ابنها ويستفسر منها عن اللغز ويتوسل إليها أن تسامحه!!
توجه أبو مقداد إلى منزل الغلام ولم يبال بالوقت المتأخر من الليل وطرق الباب ففتحت له ابنتها الصغيرة،
وما كادت ترى أبا مقداد وبيده خرج أخيها حتى صاحت تقول: بشراك يا أماه لقد استشهد أخي!!
ها هو أمير الجند يحمل خرج أخي فهو لم يعد معه لابد وأنه قد استشهد

استغرب أبو مقداد من الموقف....
جاءت الأم لترحب بأمير الجيش ....قائلة أهلا وسهلا والحمد لله على سلامتكم..
غير أنه لم يكد ينظر إليها حتى تذكّر المرأة التي طرقت بابه ليلة المعركة وأعطته مقود الفرس الذي صنعته من ظفيرتيها،
إنها والله هي بالذات.

أبو مقداد يخبر المرأة باستشهاد ابنها

بشراك يا أختي لقد كتب الله لك النصيب الأوفى من الجهاد لقد كان للمقود الذي أعطيتني أثر بين في المعركة، فلقد انقطع مقود فرسي واستعملت المقود الذي اعطيتني.
وأعزيك على استشهاد ابنك في المعركة كما أنه قد بلغني أن زوجك وابنك الأكبر قد استشهدا في الجهاد من قبل؟!!
فهنيئا لهم الجنة جميعا بإذن الله، فاصبري واحتسبي الأجر من الله
لا يحزنني استشهاد زوجي وأولادي فلقد استشهدوا في سبيل الله.... لكن ما علامة استشهاد ابني الأصغر؟؟!!

لم يعرف أبو مقداد المراد من سؤالها!!
فراحت توضح المراد من سؤالها هل قبلته الأرض؟!
ودهش أبو مقداد من سؤالها...وتعثر لسانه، ولم يجد بدا أن يخبرها الحقيقة والحزن يعتصر قلبه...
لا والله إنها لم تقبله.
فاندهش من قولها ...."الحمد لله"
وخرّت المرأة ساجدة... فزاد استغرابه...
وأراد أن يستفسر من الموضوع كيف ولماذا؟!!
فقصّت عليه القصة ...أن ابنها كان دائم قيام الله يدعو ويتذلل إلى الله أن يرزقه الله الشهادة و يردد
"إلهي مالي عين تراك... احشرني من بطون السباع و حواصل الطير"

وهزّت الأم رأسها، وأشرق وجهها وهي تقول:
هنيئا لك يا بني ... لقد فزت فوزا عظيما ... لقد سرت على الدرب الذي رسمه أبوك بدمائه الزكية وسبقك فيه أخوك...
رحمكم الله جميعا

حقا أن هذا البيت مهد البطولات

استصغر أبو مقداد نفسه واستقلّ جهاده خلال السنوات الطويلة السابقة، ولم تبق قدماه قادرتين على حمل جسمه
ولم يبق أبو مقداد مطيقا لحبس الدموع ...فانصرف غير مودّع وما كاد يدير ظهره حتى تفجرت عيناه بالدموع غزيرة مدرارة، إنها دموع الأسى على نفسه، بعد أن كان يعتدّ بجهاده خلال سنين طويلة ..
ودموع الإكبار لهذه المرأة العظيمة، التي لم يحيل فقرها على أن تساهم في المعركة.
حقا إن هذا البيت مهد البطولات
فيه ظهرت البطولة بأسمى معانيها
وفيه برزت التضحية بأجمل أثوابها
وفيه تجلى الصبر بأرفع أنواعه
وفيه تبدّى الشكر على أحسن أحواله
حقا إن هذا البيت مهد البطولات

           إذا أعجبتك القصة شاركنا رأيك بالتعليقات، كما يمكنك قراءة المزيد من القصص الأكثر من رائعة ومشوقة 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-