';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة الإيثار الجزء (2)

قصة-الإيثار الجزء (2)-قصص مسلية ومفيدة


 قصة الإيثار الجزء(2)                         


الأصدقاء الثلاثة يختلفون حول المبلغ ومن سيأخذه، وتحل زوجة أم مصعب المشكل ... كيف ذلك؟؟
قبل قرائتك لهذا الجزء ولفهم القصة عليك بالإطلاع على الجزء الأول من هنا

.... وما رأيتني إلا وقد وقعت في حوار جدلي معه، فابتدرته أقول:
- أبو مصعب: الآن؟؟ ماذا عساك تفعل بهذه الدراهم؟؟
 والله لا يدخل كبس الدراهم هذا بيتي مرة أخرى.
- أبو حاتم:  وكذلك أنا.... فلن أقبل به ما دمت يا صديقي على ما أرى بك من الضيق!!
فأنت وايم الحق أشدُ حاجة مني...
- أبو مصعب: بل... أنت وعيالك أشد حاجة
لقد أقسمت ألاّ يدخل الكيس منزلي ولا عودة لي عن قسمي!!
- أبو حاتم: وأنا كذلك ...قلت لك لن أقبل به بعدما علمت ما بك من الضيق... ولن أعود ما قلت!!

وعرف كل منا أن هذه المناقشة قد وصلت بنا إلى طريق مسدودة بعد أن أصر كل منا على موقفه
فلذنا بالصمت، نروم المخلص!!
وكان أن وجدت المبتغى.. فقلت لصاحبي:
ألا ندعو صديقنا الثالث أبو علاء؟؟ لعل وجوده يحسم المشكلة!!
أجل ... أرسل إليه من يدعوه... فلربما كان وجوده خيرا
فأرسلت وراء أبو علاء أدعوه للحضور حالا...

وحضر الرجل وأطلعته على القضية من مبدئها إلى ما وصلنا إليه،
وطلبت منه أن يوصلنا إلى حل مرض، بعد أن عجزت أنا وصديقي "أبو حاتم" أن نصل إلى ما يرضينا معا...
فالتفت إليّ يقول:
وهل يرضيكما أن آخذ كيس الدراهم؟؟
إن كنتما قد بعثتما في طلبي من أجل هذا فليكن في علمكما أن هذا الأمر أبعد من رؤية نجوم الظهر...
وهل يجوز لي أن أتنعم أنا وعيالي بهذا المال وأترك كلاً منكما صفر اليدين لا يملك من الدنيا شروى نقير.

ودار النقاش بيننا من جديد، كل منا يرى أن صاحبيه أحق بأخذ المال!! واحتدم الجدل.
وأصبحنا ندور في دائرة مفرغة، وخرجت من دائرة هذا النقاش العقيم،
بعد أن ضاق عليَ صدري لعلي أجد في إنزوائي بهذه الغرفة المجاورة ما أخفف به عن نفسي!!
دخلت أم مصعب  زوجتي واتجهت إلي تقول:
مالك يا أبو مصعب... تجلس هنا وتترك ضيوفك وحدهم؟؟
دعيني يا أمة الله...فإنني أفكر في مخرج من المأزق الذي أوقعتينا فيه،
فجعلت الخصومة تدُب بيننا نحن الثلاثة الذين كنا "كنفس واحدة"
- أم مصعب: وما المأزق الذي أوقعتكم فيه ففرَقت بينكم؟؟

وبصوت متهدّج... حاولت فيه أن أكظم في نفسي كل ما بها من غيظ، فرٌحت أشرح لها الأمر،
وأبيّن الحرج الذي استدرجتنا إليه... من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم
وما أسرع أن طرحت أمامي الحل الذي رأيته مناسبا وخلته مرضيا لجميع الأطراف المعنية..
فقمت متعجلا إلى رفيقي أخبرهما بالمخرج من هذا الخلاف فقلت:
ليس هناك حل مناسب إلا أن نقسم هذا الكيس نحن الثلاثة وبذلك يمكن كلا منا أن يصلح شأن عياله،
ريثما يبعث الله لنا رزقا آخر، كما أنه لن يكون أحد منا قد حنث بيمينه...

ولما لم أرى منهما جواب سريع يدل على قبولهما لهذا الإقتراح،
خشيت أن يبادر أحدهما بجواب لا أرضاه...فتابعت أقول:
والآن ما رأيكما في هذا أيها الصديقان؟؟
هل تقبلان بالحل المقترح أو تبقيان على ما بيننا من المشاحنة والجدال العقيم الذي لا مخرج منه؟؟
فقال أبو علاء: إنه لا مناص لنا من القبول بهذا العرض المنطقي...
غير أن أبو حاتم صاح قائلا:
لا والله لا أقبل بهذا الرأي... لن أوافق على ذلك إلا إذا قبلت أنت أن تخرج قبل ذلك مائة درهم تكون لزوجتك أم مصعب،
التي  بدر منها أحسن كلام ودعمني على فعل الخير.
فثنى أبو علاء على كلام أبو حاتم، وقبلت أنا بذلك.

وقام كل منا في اليوم التالي بصرف الدراهم يسارع في استدراك حاجيات بيته وأولاده قبل أن يحل العيد..
ولم يمض اليوم حتى لم يبق معي من الدراهم شيء،
فتذكرت صاحبيّا الذين آثراني.... فاعتراني هّم كبير لما كنت أتوقعه من ضيق بهما،
وبعد صلاة العشاء أقفرت الطرقات من المارّة وآوى الناس إلى منازلهم، وأوصدت باب داري،
وجلست مع الأولاد نتناول العشاء، وقبل أن أهجع إلى النوم، طرق الباب واستدعيت إلى الخليفة !!!
فأسرعت للقائه وأنا أفكر فيما عساه يكون سبب تعجل الخليفة في طلبي، في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل؟
والناس يترقبون إعلان حلول العيد بين لحظة وأخرى، فقلت في نفسي:
لعل هناك مسألة تتعلق بأمور المسلمين تشغل بال أمير المؤمنين !!
ولم يكن قط يخطر ببالي أن يبادرني الخليفة بالسؤال عن حقيقة ما جرى بيننا نحن الأصدقاء الثلاثة!!

فعرفت أنه "نٌمي بالخبر إلى الخليفة"
ولم أجد بداً من أسرد القضية كما حدثت، فسُر الخليفة لهذه الأخوة الكريمة التي تربط بيننا.
واستبشر خيرا لما بدر منا من فضائل الأعمال الصالحة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية الغرّاء..
" وأمر أمير المؤمنين لنا (نحن الأصدقاء، مع الزوجة ) بثمانية آلاف دينار لكل واحد منا ألفا دينار....
مكافأة منه على ما بدر منا من إيثار وعلى ما بدر من زوجتي من عون لي على فعل الخير.
وبتنا ليلتنا على تكبيرات العيد التي ارتفعت من كل حدب وصوب وقد شعر كل منا أنه يعيش عيدين لا عيد واحد
عيد يشارك فيه جميع المسلمين، وعيد يشاركه فيه إخوانه الثلاثة فقط من بين سائر الناس.

وكانت فرحتنا بالعيد الثاني أشد وأعظم من فرحتنا بالعيد الأول...
لأننا بهذا العمل الطيب أتينا على المعنى الحقيقي للعيد...
وهل العيد إلاّ فرحة بالسعادة التي تغمر المسلمين جميعا في أرجاء الأرض!!
وهل العيد إلا أن يحسّ المسلم بسعادة أخيه المسلم؟!
وكيف يعيش المؤمن فرحة العيد إذا كان أخوه في ضيق وشدة!؟.
وكيف يرضى لأولاده أن يرتدوا أجمل الثياب ويأكلوا الحلوى وأطايب الطعام إذا كان أولاد أخيه لا يجدون من ذلك شيئا!؟
ليس العيد في الحقيقة إلا سعادة نفسية ولن تكون نفس المؤمن سعيدة إلا إذا قامت بما يرضي ربها
ويكسبها الإيمان الغالي، ولو كان ذلك على حساب مصلحته المادية الدنيوية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-