';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة لغز التاجر الجزء (1)

قصة لغز التاجر الجزء الأول


قصة لغز التاجر: الجزء (1)

قصة مشوقة وممتعة ولغز التاجر المحيّر،...قصة لن تمل من قرائتها، وتستخلص العبرة المفيدة منها

أبو خليل والمستر جيمس:

"لقد تعرفنا اليوم بما هو أغلى من الفرو ذو الجودة العالية الذي كنا نبحث عنه أياما طويلة ....
بل لقد عثرنا على ما هو أغلى من الجوهر الثمين".

هكذا قال "مستر جيمس" لزوجته، بعد أن انصرف عن غرضه الأول، في شراء عدد من جلود الفرو الأصيل...
ووقف مبهور الأنفاس أمام هذا البائع ... يحدّق فيه النظر،
لعله يستطيع أن يخترق ببصره المادة الصمّاء ليصل إلى ما وراء هذا الستار الجسدي،
فيزداد تعرفا بطوية هذه النفس التي بدت له عظيمة كالطود الشامخ والجبال الشّم الرواسي!!...

لقد تردد على هذا المحل مرارا، ينظر فيما يحتويه من تحف شرقية، وعبايات نفيسة ... فكان يرى أبو خليل،
يقف وسط دكانه الضيقة، بين الفرّاء المعلقة هنا وهناك، يغيب وراء بعضها تارة، ويظهر من خلالها تارة أخرى,
فيبدو في قامته المعتدلة، وقوامه النحيل، ولحيته الخفيفة التي داخلها البياض معظمها...
قد شمر أردان ثوبه النظيف، فبدا ساعداه النحيلان وهما يعملان بخفة في صب الشاي الصافي، في الكؤوس المزركشة
التي تنم عن ذوق كبير.... ذاك الشاي الذي اعتاد أن يقدمه لزواره وزبائنه، مبالغة منه في الترحيب بهم وإكرامهم.

جلس "مستر جيمس" على عتبة مرتفعة في طرف الدكان، وإلى جانبه زوجته ....
وراح يراقب أبو خليل، ويستمتع بمنظر ماء العقيق يتلألأ في الكأس البرّاق الذي قٌدِم له مع وافر الاحترام.
ولفت نظره تلك المعاملة الصادقة التي كان صاحب الدُكان يقابل بها الناس جميعا....
حيث رآه يتعامل معهم في البيع والشراء، بدقة متناهية تدل على ورع زائد، وخوف كبير من أن يداخل صندوقه درهم من حرام.

واستغرق الضيف في مراقبة مضيفه، بعد أن استحوذ الإعجاب على نفسه.... ولم يحل بينه وبين متابعة تأملاته،
إلا ما أبدته زوجه من تذمر، بعد أن ملّت طول استغراقه الصامت، وخشيت أن يفوتها أمور كثيرة كانت تنتظرها ...
فنبهت زوجها إلى ضرورة طلب جلود الفراء من صاحب الدكان، لتأخذ بغيتها، وتتابع طريقها...

فانتبه "مستر جيمس" إلى مهمته الرئيسية التي حضر من أجلها إلى هذا المحل،
وأقبل على أبو خليل يرغب إليه أن يعطيه من الفراء الجيدة الأصلية ...

وتفرّس أبو خليل في وجه "المستر جيمس" ليعرف مدى وقع حديثه وهو يقول:
- تريد الفرو الجيد؟؟ إنه باهظ الثمن!!
- جيمس: أجل إنني أريد الفرو الجيد ... وإنني على استعداد لدفع قيمته... وأعرف أن ثمنه يزيد على أضعاف النوع غير الجيد...
- أبو خليل: وهل يسهل عليك تمييز النوع الجيد من غيره؟؟
- جيمس: نعم... فلديّ خبرة كافية...
- أبو خليل: أعتقد أنه من الأفضل لك ألّا تشتري إلا بعد أن تستعين بخبرة أحد الذين تثق بهم...
إذ قد تنطلي عليك خدعة بعض الغشاشين، فتشتري الفرو الرخيص بقيمة الفرو النفيس ...
حيث أن هناك تشابها كبيرا بين النوعين في المظهر، على الرغم من الاختلاف الكبير في الثمن...

- جيمس: لا... لا حاجة بي إلى الاستعانة بخبرة أحد فلدي من خبرتي الشخصية، وخبرة زوجتي ما يعدّ كافيا!!
- أبو خليل: وهل أنتما على علم بالأسعار؟؟
- جيمس: لقد قمنا بجولة اطلعنا خلالها على أسعار مختلف الأنواع...
وأعتقد أنني إذا ما عثرت على مطلوبي فلن يعنيني زيادة السعر.

وهنا أدرك أبو خليل أن زبونه هذا يسهل الإيقاع به، إذ أنه مصاب بغرور كبير، على الرغم من جهله الفاضح...
فقرر في نفسه أمرا... والتفت إليه يقول:
- لا بأس ... سأعرض عليك ما عندي... وإن كنت أفضل ألا تدفع مثل هذا المبلغ الكبير، قبل أن تتأكد من قيمة ما تشتري...
- المستر جيمس: لقد ذكرت لك أن لديّ من الخبرة والمعرفة بالأسعار ما يجعلني متأكدا من قيمة أي نوع من هذه الجلود!!
وأدار أبو خليل وجهه وهو يخفي ابتسامة سخرية عريضة، أبّت إلاّ أن تظهر على وجهه، وقال:
كما تريد... فالأمر أولا وآخرا يتعلق بك أنت!!

وسارع إلى إعداد كأسين جديدين من الشاي... قدمهما لزبونه...
وبينما كان "المستر جيمس" وزوجته يحتسيان الشاي الساخن، عرض أبو خليل عليهما أنواعا جذابة من جلود الفراء أحكم اختيارها وأحضرها من خزانة فخمة يبدو أنها مخصصة للأنواع الراقية...
فأعجب بها الزوجان ... بل نالت من تقديرهما ما جعلهما يبديان دهشتهما لمرآها !!
وبعد أن شدّد أبو خليل على زبونه بوجوب إعادة النظر، والتّأمل الدقيق بالبضاعة المعروضة،
أكد "المستر جيمس" إعجابه بها، وأعرب عن رغبته الصادقة في شرائها.

وعاد أبو خليل ليطلب من الزبون أن يمعّن النظر فيها قبل أن يشريها...
فلربما كانت من النوع غير الجيد... وبيّن له أنه لن يتحمل أي نوع من المسؤولية بعد أن يتم البيع....
غير أن "مستر جيمس" وزوجته، عادا ليؤكد -من غير تردد- الرغبة في الشراء ما أمامهما من فراء...
على أن يتحملا هما مسؤولية هذا الأمر!!

وتم الاتفاق الجازم بين الطرفين على شراء الفراء بمبلغ خمسة آلاف دولار.
ودفع "المستر جيمس" المبلغ المطلوب، وابتسامة الرضى تعلو شفتيه...
وتسلّم الفراء المرغوب فيها، بعد أن لٌفت لفا أنيقا، يتناسب مع أناقة البضاعة التي في الداخل..
ثم ودّع أبو خليل ، شاكرا فضله ... وانصرف يحمل أجمل هدية، كان قلب الزوجة يتراقص لها طربا...
ذلك أنها لم يقع بصرها قط على شبيه لها....

                                                                                                                 .....يتبع 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-