';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة لغز التاجر (2)

قصة مفيدة للتجارة تعلمك  لغز التاجر الجزء 2


قصة لغز التاجر: الجزء (2)

                                   باع التاجر الفرو للمستر جيمس، وهذا الأخير يحسب أنه قد اشترى الفرو الأصيل.
                                        قبل قراءة هذا الجزء من القصة لابد من قراءة الجزء السابق من هنا

 بعد بيع الفرو لمستر جيمس:

... وقبل أن يخطو مستر جيمس الخطوة الثالثة خارج المحل،
وبينما كان يهُم بأن يحدث زوجته عن سروره البالغ بهذه الصفقة الموفقة،
سمع صوت أبي خليل يناديه من داخل الدكان وهو يقهقه في ضحكة سيطرت عليه، وكأنما هناك أمر غريب...
فالتفت "المستر جيمس" .... وعاد خطوات، ليلتقي "بأبي خليل" عند المدخل،
وقد ارتسمت على وجهه أمارات الاستفسار عن سبب ذلك النداء المستعجل
وتلك الابتسامة العريضة التي لا زالت آثارها بادية على محيّاه...
وهي تحمل بين طياتها ما يثير الكثير من التساؤلات...

وكأنما قرأ أبو خليل آثار الامتغاص وعلامات الاستفهام على وجهه فقال:
- "مستر جيمس"... عفوا ... لقد أخطأت فيما أعطيتك من بضاعة....لقد أعطيتك فروا من النوع غير الجيد!!
- مستر جيمس: لا... لقد رأيتك وأنت تضعه في هذه اللفافة...إنه الفرو نفسه الذي عرضته علي... لم تخطيء به مطلقا!!
- أبي خليل: حقا...إنه الفرو نفسه الذي رأيته... ولكن ما رأيت،
ليس من النوع الجيد.... إنه جميل في منظره... خلاب في شكله...ولكنه ليس من النوع الأصيل الذي تبحث عنه!!
- مستر جيمس: لا لقد فحصناه أنا وزوجتي فحصا دقيقا... وهو من النوع الرفيع جدا.
- أبي خليل: "مستر جيمس"... أعتقد أنه ليس لديك الخبرة الكافية!! فإن ما بين يديك من الفرو من النوع الرديء،
على الرغم من منظره الجذّاب... لذلك لابد من إعادته إلي، لأعيد إليك المبلغ الذي دفعته لي ثمنا للفرو الجيد!!

وشدّدّ "مستر كراين" قبضته على ما يحمل من فراء وازداد بها تمسٌكا.... ثم التفت إلى زوجته يقول باللغة الإنجليزية
ما مفاده:
- يبدو أنه ندم لبيعه هذا النوع النادر بمثل هذا المبلغ الزهيد... فأجابته زوجته:
- حقا... إنه لنوع نادر جدا... وهو يساوي ضعف هذا المبلغ.... ولكن إيّاك أن تدفع له فلسا واحدا زيادة... فلقد تم الشراء،
واستوفى المبلغ الذي طلب، بتمامه وكماله!!
والتفت " المستر جيمس" إلى أبي خليل يقول:
- لن أعيد لك هذا الفرو.... فلقد اشتريته بحر مالي....ونقدتك الثمن بكامله!!
- أبي خليل: حقا.... ولكنه لا يساوي المبلغ الذي دفعته إلي...
إن قيمته لا تزيد على خمسمائة دولار... فأعده إلي حتى أعيد إليك نقودك...
وألقى الرجل نظرة سريعة على عيني زوجته اللتين ازداد توترهما فارتفع الحاجبان،
فعرف إصرارها على رفض العرض الذي قدمه صاحب المحل...

ولكنه رأى الصدق يشع من حديث أبي خليل، الذي كان يلّح على فسخ البيع واستعادة متاعه...
وبعد لحظات سريعة، كان خلالها نهبا للصراع النفسي والتردد المحير، أجاب البائع بقوله:
لقد رضينا بشراء ما أخذناه بالمبلغ الذي دفعناه لك... ولن يسعك التراجع مطلقا!!
وهنا شعر "أبو خليل " أن الأمر يكاد يفلت من بين يديه، فيخرج عمّا كان قد خططه...
وبنبرات حادّة قال:
- إن كنت قد رضيت بذلك لنفسك فأنا لا أرضى به لديني...

وبحركة سريعة امتدت يد "أبي خليل"  لتمسك بالفراء الملفوفة... وهو يتابع قوله:
إنني أخشى على ديني .... وأخاف أن يدخل المال الحرام إلى صندوقي إذا ما بعتك ذلك بأضعاف أضعاف قيمته...
خصوصا أنني بعتك هذه الفراء بهذا المبلغ المرتفع باعتبار أن ما قدمت لك، إنّما هو فرّاء من النوع الجيد...
والحقيقة أنه من النوع الرديء، ولا تزيد قيمته على 500 دولار.
ثم أكّد أبو خليل حديثه بقوله:
- انني لا أقبل، بأي شكل من الأشكال، أن يبقى في صندوقي درهم من حرام!!

وانني لم أقدم على هذا البيع الصوري -في رأيي- إلا حتى أعطيك درسا بالغا بوجوب الحذر من الغشاشين المخادعين...
فإذا بك تتمسك بهذا البيع وترفض إعادة البضاعة، على الرغم من الغبن الكبير الذي أصابك وكنت أنا السبب فيه!!
ونظر إليه شزرا وهو يقول بلهجة المغضب:
- أو تريد أن تحبط عملي الصالح الذي أقدمه بين يدي، رجاء أن يتقبله الله فأنجو يوم الحساب...
فتكون أنت السبب في وقوعي في عذاب الله يوم لا ينفع لا درهم ولا دينار؟؟!!
وايم الحق... إنني لأخشى -إذا ما استسهلت أكل الحرام- أن أكون من المنافقين الذين إذا أذنب أحدهم ذنبا لم يأبه ولم يهتم به.

ووقف "مستر جيمس" يجيل بصره هنا وهناك ... لا يفهم ما يقع ولا يعرف تفسيرا لما حدث...
إنه لا يدري.... أهو يسمع ذلك في حلم أو في يقظة؟!!
كما أنه لا يدري ما إذا كان أبو خليل جادا في كلامه، أو إنه يتظاهر بهذا الكلام (لغاية في نفسه)!!

وبعدها ... رأى أن يعرض على أبي خليل عرضا يعرف من خلاله حقيقة الأمر، جلية واضحة لا مجال فيها للبس ....
فالتفت إليه يرمقه بنظراته النفاذة ... ليرى رد فعل حديثه .... لعله يستنتج من ذلك شيئا... ثم قال:
- إن كان الأمر على ما تقول، فاردد على الفرق بين قيمة هذه الفراء وما أخذت مني .... أربعة آلاف وخمسمائة دولار!!
وما أشدّ دهشته عندما لحظ أن رد الفعل كان فطريا صادقا...حتى إنه كان أسرع من البرق الخاطف!!
وما أشدّ انجذاب عينيه إلى يد أبي خليل التي امتدت فورا إلى صندوقه، لتخرج المبلغ الذي قبضه....
فيسحب أبو خليل منه خمسمائة يعيدها إلى الصندوق ... ويعيد الباقي إلى زبونه ... يعدها له عدا .... أربعة آلاف وخمسمائة دولار ... يسلمها إليه ... ويترك له لفافة الفراء ... بنفس راضية.... قد زال منها كل ما بها من غضب بعد أن زالت أسبابه!!

لقد كان بقاء تلك الآلاف من الدولارات في صندوقه أمرا يؤرقه ويدعوه إلى الغضب العظيم!!
أما وقد زال ما يزعجه، برد المبلغ إلى صاحبه، فقد اطمأنت نفسه، وانفرجت أساريره... وعادت إليه ابتسامته المعهودة وهو يقول:
-" مستر جيمس" لابد لي أن أعلمك أن هذا الفرو الذي اشتريته من نوع ( استراكان).... وهو يشابه الفرو الأصيل في منظره...
ولكنه لا يدانيه في الجودة!!
وإن كنت تود شراء الفرو الجيد ذي القيمة المرتفعة، فإنك لن تجد بغيتك عندي...
بل عليك أن تبحث عن ذلك في السوق بحذر كبير!!
وبعد أن أحكم "المستر جيمس" إطباق يده على المبلغ المعاد إليه، رأى نفسه يقف مدهوشا أمام أبي خليل،
وقد استرخت يده، ليضع ما فيها من نقود على منضدة قريبة... ثم يضع، على غير شعور منه،
الفراء الذي حرص عليه بجوار النقود... ويقف مبهور الأنفاس، فترة طويلة من الزمن، يتأمل هذا الرجل الذي لا كالرجال!!

ثم لا يلبث أن يسترد أنفاسه، فيهمس في أذن زوجته التي بلغت بها الدهشة غايتها ويقول:
- أي عزيزتي...لئن كنا نظن أننا حصلنا على الفرو الأصيل الجيد الذي كنا نبحث عنه،
فإننا في الواقع قد عثرنا على ما هو أثمن من هذه الفراء....
بل قد عثرنا على ما هو أغلى من المعدن الأصيل...
اننا تعرفنا بملاك في ثوب انسان...
وأطرقت المرأة قليلا... ثم قالت:
- حقا.... ما ينبغي لهذا الرجل أن يكون عاديا كباقي الرجال الذي نعرفهم...
إن ورعه وتقواه ليرفعاه إلى ما هو أعلى من مستوى المجتمع!!
والتفت "مستر جيمس" إلى أبي خليل يقول:

- إن شغفي الكبير بالفراء التي اشتريتها منك قبل قليل، لا يساوي شيئا أمام ما تولد في نفسي الآن من شغف جديد،
وحب للإستطلاع شديد ... انني جد تواق، إلى أن أعرف السر الذي دفعك إلى أن تصر بشدة، على وجوب رد هذا المبلغ الكبير،
الذي أخذته مني وأنا راض كل الرضى بدفعه إليك، بل وأنا أصر عليك بأن تقبل به!!
ثم أضاف يقول: سأكون بالغ السعادة والسرور إذا ما تفضلت فوضحت لي ذلك بصراحة تامة...
فلم يجد "أبو خليل" بدا من أن يشرح له الموقف... لذلك طلب منه أن يجلس على مقعد قريب،
ريثما يحضر له كأسا من الشاي، فترتاح النفس لشربه...
وبحذق كبير، يدل على مهارة فائقة، كانت يد أبي خليل تعمل على صب الشاي وتقديمه للزبون..
وبينما كان الرجلان يحتسيان كأسيهما بدأ أبو خليل يحدث جليسه عن ذلك السر الذي تلهف لسماعه، فأنشأ يقول:

إن الذي دفعني إلى ذلك إنما هو ديني وإيماني بالله، وخوفي من ربي الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
وازداد "المستر جيمس" تلهفا لسماع توضيح لما يلقى عليه.... وهو يتلو عليه قوله تعالى:
 " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية، فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابية، إني ظننت أني ملاق حسابية، فهو في عيشة راضية، في جنة عالية، قطوفها دانية" صدق الله العظيم
- تابع قوله... وإنني إذا ما بعتك هذا الفرو الرديء بقيمة الفراء الجيدة أكون قد خدعتك وغششتك،
عند ذلك أكون معرّضا لنقمة الله ... كما أكون قد رميت بنفسي خارج صفوف المؤمنين؛
حيث قال صلى الله عليه وسلم" من غشنا فليس منا"
وقد تلا عليه الكثير من الأيات والأحاديث والمواعظ والحكم؛ وتابع قوله لذلك رأيتني أسارع فأدفع لك الفرق،
وأنا شاكر لك قبولك إياه... لأنك بذلك تكون قد أنقذتني من الوقوع في الحرام والدين لا يتجلى على حقيقته إلا في المعاملة.

وبعد أن امتلأت نفس "مستر جيمس" إعجابا بحديث "أبي خليل" الشائق، وعمله الرائع ....
أطرق قليلا يعمل تفكيره...ثم رفع رأسه وسأل" أبا خليل" عن بعض الكتب التي تتيح له فرصة الاطلاع على هذا الدّين الذي انتزع الإعجاب من نفسه انتزاعا
وقبل أن يصل إلى منزله كان قد عرج إلى السوق، واشترى تفسيرا للقرآن الكريم الذي هزّ أعماق وجدانه...
كما اشترى بعض الكتب التي أرشده إليها صاحبه المسلم "أبا خليل" واعتكف على قرائتها بشغف كبير... لا يكاد يأتيه النوم.
لقد دخل نور الإيمان إلى أعماق قلبه، وهو في دكّان " أبي خليل" الرجل المؤمن الذي فهم الإسلام على حقيقته،
كما دخل نور الفكر الاسلامي، إلى عقله، في الليالي التي تلت ذلك اليوم الذي تعرّف فيه على أبي خليل وبذل كل ما بوسعه، للعمل وفاقا لمقتضيات هذه العقيدة الجديدة، التي غرسها في أعماق أعماق قلبه، الداعية إلى الله " أبي خليل" بائع الفرو والتاجر الأمين.
                                                                                              

                                 نتمنى أن تكون القصة قد نالت إعجابك شاركنا رأيك بالتعليقات  
                             ويمكنك قراءة العديد من القصص المشوقة والممتعة في الأقسام الأخرى.
                                               

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-