';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

حكاية كفاح إمرأة (الجزء1)

 

حكاية-كفاح إمرأة

حكاية كفاح إمرأة (الجزء1)

في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر يحكى أن سيدة مناضلة شهدت حقبة الإحتلال والإستدمار الفرنسي في الجزائر الذي دام 132 سنة، سنتعرف على حكايتها، وكيف كانت حياتها... 

السيدة المجاهدة نصيرة عاشت الوضع وبالتحديد زمن الثورة التحريرية المباركة، التي بدأت سنة 1954،
وهي في سن صغيرة لا يتجاوز 15 سنة،
كانت من النساء اللواتي يحضرنّ الأكل للمجاهدين ويعتنينّ بغسل ملابسهم وتطبيبهنّ عند الإصابة بجروح؛ 
وغيرها من الأمور التي تخص المجاهدين أثناء الحرب.
وبعد مرور بضعه أشهر والحرب التحريرية في أوجّها…
مرت الأيام... جاء رجل بعيدا عن القرية لخطبة نصيرة وطلب يدها للزواج، وهو يخفي وراء طلبه نية خبيثة....
وبطبيعة العادات والتقاليد والوضع الذي تشهده البلاد من حروب وثورات مرت الأيام،
وافق أبو نصيرة من تزويجها لعمّار دون أن يسال عنه أهل الحي أو القرية…

تمضي الأيام من زواج عمّار ونصيرة (نصيرة مجاهدة بطلة وعمار عميل خائن)
أصبحت تتضارب بينهما خلافات كثيرة حول قضية البلاد، وخاصة أن الثورة المباركة في أوجّها
بدأت نصيرة تشٌك في وطنية عمّار وإخلاصه وتفانيه في حب البلد،
بدأت تلاحظ عنه حركات غريبة يخرج ليلا ولا يعود حتى الصباح ومعه كل ما لذّ وطاب من أشهى الأكلات.
تسأله نصيرة من أين لك كل هذا وأنت لا تعمل؟؟!!
فقد كانت الأوضاع الإجتماعية مزرية في البلاد من جوع وحرمان وفقر…

ذات ليلة قررت مراقبته والخروج وراءه ليلا، وفي الليلة الظلماء حضّرت نصيرة لزوجها العشاء باكرا
و اتجهت إلى فراشها لتتظاهر أنها ستنام، ولمّا همّ عمّار بالخروج وسمعت صوت غلق الباب تنكّرت سريعا وخرجت وراءه،
ولمّا وصل عمار إلى وجهته انصدمت نصيرة عندما رأت عمّار يدخل بيت الجنرال الفرنسي،
حينها تأكدّت وزال الشك باليقين…
عادت نصيرة أدراجها وهي تفكر في شأن زوجها الخائن عمار، وفي نفس الوقت خائفة أن ينكشف سرّ عمّار ويظن الناس أنها عميلة سرية هي وزوجها لفرنسا.
وهي تمشي بخطوات حثيثة و تحدّث نفسها!!؟؟ لابد أن أكشف أمره وانفصل عنه في أقرب وقت.

- إلاّ الوطن وكرامة الشعب وتضحيات المجاهدين السابقين وما يقدمه أصدقائها المجاهدين من مواقف نبيله للوطن - 
عادت نصيرة إلى البيت ومكثت في فراشها وفارق النوم جفنيها وهي تفكر في مخرج من هذا المأزق الذي تمر به،
وهي ترتجف خوفا أن يُكشف سرّها أمام المجاهدين أو تأخذها فرنسا للتعذيب بغية الإقرار والإعتراف بكل ما يخص الثورة وأماكن الثوّار.
- استخدمت فرنسا شتى وأبشع أنواع التعذيب شهدتها البشرية من نزع الأظافر ووضع الأسلاك المكهربة على الرأس وقطع أصابع اليدين والأرجل والإعدام بالمقصلة، رغم كل هذا إلا أن هناك أبطال وبطلات صناديد صمدوا في وجه هذا الطغيان وأبوا إلا أن يكتموا السّر فإما الموت أو الانتصار-.

استيقظت نصيرة صباحا وهي تفكر في طريقة تخبر بها أبيها (الشيخ سلطان) بأمر عمّار
- الشيخ سلطان من أكبر المجاهدين في القرية وتعتبره فرنسا النقطة المحورية في اخماد الثورة خاصة في هذه المنطقة لما يشكّله من خطر في كشف مخططات فرنسا وقتل العديد من الجنود العسكريين-
وضعت فرنسا عمّار في هذه المنطقة لينقل لهم كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة،
إلّا أنّ عمّار حاول بكل ما يملك من وسائل وحيّل للتّقرب من أبو نصيرة والتّعرف عليه جيدا؛
ومعرفة أماكن اجتماعه مع باقي المجاهدين، لكن هيهات أن يكون له هذا…

- لقد عانت الجزائر كثيرا من الخيانة والغدر وذاقت مرارة الانتكاس أثناء الحروب والمواجهات،
ففي حرب نوفمبر بجبال الأوراس ذات مرة جهزوا الثوّار أسلحتهم واستعدوا بكل ما أوتوا من قوة لمجابهة العدو ومباغتته على حين غفلة لتأتي اللحظة الحاسمة للظفر بأكبر رؤوس وقادة الجنود العسكريين الفرنسيين-
حيث كان الجنود الجزائريين يختبؤن من وراء الجبال والسهول، ويمر الجنود الفرنسيين لتعطى إشارة اطلاق الرصاص بين الثوّار، لكن للأسف القلّة القليلة التي كان بداخل أسلحتهم الرصاص أمّا البقيّة فقد فوجئوا بأسلحتهم فارغة قد تم استبدالها من قبل الخونة في اللحظات الأخيرة قبل الإستعداد للمواجهة، كانت الهزيمة كبيرة وتمّ قتل العشرات من الشهداء وإلقاء القبض على البقية.

راحت نصيرة إلى مكان أبيها (الشيخ سلطان) في مغارته أعلى الجبل، وانفردت به على جنب
قالت نصيرة: بصوت خائف خافت …آآآ
الأب: ما بك تكلمي!!!
نصيرة: أريد أن أخبرك يا أبي بأمر خطير
الأب: وما هو؟ لقد أقلقتني
نصيرة: عمّار يا أبي عمّار…!!
الأب: بنبرة حادة تكلّمي لقد اقلقتني كثيرا
نصيرة: عمّار خائن يا أبي خائن!!!!
الأب منصدم : ماذا تقولين!!؟؟
قصّت نصيرة على أبيها القصة كاملة.

الأب: عليّ أن أغادر المكان فورا لابد أن الجنود الفرنسيين سيعرفون مكاني عما قريب، وأنت عليك أن تتصرفي معه بشكل طبيعي سأبعث في شأنه رجال يلقون القبض عليه،
بقيت نصيرة محتارة كيف ستتصرف في هذه الورطة.
رجعت البيت حضرت الأكل كالعادة لكن عمّار سرعان ما بادرها بالأسئلة عن (الشيخ سلطان)،
وتظاهر أنه كان يبحث عنه، ليكلمه في موضوع يخص أهل القرية…

التزمت نصيرة الصمت وأنكرت معرفة أيّ شيء يخص أبيها .
وماهي إلا لحظات حتى سمعت نصيرة دّق الباب، قامت مسرعة لفتح الباب وإذا بالرجال الذين أرسلهم الشيخ سلطان لإلقاء القبض على خائن البلاد عميل فرنسا.
عمّار بصوت يرتجف: ماذا هناك ماذا هناك!!؟؟
ليرد عليه أحد الرجال: اخرص أيّها الأحمق الخائن لقد انكشف أمرك،
وستلقى حتفك وترمى جثتك للكلاب الضالة جزاء صنيعك.

تم القضاء على خائن الثورة عمّار…
توجّه الشيخ سلطان إلى منطقة بعيدة عن القرية التي كان يقطن فيها.
وهاجرت نصيرة رفقة أمها وأخواتها الصغار وبعض سكان القرية إلى المغرب، وأثناء المسير ليلا اتجهت القافلة بعيدا عن خطي شال وموريس (الأسلاك المكهربة)؛ لكن المنطقة كلها كانت مزروعة بالألغام، وبحذر شديد كان المهاجرون يرمقون بأعينهم الأماكن التي يجب أن يطؤا فيها تجنبا من الوقوع في الألغام المفخخة، ولحسن الحظ لم يطأ أحد المهاجرين على أي لغم من الألغام وتم وصولهم إلى أرض المغرب بسلام.

تشرد كل المهاجرين في بلاد المغرب مثلهم مثل أي مهاجر جديد في أرض جديدة إلى أن يجدوا عمل ومأوى.
لكن نصيرة وعائلتها كان لديهم معارف في إحدى قرى المغرب لجأوا إليهم وكانت لديهم مزرعة كبيرة اشتغلت فيها نصيرة وأخواتها، كحلب البقرة ورعي المواشي وإدارة بعض شؤون المزرعة.

تعرفت نصيرة على جارتهم أم محمود التي تمتلك معمل للخياطة؛ احتكت بها نصيرة وعلمتها الخياطة،
ثم انتقلت نصيرة لمعمل الخياطة وأول ما قامت بخياطته علم الجزائر تفاؤلا منها بعودتها إلى أرض الوطن للاحتفال بالحرية والإستقلال …
مرت الأيام وتكتشف نصيرة أنها حامل!!
لم تغتبط لمعرفتها هذا؛ حالها كحال الأمهات أنها ستنجب بطلا أو بطلة يدافع على أرضهم المغتصبة،
بل أول ما فكرت به هو كيف ستخبر مولودها عن أبيه، هل تكتم الحقيقة أو تصارحه أن أبوه باع الوطن؟!!
لأن هذا كان يعتبر جريمة أكثر من مغتصب الأرض.
وإن أخفت الحقيقة فلسان الناس لا يرحم وسيسخر منه أقرانه ومعارفه أن أبوه خائن،
هنالك دعت الله دعوه صادقة بيقين الإجابة أن تتحرر البلاد وتستعيد السيادة وينعم أهلها وأطفالها بالحرية و الإستقلال وتطوى صفحة الآلام والحروب وكل المخاوف.

                                                                                                                                 يتبع...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-