';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

حكاية كفاح إمرأة الجزء (2)

حكاية كفاح إمرأة الجزء (2)

 حكاية كفاح إمرأة الجزء (2)

حكاية حقيقة عاشتها السيدة نصيرة مع الكثير من الألم والمعاناة، ألم الإضطهاد الفرنسي و الإغتراب عن الوطن،
إلى شقاء العيش وبؤس الحياة...
تفضل بقراءة الجزء الأول من 👈هنا👉 لتكملة الحكاية...

عاشت نصيرة مع أهلها في المغرب ثلاث سنوات، أنجبت طفلها "العيد سلطان".
أعطته اسم أبيها؛ وكأي أم مهما كانت صفات أبيه إلّا أن هذا ابنها وقطعة منها،
لابد أن تحبه وتحنو عليه؛ ولكن في بعض الأحيان تراودها هواجس؛
أن يكبر ويعايره أقرانه؛ حدّثته بدموع الألم والغربة عن الوطن الغالي،
" بنيّ الغالي أعلم أنّ روحك طاهرة بريئة من خطيئة أبيك،
لا ذنب لك إلا أن أباك خائن؛ لكني أنا أمك كافحت بكل ما أملك من أجل الوطن،
لكن الظروف أرغمتنا بالمجيء إلى هنا،
وسأظل صامدة لأربيك أحسن تربية،
أجوع أنا لتشبع أنت، أتعرى أنا لأكسيك أنت، أنت ابني حبيبي وقّرة عيني".…

تمر الشهور… حتى تمّ عقد "اتفاقيات ايفيان" بين فرنسا والجزائر؛
ومن بين أهم ما توصلت إليه الاتفاقيات… وقف إطلاق النار (يوم 19 مارس 1962).
انتشر الخبر في كل أرجاء المعمورة.
فرحت نصيرة كثيرا بالخبر هي وكل جزائري حر،
وكل الجالية المنتشرة في شتى بقاع المعمورة إنه خبر كلّل بمجهود 132 سنة من الكفاح والجهاد...

أخيرا رضخت فرنسا مرغمة على الخروج من بلاد الأبطال والشجعان صاغرة مذلولة..
بعد أسبوعين من إعلان الخبر؛
عزم المجاهدون المهاجرون في تلك الأراضي التي كانت لهم الصدر الرحب بالعودة إلى الوطن.
ودّعت نصيرة أحبّائها وأهلها المغاربة بدموع ساخنة على أمل الملاقات على أرض الشهداء
للإحتفال معا بيوم الحرية والاستقلال؛
بعض المهاجرين قرّروا البقاء والاستقرار في بلاد المغرب،
والبعض الآخر نادته الروح الوطنية للاستقرار على أرض تشبعت بدم الشهداء...

عادت عائلة نصيرة إلى الوطن وذهبوا إلى بيتهم الذي يسطّر ذكريات الألم والصمود والأمل…
لكن للأسف يا فرحة لم تكتمل بلقيا الأب الشيخ سلطان؛
نعم لقد استشهد الشيخ سلطان وبيده البندقية وهو في معركة حامية دامية؛
هكذا روى أحد الأشخاص للسيدة نصيرة كيف استشهد أبوها؛
وما أجملها من خاتمة؛ نهاية مكلّلة بالشجاعة وروح الفداء والدفاع عن الوطن؛
الذي ننعم بأمانه وسلامه جيل بعد جيل.
بعد أقل من ستة أشهر من وقف إطلاق النار؛ تم الإعلان عن يوم الإستقلال "5 جويلية 1962 "
نفس اليوم الذي دخلت فيه فرنسا الأراضي الجزائرية "5 جويلية 1830" بسيدي فرج بالعاصمة.
وكانت أعظم فرحة وأعظم احتفال في تاريخ الجزائر التي تخلّد ذكراها إلى اليوم.
ويحتفل كل الجزائريين بهذه الذكرى سنويا.
يوما عن يوم أصبحت الجزائر تستعيد سيادتها وتسعى لإزدهارها ورقيّها.

مضت سنه كاملة من الاستقلال والاستقرار؛ ونصيرة كلمّا تقدّم لخطبتها رجل
ويعرف أنها كانت متزوجة برجل خائن ولديها ابن معه يرفض الزواج منها؛
حتى أصبحت ترفض أي شخص يطلبها للزواج.
وبعد فترة تقدم رجل آخر اسمه "أحمد" وافقت عليه بعد إلحاح وضغط من والدتها وإخوانها؛
تزوجت نصيرة بأحمد وكانت قد اشترطت عليه ابنها "العيد" أن يتربى مثله مثل باقي أولادها في المستقبل،
دون تفرقة أو تمييز بينهم؛ وانتقلت إلى قرية أخرى مجاورة،
واستقرت حياتها معه في البداية بشكل عادي
لكن الطفل "العيد" كلّما كبر أصبح بحاجة إلى رعاية أكثر؛ من أكل ولبس …

فالوضع الاجتماعي آنذاك ، كان يسوده الفقر بنسبة كبيرة جدا لمعظم العائلات الجزائرية،
جرّاء ما خلّفه الإستدمار الفرنسي،
والسيد أحمد يشتغل مدرس قرآن؛ ويقتات من رعي الغنم،
ونصيرة تسترزق من حرفة نسيج العبايات والبرانيس الرجالية؛ المصنوعة من صوف الغنم ووبر الابل،
لتطعم ابنها وتعّف نفسها وزوجها من الفقر والجوع؛ لكن رغم هذا إلّا أن الوضع صعب جدا للتّحمل،
حتى أن زوجها السيد أحمد كلّما طلبت منه أن يوفّر أي شيء لابنها "العيد"،
يتأفّف ويضجر، ويوم عن يوم أصبحت تجارة السيّد أحمد في الغنم والمواشي تكبر شيئا فشيئا…

أنجبت نصيرة البنت الأولى "فاطمة" وبعد سنتين الطفل الثاني "محمد"،
لكن وجود الطفل "العيد" وتشاغبه مع الطفلين أصبح يضايق زوجها "أحمد" ويقسو عليه في المعاملة،
ويميّز بينه وبين "فاطمة ومحمد" وكثيرا ما يضربه وهو يمقته لا لشيء إلّا لأنه ابن الخائن،
و"العيد" يشعر بالغيرة ويشكو لأمه؛ ونصيره تدافع عنه وتغضب لأجل ابنها؛
ويرجع "أحمد" يصالحها فقد وافق على تربيته عندما اشترطت عليه نصيرة ذلك قبل الزواج…
وكانت نصيرة كلما تسافر لأهلها تتعمد ترك "العيد" عند أمها فترة من الزمن
حتى يرتاح ممّا يفعله به زوجها "أحمد"
وفي نفس الوقت يلعب مع أخواله؛ وعندما تشتاق له ترجعه..

ذات مرّه كان العيد يلعب مع أخته فاطمة وبعفوية وبراءة الأطفال ضربها دون قصد؛
راحت فاطمة لأبوها تبكي؛ لقد ضربني "العيد"،
غضب أحمد غضبا شديدا من تشاغب "العيد" فمسكه من أذنه وصرخ في وجهه...
لماذا ضربت فاطمة؛ لماذا كل هذا الشغب، من أنت حتى تضربها!!؟
أتعرف من أنت!!، أنت ابن الخائن الحقير...
لكن الطفل "العيد" مازال صغيرا ولا يعرف ما يقوله زوج أمه؛
وما إن سمعت نصيرة هذه الكلمة حتى استشاطت غضبا في وجه أحمد ..
وما ذنبه هو حتى تعايره بهذا النعت!؟؟
تعرف أني أكره هذه الكلمة، ولا أسمح لأي أحد أن يقولها له في وجهه مرة أخرى...

أحمد: وأنا أيضا لا أحبه لأنه ابن الخائن؛ كان عليه أن يُقتل فور ولادته!!!
نصيرة والله إن حقدك على ولدي أوقح من خيانة أبوه!!،
أحمد: قبلت بوجوده معنا بسببك فقط، والآن لم أعد أحتمل وجوده معنا.

نصيرة ومن أرغمك على ذلك فهذا شرط الزواج مني....
وأخذت الأطفال وسافرت عندها أمها بقصد الانفصال؛ غاضبة من تصرف أحمد مع ابنها..
أم نصيرة: تحمّلي يا ابنتي وهؤلاء الأطفال من سيتكفل نفقتهم وتربيتهم!!؟
ارجعي لزوجك..

بعد أيام قليلة عرفت نصيرة أنها حامل ...
جاء أحمد ليستسمح منها ويرجعها إلى البيت،
قرّرت نصيرة أن تعود إلى بيت زوجها وتترك "العيد" يتربى مع إخوانها الصغار،
اختارت زوجها وأولادها و أن تفارق ابنها مقابل أن يكبر في بيت يحِّن عليه أفضل من زوج أم يقسو عليه.
أنجبت نصيرة لأحمد المولود الثالث الطفلة "عائشة".
كبرت العائلة وكبر الرزق معها،

وبعد سنتين أصبحت حامل بالمولود الرابع...
جاءت أم نصيرة لزيارة عند ابنتها مع حفيدها "العيد".
وكان من عادات نساء أهل القرية آنذاك؛
أن يتجمعن كل أسبوع من يوم الجمعة عند النهر خارج القرية لغسل الصوف؛
كانت حرفة النسيج الحرفة السائده ذاك الزمن …

رأت أم نصيرة إمرأة جميلة زرقاء العينين
وهي تنظر لها حتى اقتربت من ابنتها نصيرة وهمست في أذنها...
انظري إلى تلك المراة ذات الشعر الطويل والعينين الزرقاوتين؛
في يوم من الأيام ستكون ضّرتك..
ضحكت نصيرة على المزحة التي مازحتها أمها وأخبرتها أنها حامل..
وستأتي للولادة عندها؛ وتترك "محمد وفاطمة" عند أبيهم..

لمّا اقترب موعد ولادة نصيرة سافرت مع صغيرتها عائشة عند أمها في المدينة،
وتركت "محمد وفاطمة" مع أبيهم…
بعد ثلاثة أسابيع من الولادة رجعت إلى زوجها وأولادها وهي تحمل بيدها الرضيع "مصطفى"
حتى تجد نفسها أمام صدمة كبيرة؛ وموقف لم يخطر على بالها...

                                                                                                               يتبع...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-