';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة الكَمر

قصص جديد قصة الكَمر

في قسم القصص ستجد كل ما يستهويك كقاريء من قصص ممتعة ومشوقة لن تمل من قراءتها للمزيد اضغط👈 هنا👉

قصة الكَمر

(الكَمر ما يلفّ على الخصر يوجد به عدّة جيوب لحفظ النقود والأشياء الثمينة)
الشاب الشامي وقصة الكمر.
قصة ليست ككل القصص؛ قصة واقعية مدهشة يذهل العقل لقراءتها….

التقى الصديق بصديقه بعد طول غياب بعد أن افترقا في سن الصبا والفتوة،
وحال الفقر والحاجة هو حالهما.
ما هذا الذي أراه يا صديقي..!! وما هذا الغياب الطويل!!؟ ما هكذا عهدتك…
كيف وصلت إلى ما أنت عليه!؟
والله إن هيئتك تبدو لكبار التجّار في مصر والشام كلها الولد الشامي:
نعم وهو كذلك..
محمود: هات يا صديقي ما عندك...

هذا يا أخي من فضل الله و واسع كرمه؛ بعد أن كنت يتيم الوالدين،
خادم قومي وأهل بلدي وأنت تعرف هذا قد أنعم الله علي ورزقني من حيث لا أحتسب.
بعد أن كسبت قلب أهل الحي ومحبتهم لي...
اقترحوا عليّا أن أصحبهم للحج و أخذمهم في الطريق وأثناء رحلة الحج؛
وفي المقابل يتكفلون بي لأداء هذه الفريضة

محمود: نعم أعرف هذا؛ ومن وقتها لم أرك، اشتقت إليك كثيرا
وربّ الكعبة ولو عرفت عنوانك وطريق الوصول إليك ما ترددت لحظة في قدوم إلى حيث أنت
الولد الشامي: أعرف أن الهجر طال وأنا مقصّر في حقّ أهلي وأحبتي وها أنا ذا أصل الوصل..
دعني أكمل لك....

وبينما نحن في طريق الوصول إلى مكة المكرمة ليلا وعلى ضوء القمر لمحت شيئا أسودا؛
خُيِّل إليّ أنه ثعبان!!؛ اقتربت منه بحذر حتى أقتله وأبعد أذاه عن الرّكب؛
كنا قد وضعنا أمتعتنا للنوم، حتى أيقنت أنه جماد، مددت يدي لحمله
وإذ به كمر ثقيل...
تفاجأت من وزنه؛ ماذا يكون بداخله يا ترى!؟؟
بعد أن نام الجميع ونأيت على جنب قليلا وفتحته؛
حتى رأيت ذلك المنظر الذي لم أر مثله في حياتي ولم يخطر على بالي أني سأحمله بين يدي في يوم من الأيام.
إنها ليرات ذهبية رحت أعدها واحدة تلو الأخرى حتى وصل المجموع إلى5 آلاف ليرة انجليزي ذهبي
يا للهول هل أنا في حلم!!؟

في الصباح دخلنا إلى الحرم المكي للقيام بطواف القدوم وعقلي وتفكيري منصب حول الكمر الذي يلّف خصري
ولم أستلذ بحلاوة وطعم رؤية الكعبة المشرفة أكثر من فرحي وسروري بالمبلغ الذي أحمله؛
ورحت أمَنّي نفسي أن هذا من فضل ربي عليَّ وبنيت في مخيلتي المباني والقصور والخدم من حولي
بعد أن كنت خادم القوم وما أنا عليه من ثياب رثّة؛ سأصبح صاحب سلطة وجاه...
لكن سرعان ما خاطبت نفسي أو ليس من الحق أن أبحث عن صاحبه؛

لابد أن يكون مستاءٌ جدا لفقده، فمبلغ كهذا إذا ما فقده المرء قد يفقد عقله معه إن كان ضعيف الإيمان،
ثم قلت إنه رزق رزقنيه الله وحرمه من صاحبه ابتلاءا وامتحانا له...
حتى سمعت مناديا ينادي بين جمع غفير من الناس أنه من وجد الكمر يحوي على آلاف5 ليرة ذهبية؛
وذكر شكله ومواصفاته؛ ومن يرجعه لصاحبه له 100 ليرة ذهبية..
يا إلهي ما الذي أسمعه هل أرجعه لصاحبه وأكسب 100 ليرة ذهبية حلال؟ أم استحفظ بالمبلغ كله لي؟
وأنا في صراع النفسي عنيف بين شهوة المال ولذّه التعفف عن المال الحرام؛
ارتاحت نفسي لإرجاع المبلغ لصاحبه؛ 100ليرة حلال أنفع وأبرك لي.

ذهبت إلى المنادي وتوجهنا إلى صاحب الكمر شيخ كبير في السن؛
وأرجعت له المبلغ بتمامه وكماله وأنا انتظره أن يعزل 100 ليرة على جنب حتى يعطيني ما وعدني.
وإذ به يرجع المبلغ كله إلى الكمر
ويسقيني كأس الشاي ليبادلني ما يدور في ذهنه ولينزع اللُبس عمَّا يدور في ذهني،
أشكر لك صنيعك هذا والله إنك لشّاب مخلص، تقي، عفيف قد عرف الإيمان طريقه إلى قلبك
أعرف يا بني أني وعدتك بمائة ليرة من هذا المال، لكنك لم تبدل أي جهد في كسب هذا المال
وما يضيرك أن تتسامح معي؛ فهل يطيب لك أن تأخذ من شيخ مثلي 100 ليرة ذهبية هكذا دفعة واحدة
وقد أفنيت زهرة شبابي في جمعه؛
لا بأس إن أعطيتك خمسين ليرة!؟
قلت له: أجل أقبل بذلك..

لكنه أعاد صبّ الكأس الثاني من الشاي؛ ليستسمح مني مرة أخرى في تخفيض المكافأة إلى 25 ليرة!؟؟
قبلت بذلك…
ثم قال لي في المرة الثالثة وماذا لو سامحتني دون أن أدفع لك شيئا
والله سيعوضك خيرا من هذا المبلغ أضعاف.
لا أخفي عليك وقتها تبدّد الغضب في نفسي ورحت أقول له لا أريد منك شيئا
ما دامت نفسك لا ترغب لدفع المكافاة والإيفاء بالوعد عن طيب خاطر،
وأنا أسامحك على وعدك لي فلا تقلق؛
لو كان همّي المال لأبقيت المبلغ كله معي لكني احتسبت الأجر عند الله.

قال لي: إن الله لا يضيع أجر المحسنين؛ عندي ما هو خير لك من مائة ليرة...
تعال معي إلى الحرم المكي وصلنا إلى حجر سيدنا إبراهيم
ثم قال لي: أمِّن على دعائي بعد أن أنهينا من صلاة ركعتين…
وانا لا أفقه شيئا من دعائه ومستغرب من تصرفه هذا
كان يدعي في نفسه ولم أسمع له شيئا ومن حسن نية أمّنت على دعائه…

وبعدها ودعني قائلا: رافقتك السلامة يا ولدي
عدت إلى المكان الذي أجتمع فيه مع رفقتي في مكة وقد تناسيت الأمر في مكانه
وبعد انتهائنا من أداء فريضة الحج عزمنا على المسير والعودة إلى الديّار
وقد قصدنا المرور على مصر؛ لمّا وصلنا إلى مصر عبر البحر؛
شدّني شيء إلى هذا المكان واجتذب خاطري إلى هذا البلد، و ارتاحت نفسي في العمل هنا؛
استغرب مني الأصحاب عن هذا القرار المفاجئ

"ما بك هل قصّرنا في حقك شيئا!؟؛ هل أحد منّا أزعجك بتصرف!؟ هل تحتاج الى الراحة؛
كيف هذا!؟".
فقلت لهم والله يا سادتي لم أر منكم إلّا الخير ولا أنسى فضلكم عليّا؛
لكني أحببت العمل في هذا البلد وسأعود قريبا إن شاء الله.
قبلوا إعتذاري وأوصوا بي أحبائهم التُجّار المتواجدون في مصر؛
اشتغلت عندهم وكانوا خير خلف لخير سلف...
واستمتعت بخدمتهم؛ مرّت عدّة أشهر وأنا أشتغل عند هؤلاء التُجّار؛
وأجمع المال شيئا فشيئا..

ذات مرة اقترح علي تاجر صالح لا أنسى فضله وصنيعه ماحييت؛
أعطاني 100 ليرة وطلب مني أن أعمل بها في تجارة صغيرة
رفضت أخذ المبلغ منه لكنّه أصرّ عليّا أخذه
وقال لي: إعتبره قرضا ووقت ما توفر لديك الفائض من المال يمكنك إرجاعه لي..
أضفت إلى المئة ليرة ما أملكه من النقود واشتغلت بها في تجارة بسيطة
وطورت العمل شيئا فشيئا…وبعدها قررت أن أسدد ديني للرجل الطّيب..
قال لي: أنا لست بحاجته يمكنك الاحتفاظ به
أقسمت عليه أن يأخذه مني؛ فأخذه ...

ثم فتح معي موضوع الزواج والاستقرار؛ استحيت منه قائلا:
أنت تعرف أنه ليس لديه أهل أو أم لتخطب لي؛
وأنا أكاد أكون غريبا في هذا البلد ومن سيرضى أن يزوجني ابنته!!
ردّ عليّا قائلا: نحن كلنا أهلك دع الأمر لي..

ذات يوم التقينا في المسجد وفتح معي الموضوع مرّة أخرى…
يوجد فتاة يتيمة الأب تسكن هي وأمها فقط؛
وهي من عائلة صالحة وأبوها معروف بأخلاقه ومكانته في البلد
قد توفي منذ مدة وتركها هي وأمها وحيدتين
أقترح عليك الفتاة!؟؛
قد تصلح لك زوجة وتكون أمها بمثابة أمك.
وإذا تمّ الزواج تكون أنت رجل البيت وزوج البنت.

بعد فترة قبلت بالأمر وتزوجت الفتاة وكانت خير زوجةً لي وأمها أحّن عليّا ممّا تصورت؛
مرّت الأيام كانت عندي بعض الأشغال في مستودع المنزل حتى لمحت بعيني سوادا في شق الحائط؛
أيقنت أنها حيّة رقطاء، حملت عصا واتجهت نحو الحائط بحذر.
وحاولت سحب الأفعى إلى خارج الشق أو قتلها داخله بطريقة أو بأخرى
بصعوبة كبيرة وأنا أحاول إدخال العصا داخل الشق لم أرى أيّ ردة فعل توحي أنّ هذا الشيء كائن حي!!
حتى تأكدّت أنه شيء مصنوع من جلد،
حاولت سحبه بيدي لأرى ما هذا؟!! وكيف وصل إلى هذا المكان الضيّق؟
سحبته بصعوبة بعد أن أحدثت فجوة داخل الشق استطعت من خلالها سحبه…
استغربت منه؛ إنه كمر!! ووزنه ثقيل،

جلست في مكاني لأفتحه إذ به مملوء بالليرات الانجليزية الذهبية وهي تتراقص كأشعة الشمس الصفراء.
رحت أعد الليرات ولمّا وصلت إلى رقم 999 بعد أربعة آلاف؛ مسكت الليرة الأخيرة في يدي..
يا إلهي ما هذه الصدفة العجيبة للمرة الثانية يقع في يدي مبلغ كهذا
لكني؛ تذكرت أني في بيت زوجتي وهذا المال لها ولأمها وليس لي حق في أن أخذ ليرة واحدة.

أخذت الكمر إلى حماتي (أمي)...
وأعطيتها الكمر وما إن رأته حتى أجهشت في البكاء…
تأسفت منها فورا وقلت لها سأعيده إلى مكانه كما كان
إلّا أنني استغربت من وجوده داخل الحائط وجئت استفسر منك
فأنا أحسب نفسي واحدا من أهل البيت؟
غير أني أعرف أنه لا يحق لي شيئا ممّا هو داخله.

خاطبتني ولم تتوقف عن البكاء كلّا يا بني لا أقصد من بكائي شيئاً مما ذكرت..
ولما كل هذا البكاء إذاً؟؟
لم ترد علي للحظات وهي تبكي...
ما الخطب يا أمي!؟؟
لقد أقلقتني…
لا لا تشغل بالك بهذا فهو يذكرني بزوجي فقط....
استغربت من جوابها ولم أقتنع به
لا أعتقد سبب بكائك هذا لمجرد أنه ذكّرك بزوجك فقد مرّ على وفاته سنوات طويلة
ودائما كنت تذكرينه أمامنا ولم أعهد أنك بكيتني لذكراه من قبل!!
أقسمت عليها أن تصارحني القول وسّر هذا الكمر

قصت عليّا قصة الكمر؛ أنه ضاع من زوجها وهو في طريقه إلى الحج
وعثر عليه شاب شامي أسمر وقد وعده زوجي أنّ من يجد الكمر يعطيه 100 ليرة
لكنه لم يفي بوعده إياه سامحه الله.
تربّط لساني ممّا سمعت ولم أقدر على الحركة من صدمة الموقف.
لقد كان عمك معروفا بإجابة الدعوة ولا أدري السبب الذي حال دون إستجابه الله له لهذه الدعوة بالذّات
لعلّ هضمه لحق ذلك الولد الشامي الذي أعاد إليه الكمر كان حاجبا لإجابه دعوته.

لكن مهما يكون الأمر فأنا راضية بك زوجا، لابنتي ويشهد الله أنك عزيز على قلبي مثل ابنتي
لم أفهم شيئا ممّا قالته، وكأنه لغزا عويص يصعب حله
لم أستطيع التّحمل أكثر حتى أعرف بماذا دعا عمي حتى أيقنت أن دعائه لم يستجب؛
وأقسمت عليها أن تخبرني بتفاصيل القصة وما هو الدعاء الذي دعا به
قالت لي أنه قد صلى بالشاب الذي أرجع اليه الكمر ركعتين عند مقام سيدنا ابراهيم؛
ودعا أن يكون زوجا لابنته

ولمّا وضع الكمر داخل الشق في المستودع قال لي لن يطّلع عليه إلّا الولد الشامي الأسمر.
ما إن سمعت هذه الجملة حتى سقطت طريحا على الأرض أجهش بالبكاء…
استغربت أمي وحسِبت في نفسها أني قد فسرت سبب بكائها؛ حسرتها عن عدم زواج ابنتها من ذاك الولد الشامي،
وأن المبلغ يستحقه ذاك الشاب.
وأقسمت عليّا أنها تحبني وراضية عني زوجا لابنتها والمال سيكون لي ولزوجتي

فقلت لها ما هذا سبب بكائي ولم أتوقف عن البكاء...
حتى توقفت عن البكاء استجابةً لطلبها وخشيت أن يؤثر بها الأمر
فهي إمرأة عجوز ولا تقوى على التّحمّل أكثر ممّا رأته منّي من ردّة فعل صادمة.
وفي نفس الوقت مستغربة من بكائي ولم تجد له أي تفسير
وأقسمت عليّا أن أخبرها عمّا يبكيني…

تنهدت قليلا وقلت لها:
أنا هو ذاك الشاب الذي أرجع الكمر لعمي.
"وكأني قرأت ما كانت عيناها تريد أن تقوله بعد أن عجز الفم عن التعبير لهول المفاجأة"
نعم أنا ذاك هو الشاب وقد استجاب الله دعاء زوجك...
وبعد أن زالت عنها بعض الشيء من الصدمة
قالت لي: كيف ذلك؟ لا أكاد أصدّق.
وأنا أيضا يا أمي منصدم ممّا سمعت.

سبحان مسير الأقدار
الشكر لله، إن الله إذا أعطى أدهش بعطائه
لقد عوضني الله خيرا من 100 ليرة و خيرا من الكمر
رزقني الله 100 ليرة من حيث لا أحتسب وكانت سببا في توسعة مالي،
ورزقني زوجة من أجمل ما خلق الله
و في الأخير أعاد إليّا الكمر نفسه لم ينقص منه ليرة واحدة يا سبحان الله!!!

وها أنا ذا يا صديقي وسّعت في تجارتي أكثر وأكثر...
حتى أصبحت من أكبر تجّار مصر، وأنا الآن كما تراني،
ولم أنس أهلي وناسي...
ويسّر لي الله زيارتكم فقد إشتقت إليكم كثيرا
وسأعمل على تنفيذ بعض الأعمال الخيرية لأهل بلدي وأريدك أن تساعدني في هذا…
محمود والله إن قصتك لتسطّر بأحرف من ذهب لتكون درساً وعبرة لمن يسمعها.
إنه من يتق الله ويحتسب الأجر عنده وحده،.. لا يضيع عمله.

يسعدني كثيرا عزيزي الزائر أن تكون متابع وفّي لموقعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليصلك كل ما هو جديد ولاتنسى مشاركة القصة مع أصدقائك.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-