قصة النبي سليمان عليه السلام مع النملة للأطفال
![]() |
قصة النبي سليمان عليه السلام مع النملة للأطفال |
قصص الأنبياء هي المنفذ المناسب لعقول الأطفال
لغرس القيم النبيلة بقصص واقعية
والاستفادة منها واستخلاص العبرة
وعليه لا نعتبر قصص الأنبياء وقائع وأحداث تاريخية يسردها القرآن فقط
بل منهج حياة نتعلم منه الدروس.
قال العم أحمد:
أين ذهب الجميع لا توجد نملة واحدة
للأسف كنت أريد أن أطعمهم بعض العسل
ما دام لا يوجد أحد لأكل العسل سأقوم بتنظيف المكان
التقى العم أحمد بالنمل وخاطبهم قائلا:
لماذا تأخرتم هكذا!؟
لكم الحق في أن تحذروا من الإنسان فهو يدمّر الآلاف منكم دون أن يشعر
كما قالت نملة سليمان الحكيم:
كانت جدتكم تؤدي واجبها في حراسة وادي النمل
عندما رأت جيشا عظيما لا تستطيع العين أن تدرك آخره وأحسّت أن وادّيها وقومها في خطر كبير
قالت إحدى النملات:
المشهد من هذا الإرتفاع رائع
ثم رأت مجموعة من النمل الطائر فسألتهم النملة:
هل أنتم من النمل الطائر!؟
النمل الطائر: لا يوجد نمل طائر يا حضرة الضابطة تعرفين أن النملة ثلاثة أجناس، ذكور وإناث وعاملات
ردّت النملة قائلة: نعم أنا أنتمي لجنس العاملات
بعضنا يقوم بتنظيف المستعمرات وبعضنا يقوم بالحراسة مثلي
وهناك من تعمل في البناء أو حفر الأنفاق وغيرها من أعمال هامة
ولكن ما سبب وجود الاناث والذكور!؟
أجابها ذكر النمل: الإنجاب واستمرار النوع ...
نحن في موسم التزاوج تنبت لنا أجنحة نطير بها وبعدها يسقط الذكر ليموت.
بينما تهبط الأنثى إلى الأرض تأكل أجنحتها ثم تبدأ في بناء بيت لتضع فيه الصغار وتربيهم
سألت النملة: هل أنتَ حزين لأنك ستموت
أجاب الذكر: بالعكس أنا في قمّة السعادة لأنني أدّيت دوري في الحياة
النملة: قل لي كيف أجد السعادة مثلك!؟
لماذا لا تجيب!!
هااا... سبحان الحي الذي لا يموت (مات الذكر)
إنها كارثة محقّقة
هلك وادي النمل "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ"
ياأيها النمل لا أحد يسمع صوتي يجب أن أحذرهم أدخلوا مساكنكم.
النملات: لماذا ندخل المساكن نحن نحتفل بالطعام الذي ملأ مخازننا
ماذا حدث أيتها الضابطة!!
الضابطة: لا وقت للشرح نفّذُوا الأمر حالا؛ حالة طارئة
النملات: ماذا جرى للضابطة نملة، لقد أصابها الغرور بعد أن أصبحت قائدة...
ولكن ربما رأت خطرا قادما...
أي خطر ها...!؟
لقد عقدنا معاهدة صلح مع العكانب
الضابط: هل أنت متأكدة يا نملة!؟
أجابت: نعم يا سيدي، الجيش يتحرك باتجاه وادّي النمل مباشرة
سألها: كم عدد البشر!؟
ليس الجيش من البشر وحدهم
ما معنى هذا!؟
الجيش من الجن والإنس والطير يا سيدي
لا يوجد جيش في الأرض يجمع كل هذه الفصائل؛ إلا جيش الملك سليمان.
كم خطوة تفصلهم عنّا؟
100 خطوة بسرعة الإنس
ليس أمامنا وقت للهرب...
أبلغوا الجميع بالإختباء في البيوت
انتظري يا نملة لديك مهمّة خاصة
أمرك يا سيدي...
هناك نمل كثير خارج الوادي يؤدي أعمالا مختلفة عليك أن تحذّريهم وتأمريهم بالدخول إلى مساكنهم
هذا معناه...
نعم هل أنت على إستعداد للموت في سبيل الوطن
على أتم الاستعداد يا سيدي...
تتكلم النملة مع نفسها:
لطالما تمنّيت أن أرى الطرق الخالية تماما، ها هي أمنيتي تتحقق في آخر يوم من عمري
شيء عجيب، أشعر بالنشاط والقوة رغم تأكدي من الموت بعد لحظات هل هذا هو الإحساس بالواجب
نعم الواجب... نعم يجب أن أسرع لأنقذ حياة رفاقي
أنتم ألم تسمعوا الأوامر!!
نحن نعمل في أطراف الوادي ما هي الأوامر!؟
عودوا فورا إلى مساكنكم جيش سليمان أصبح على مسافة 50 خطوة، نجنا يا رب.... نجنا يا رب
النملة الضابطة: عزيزتي ماذا تفعلين هنا!؟
خرجتُ لأتمشى قليلا فالهواء منعش ينشط العقل ويفيد العلماء أمثالي
قلت في نفسي هذه فرصة طيّبة لأزور جارتي العزيزة هل أستطيع أن أطلع على مكان من أعلى!؟
هاااا... عودي فورا إلى حفرتك...
يبدو أنه أصابك الغرور كما يقولون فعلا
أصمتي وعودي إلى وادي النمل
لماذا تصرخين في وجهي هذا ليس من حقّك
لماذا ينتشر الغبار في الجو
لا شيء هذه حواف الخيول في جيش سليمان الحكيم ما...ما...ما ما ما...ماذا تقولين خيول!؟
هو إنس وجن وطيرٌ، أيضا إنه أعظم جيوش الأرض
ولماذا لم تحذرينِ
أنت لم تعطيني فرصة لسانك لا يتوقف عن الثرثرة
قدماي لا تستطيع الحركة لقد أصابني الشلل
أعرف أنها حالة نفسية ولكنني الآن أعجز عن علاجها
ساعديني وحركي أقدامك
لا أقدر..
سأحملك على ظهري إذاً
لا أعرف كيف أشكرك
فقط التزمي الصمت
سأصمت سأموت دون أن أصرخ صرخة واحدة
يجب أن تفعل شيئا أنت قائد النمل
ماذا تتوقعين أن أفعل أحمل في يدي عود قش وأحارب به جيش سليمان الحكيم
أفضل من أن تدعنا هنا نموت من الخوف
اطمئني لن نموت من الخوف ستنهار الجدران فوق رؤوسنا ونموت تحت الأنقاض
يا لها من كلمات مشجّعة
اشكري الله على ما نحن فيه
نحن نحتمي بجدران البيت وأطفالنا حولنا
بينما الضابطة النملة ذهبت إلى الموت بأقدامها
أنقضت حياتي أشكرك
سأعود إلى موقعي على الشجرة
هذا جنون لماذا تعودين
إنه واجبي يجب أن أحذّر النمل
نملة: أنت بالرغم من حجمك الصغير؛ كبيرة جدا جدا أقصد...
لالالالالا هذا ليس وقت الكلام
امممم يا لها من شجاعة
النملة تكلّم نفسها: وصلت في آخر لحظة
يا إلهي هذا الجيش على بعد خطوات قليلة
يا أيها النمل يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون
"وفي هذه اللحظة حدث أغرب شيء يمكن أن تتخيّله النملة، سمعها نبي الله سليمان عليه السلام وتبسم ضاحكا"
النملة مستغربة:!! ماذا يحدث لماذا توقف الجيش!
لماذا يبتسم القائد!؟ هل فهم ما قلته!؟
"انحنى سليمان برأسه ينظر إلى النملة
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ: رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ"
معذرة أيها النبي الكريم لا أفهم اللغة التي تتحدث بها!؟
قال لها النبي سليمان بلغتها:
لا تخافي لا يحطم الجيش وادي النمل سنميل في سيرنا بعيدا عن الوادي
أنا لا أصدق سمعي!! إنك يا سيدي تتحدث بلغة النمل ولكن كيف هذا!؟
قال لها أنا عبد الله ونبيه سليمان أبي هو داوود النبي علمنا الله تعالى منطق الطير والحيوان
النملة: أنت نبي وابن نبي!؟
قال لها: نعم
قالت سمعتك تقول لله أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين
أجابها النبي: نعم
النملة: ترى هل المقام العبودية أعلى من مقام النبوة
قال لها سليمان عليه السلام: ليس هناك مقامان أيتها النملة
قمّة النبوة هي العبودية وهي المقام الآخير في شرف البشر
النملة: أيها العبد الصالح سأدعو الله أن يدخلك برحمته في عباده الصالحين، ألا تدعو لي أنت أيضا!!
قال سليمان عليه السلام: وهو يبتسم لا أعرف بماذا أدعو لك أيتها النملة
لكنني أحسّ أن الله تعالى سيجعل من كلماتك آيات يتلوها المؤمنين في صلاتهم
ثم التفت نبي الله إلى جيشه وقال: ميلوا عن وادي النمل وتقدموا.
المصدر 👈هنا👉
يمكنكم قراءة المزيد عن قصص الأنبياء لأطفالكم
اطلعوا على قصّة 👈النبي ابراهيم عليه السلام👉 للأطفال و👈النبي يونس عليه السلام👉 للأطفال