';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

قصة التاجر الفقير وجبل الذهب الجزء 2



قصة التاجر الفقير وجبل الذهب الجزء 2

قبل البدء بقراءة هذه القصة إقرأ الجزء الأول من 👈هنا👉


 الجبل كان شامخا والجدران الصخرية كانت شبه عمودية ما جعل النزول مستحيلا
وبينما كان يحاول فهم ما حدث وبدأت الغربان السوداء تحوم فوقه مرة أخرى
وكأنها تنتظر الفرصة لتنقض عليه. تمتم محمد بصوت مرتجف: لقد خُدعت
كان يعلم الآن أن التاجر الغني قد نصب له فخًّا وأنه قد لا ينجو من هذا المأزق
بينما كان يحاول التفكير في خطة للخروج من هذا الموقف الخطير
تذكر فجأة الحجارة التي أعطتها إيّاه إبنه التاجر

بحركة سريعة أخرج الحجارة من جيبه وضربهم ببعضهم وإذا بشرار متوهج ينطلقان من الحجر
في لحظة ظهر أمامه رجلان قويان مهيبان نظر أحدهما إليه قائلا:
نحن هنا لمساعدتك ما هي رغبتك؟
نظر إليهما محمد بدهشة وشعور بالإمتنان وقال:
أريد النزول من هذا الجبل والإبتعاد عن هذه الغربان
في لمح البصر رفعه الرجلان القويان برفق وحملاه بعيدا عن قمّة الجبل
ونزلوا به بسرعة إلى سفح الجبل حيث كان الأمان ينتظره 

بعد أن أنزل الرجلان محمد بأمان إختفيا بسرعة
كما وقف محمد على الأرض الثابتة مرة أخرى لكنه كان يشعر بالضعف والإنهيار
لم يكن هذا مجرد إختبار جسدي بل كان إختبارا نفسيا أيضا
عرف الآن أن التاجر الغني لم يكن ينوي الوفاء بأي وعود
وأن الغرض من هذه الرحلة كان الخداع من البداية

بعد كل ما مر به محمد من مخاطر وخداع على الجزيرة الغامضة عاد إلى مدينته
الأيام التي قضاها في التنقل بين قمّة الجبل الذهبي وسفح لم تغادر مخيلته
لكن الحياة لا تتوقف وكان عليه أن يبدأ من جديد
بعد أن إستراح لبضعة أيام قرّر أن يستعيد قوته ويتابع حياته رغم ما حدث له
مر الوقت وبدأ محمد يشعر بأن عليه العودة إلى السوق للبحث عن عمل آخر

 فالمال الذي كسبه من رحلته السابقه لم يكن كافيا للبقاء طويلا دون عمل
ومع أنه كان حذرا هذه المرة أكثر من السابق إلّا أنه كان يعلم
أن الحياة لا تخلو من المخاطر لكنه هذه المرة تعلم دروسا غالية

إستيقظ محمد في الصباح يوم جديد وهو يشعر بالإصرار
إرتدى ملابسه المعتادة وأخذ مجرفته التي أصبحت رفيقته الدائمة في السوق
وخرج من منزله متوجها إلى السوق كما فعل في المرة الأولى
بينما كان يسير في الشوارع الضيقة كانت الأفكار تتزاحم في ذهنه
حول تجربته السابقة مع التاجر الغني المخادع تلك التجربة التي تركت أثرا عميقا في نفسه
والتي علمته أن الثقة العمياء يمكن أن تكون قاتلا 

عندما وصل إلى السوق كان المكان مكتضا بالتجار والمارة
كان الجو مليئا بالضجيج وأصوات البيع والشراء
لكن محمد كان مركزا على هدفه الوحيد العثور على فرصة عمل جديدة
وقف في مكانه المعتاد عند طرف السوق ينتظر أن يقترب منه أحد ليعرض عليه عمل
كما حدث في السابق وهم يبتعدون بسرعة عن الطريق وكأنهم يهربون من شيء ما
نظر محمد حوله ليرى ما يحدث وإذ بعربة مذهبّة تتقدم بين الحشود
نفس العربة التي رآها في المرة السابقة
في لحظة تجمدت قدماه في مكانهما...
كانت العربة الفاخرة تتقدم ببطء وسط السوق

 وسرعان ما تعرف محمد على من يقودها إنه التاجر الغني نفسه
الرجل الذي خدعه ودفعه إلى قمّة الجبل الذهبي كان تاجر يرتدي ثيابا فاخرة مرة أخرى
ووجهه يحمل نفس الإبتسامة الغامضة التي رآها في المرة الأولى
وصلت العربة إلى حيث كان محمد يقف وتوقف السائق فجأة
نظر التاجر الغني إلى محمد بعيون مليئة بالخداع ولكنه في الوقت نفسه كان يتظاهر بالود
نزل من العربة وتقدم نحوه ببطء ثم قال بصوت عالي: يكفي!!!،

 ليسمعه جميع من في السوق: أهلا بك أيها العامل النبيل
هل تبحث عن عمل من جديد؟
كانت كلماته تغلفها السخرية، لكن محمد كان قد تعلم من تجربته السابقة
وقف مستقيما لم يُظهر أي مشاعر على وجهه أجاب بثقة: نعم أبحث عن عمل
ولكن هذه المرة يجب أن نتفق جيدا على الأجر والشروط 

ضحك التاجر الغني بصوت عالي وقال: ممتاز رائع
حسنا سأدفع لك هذه المرة 200 عملة في اليوم ماذا تقول؟
نظر محمد إليه بعينين حادتين وفكّر للحظة
كان يعلم أن التاجر لا يطلب منه العمل بدافع الحاجة بل من أجل إستغلاله مرة أخرى
ولكن هذه المرة كان محمد مستعدا فقد تعلم من المرة السابقة وأعدّ خطة محكمة للإنتقام
قال محمد بثقة: 200 عملة
يبدو عرضا مغريا ولكن لدي شروط،
رفع التاجر الغني حاجبيه بدهشة زائفة وقال: شروط!!

 حسنا وما هي شروطك؟
إبتسم محمد وقال أولا لن أشرب أي شيء تقدمه لي
وثانيا إذا حاولت خداعي مرة أخرى فستدفع الثمن باهضا،
إستمر التاجر الغني في تظاهره بالود وقال: بالتأكيد بالتأكيد لا داعي للقلق
لقد كان الأمر السابق مجرد سوء تفاهم سنبدأ من جديد هذه المرة 

وافق محمد على العرض لكنه كان يعلم أن التاجر يخطط لشيء ما
كان من الواضح أنه لم يتغير وأن نواياه كانت سيئة
لكن هذه المرة كان لدى محمد خطة خاصة به
في تلك الليلة عاد محمد إلى منزله فبدأ يفكر في خطته
كان يعلم أن التاجر سيأخذه مجددا إلى الجبل الذهبي وسيحاول خداعه مرة أخرى
لكن هذه المرة كان محمد مستعدا
قام بجمع بعض الأدوات التي يمكن أن تساعده في مواجهة أي خدعة محتملة
وتذكر الحجران اللذان أنقذاه في المرة السابقة
كان يعلم أن عليه أن يبقى يقظا ويستخدم ذكائه وقوته في مواجهة التاجر

وفي صباح اليوم التالي إلتقى محمد مع التاجر الغني عند المرفأ كما إتفقا
كان التاجر الغني يبتسم وكان كل شيء يسير وفق خطته
ولكن محمد كان هادئا وحذرا، ركب الإثنان السفينة وانطلقا نحو الجزيرة مرة أخرى
الجو كان مشحونا وكلاهما كان يعلم أن هناك مواجهة قادمة
لكن كل منهما كان يخفي نواياه عن الآخر،

عندما وصل إلى الجزيرة كانت الشمس تغرب، و تضيء السماء بألوان حمراء وبرتقالية
والجبل الذهبي كان يلوح في الأفق لامعا تحت آخر أشعة الشمس
توجه الإثنان نحو الجبل كان التاجر يتصرف بثقة وهو يستعد لتكرار نفس خدعته التي إستخدمها من قبل
ولكنه لم يكن يعلم أن محمد خطط لأمر مختلف
عندما وصل إلى الجبل أخرج التاجر الغني زجاجة عصير
وعرض على محمد أن يشرباه معا

لكن محمد هذه المرة كان قد حضّر نفسه لهذا العرض
محمد الذي كان يعلم أن التاجر يحاول خداعه مرة أخرى
ردّ ببرود لنتبادل الأدوار هذه المرة دعني أقدم لك أنا العصير كنوع من الإحترام
لقد تعلمت من المرة السابقة أن لا أشرب قبل سيدي
كان التاجر الغني يحب أن يشعر بالتقدير لذا لم يتردد في قبول العرض
لكن محمد كان قد وضع خطة محكمة
أخرج زجاجة من جيبه وأظهرها للتاجر وقال:
لقد جلبت معي عصيرا فاخرا من مدينتي وهو معروف بجودته،
أعجبت التاجر بالفكرة ولم يشك لوهلة في نوايا محمد 

أخذ الزجاجة منه وقام بصب الكاسين
كان محمد قد وضع في هذا العصير أعشاب خاصة تسبب شعورا بالتعب والضعف الشديد
دون أن تكون منومة بشكل كامل، عندما رفع التاجر الكأس إلى فمه وشربه
لم يشعر بأي شيء غريب في البداية
ولكن بعد دقائق بدأ التاجر يشعر بضعف في جسده
كان يحاول الوقوف لكنه شعر بأن قدميه لا تقدرا على حمله
تساءل التاجر وهو يحاول التماسك ما هذا!؟

 محمد الذي كان يراقب التاجر باهتمام إقترب منه وقال بهدوء:
يبدو أن العصير أقوى ممّا توقعت أليس كذلك
التاجر الذي كان يشعر بضعف كبير أدرك فجأة أنه وقع في الفخ
حاول أن يصرخ أو يتحرك لكن جسده كان عاجزا
أخذ محمد حبلا وأحكم تقييد التاجر دون أن يكون للتاجر القدرة على المقاومة ثم قال:
أنت تعرف يا سيدي أنني قد وقعت في خدعتك في المرة السابقة ولكن هذه المرة أنا من لديه السيطرة

التاجر كان يحاول التحدث لكن لسانه ثقيل وعيناه ممتلئتان بالصدمة والهلع
قال محمد: تريد الذهب!؟
حسنا سأدعك تستخرجه بنفسك لكن هذه المرة لن يكون هناك خداع
ستقوم بالحفر وتعبئة الذهب لي
تحت ضغط محمد أجبر التاجر الغني على الحفر في الجبل الذهبي
على الرغم من ضعفه كان عليه أن ينفذ أوامر محمد الذي وقف فوقه يراقبه بعينين لا ترفّان
كان التاجر يسحب كتل الذهب الكبيرة من الأرض ويضعها في أكياس

فيما كان العرق يتصبب منه قال محمد بصوت صارم:
أنت الذي خدعتني وأردت مني أن أهلك على هذا الجبل لكن الآن أنت من سيذوق الطعم الخداع
بعد ساعات من العمل إنتهى التاجر الغني من تعبئة كل الذهب الذي إستخرجه في أكياس كبيرة
وكان محمد يراقب دون أن يمد له يد المساعدة
عندما إنتهى التاجر كان بالكاد يستطيع الوقوف على قدمه
نظر محمد إلى التاجر المنهك وقال:
الآن حان وقت المغادرة لكن كما تعلم لم تترك لي وسيلة للهروب من الجبل عندما خدعتني
لذا سأتركك الآن لتدبر أمرك بنفسك
ترك محمد التاجر الغني مقيدا على الجبل غير قادر على الحركة وتركه ليلقى مصيره

أخذ الذهب معه وعاد إلى السفينة وهو يشعر بالرضا الكامل عن إنتقامه
نظر إلى الجزيرة من بعيد حيث كان تاجر الغني لا يزال مقيدا في أعلى الجبل
ينتظر ما قد يكون نهاية حياته بعد تحقيق إنتقامه من التاجر الغني
عاد محمد إلى السفينة وهو محمّل بالذهب وعزيمته راسخة على العودة إلى القصر الذهبي
.حيث تنتظره الفتاة الجميلة التي أحبها منذ أول مرة زار فيها الجزيرة

 رحلة العودة إلى الجزيرة كانت مليئة بالأمل والفرح والآن كان ينتظر العودة إلى القصر
ليحقق حلمه في الحياة الجديدة، عندما إقتربت السفينة من الجزيرة
 شعر محمد بارتياح كبير كلما إقترب من الشاطئ
بدأ يتخيل تلك اللحظات السعيدة التي سيقضيها مع الفتاة التي أحبها
الشمس كانت مشرقة والمياه تتلألأ في ضوء الشمس وكانت الجزيرة تستقبل عودته بترحاب
وصل محمد إلى الشاطئ ونزل من السفينة وهو يحمل أكياس الذهب الثمين

توجه إلى القصر الذهبي الذي مع لمع من بعيد وبالفعل تزوج الفتاة الجميلة
وانتقل إلى القصر الذهبي وبدأ حياة جديدة مليئة بالفرح والإزدهار
بفضل ذكائه وشجاعته إستطاع أن يحقق حلمه وأن يبدأ حياة جديدة مع الفتاة التي أحبها.

المصدر: 👈هنا



لمزيد من القصص الرائعة للأطفال والفتيات يمكنك زيارة هذا القسم من👈 هنا
سلسلة أجمل  قصص الأميرات

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-