';function Lazy(){if(LazyAdsense){LazyAdsense = false;var Adsensecode = document.createElement('script');Adsensecode.src = AdsenseUrl;Adsensecode.async = true;Adsensecode.crossOrigin = 'anonymous';document.head.appendChild(Adsensecode)}}

حكاية كفاح إمرأة الجزء(3)


قصة كفاح إمرأة الجزء 3


 حكاية كفاح إمرأة الجزء 3

في هذا الجزء سنكمل قصة نصيرة وكيف كانت ردّة فعلها لمّا عرفت بوجود زوجة ثانية في بيتها؟
قبل تكملة هذا الجزء عزيزي الزائر يمكنك قراءة الجزء 👈الأول والثاني👉 من هنا 

...نعم إنها أمام زوجة ثانية تشاركها الزوج والبيت ونفس المطبخ…
وقفت نصيرة تنظر إليها مطولا والغلُ يعتصر قلبها حتى تذّكرت ما قالته لها أمها قبل مدّة عن هذه المرأة.
إن كلام أمي أصبح حقيقة وليس مزاحا!!
أذعنت نصيرة للأمر على مرارة وحزن؛ فطبيعة النساء آنذاك كنّ يرضين بالزوجة الثانية والثالثة ولا تتكلم
أو تطلب الطلاق؛ فهذا أمر مستحيل في ذلك الزمن لمثل هذا السبب حتى وإن شاركتها سقف واحد.
لكن نصيرة ظلّت غاضبة من زوجها مدّة طويلة ولم تكلمه، وأيضا تتجنب الإحتكاك بضرتها صفية

توقفت نصيرة أيضا عن رعي النعجات والبقرة المتواجدين في إسطبل البيت؛
وتركت مهمة رعيهم إلى ضرتها صفية.
حتى الطبخ وتنظيف البيت، تطبخ نصيرة لوحدها وتطعم صغارها
وبعدها يأتي دور صفية لتطبخ لزوجها
أمّا أحمد كان يحاول مرارا وتكرارا أن يصلح بينهما ويرضي زوجته نصيرة.
وبدأت تحدث بينهما كثير من المناوشات والتضارب على أشياء تافهة داخل المطبخ
وفي الصباح الباكر؛ دائما تستيقظ نصيرة لتسرق كمية من الحليب الذي حلبته صفية بالأمس من البقرة والماعز
وتحضره نصيرة لصغارها وتترك لصفية الشيء القليل فقط.

ذات مرة تعمّدت نصيرة على أخذ كل كمية الحليب التي حلبتها صفية لتصنع بها الجبن للأولاد
ولمّا دخلت صفية لتحضر الحليب، تفاجأت من القدر فارغا واشتدّ النقاش الحاد بينهما.
أخذت نصيرة المقلاه وضربت بها صفية على رأسها، لتهجم عليها هذه الأخيرة بهجمة مباغتة بركلة قوية
على ظهرها لتسقطها أرضا..

وفجأة دخل أحمد فوجدهما متشابكتين حاول فض الشجار، فاشتكت صفية لأحمد واصطّف مع صفية ضد نصيرة،
وزجر في وجه هذه الأخيرة وضربها بلكمة عنيفة على الأنف جرّاء اعتدائها على صفية.
وما كان على نصيرة إلا أن تلقنهم درسا على فعلتهم وجمعت كل الأواني التي اشترتها بنفسها والتي أعطتها لها أمها
وتركت لهم بعض المواعين التي لا تصلح للطبخ، فكّرت بالرحيل عند أمها وطلب الطلاق،
لكن تذكرت الأطفال الصغار ومصطفى الرضيع من سينفق عليهم.
اعتزلت في غرفة لوحدها مع صغارها واستمرت في الطبخ للأطفال فقط، واعتزلت مسؤولية زوجها
وقالت لصفية خذيه هو لك هنيئا لك به وهنيئا له بك.

أما صفية فقد طلبت من أحمد أن يجعل لها بيتا لوحدها!!
أحمد ومن أين لي ببيت ثاني أنت على دراية بحالتي؛ نعم أستطيع أن أتكفّل بكل حاجيتك؛
لكن طلبك هذا محال!!
غضبت صفية وذهبت لبيت أهلها... وتركت أحمد لوحده.

أراد أحمد التودّد والتقرب لنصيرة والسماح منها عمّا بدر منه،
لكن نصيرة تظاهرات أنها قد سامحته لتكسبه في صفّها وتبعده عن صفية
مرّ أسبوع ولم ترجع صفية إلى البيت؛ ذهب أحمد لوالد صفية حتى يوضّح له الأمر ويرجع زوجته إلى البيت.
تفّهم والد صفية الوضع وطلب من ابنته العودة مع زوجها دون نقاش، فقد اختارته ورضيت أن تكون الزوجة الثانية...
استمرت نصيرة على حالها تطبخ لنفسها وعزلت جزءا من المطبخ لها والجزء الثاني لصفية حتى لا تحتك بها

اشترى أحمد بعض الأواني وقسّمهم بين صفية ونصيرة بالعدل،
واستتب الإستقرار بين الزوجتين لكن لا كلام بينهما.
ومع اقتراب شهر رمضان تدّخلت بعض نسوة الحي والأقارب للاصلاح بينهما؛
تسامحت الضرتين من بعضهما البعض وساد الوئام بينهما،
وأصبحت صفية تهتم بالأولاد ويطبخان معاً دون أي مناوشات كبيرة.
لمّا صارت صفية حامل بمولودها الأول كانت نصيرة تساعدها عندما تكون محتاجة للمساعدة،
وتطبخ عنها و تحضّر لها الأكل..
واستمرت الأيام وأنجبت صفية مولودها الأول عبد القادر، ومثل أي ضرتين يعيشان في بيت واحد
لابد وأن يحدث بينهما مناوشات ويرجعان للصلح فيما بعد.

فكان أحمد كل سنة تقريبا أو سنتين يولد له مولود جديد؛ مرة تلد نصيرة وبعدها بسنة ونصف تقريبا تلد صفية
حتى أصبح مجموع أولاد أحمد يتزايد والعائلة تكبر ومصاريف وتكاليف الدراسة والأكل تزيد.
أولاد نصيرة هم: فاطمة محمد عائشة مصطفى الزهراء سعيدة اسماعيل علي والتّوأم وآخر العنقود عبد الله وأمينة.
أولاد صفية عبد القادر حسين ونورة وزينب وأحمد الذي لم يره أبوه.
أخرج أحمد فاطمة وعائشة والزهراء من الدراسة وهم في صفوف الابتدائية وترك الأولاد يكملوا دراستهم.
لمّا صار أحمد بعمر 45 سنة كان لديه 14 ولدا وترك ابنه أحمد في بطن زوجته صفية

توفي مقتولا بسم وُضع له في الشاي في عزيمة لوجهاء الحي
والسيد أحمد كان مقصودا بحيث كان مرشح الأول للانتخابات البلدية.
لمّا عاد إلى البيت أحسّ بوجع شديد في بطنه،
أعطى لابنته عائشة الدواء وطلب منها أن تضعه له في كأس من الماء حتى يهدأ وجعه؛
لكن اشتدّ به الألم أكثر ونقل إلى المستشفى، لكن الطبيب أكّد أن حالته خطيرة،
وقد تأخر في نقله إلى المستشفى لإسعافه وغسل أمعائه لربما قد أكل شيئا مسموما!!

أخبر الطبيب زوجتيه نصيرة وصفية أن أمعاءه تقطّعت، ربما قد تناول شيئا مسموما وخطرا دون أن ينتبه للأكل
أصرّت نصيرة وصفية والطبيب أيضا على أحمد لاخبارهم أين تناول غداء يوم الأمس؟
فأسرّها أحمد في نفسه وأبى أن يبوح بالشخص.
اكتفى فقط بقوله: إن أحياني الله فأنا خصمه وسأحاسبه وإن توفيت فالله حسبه
فأولادي صغار ولا أريد أن أترك لهم مشاكل كبيرة بين العائلتين وتكبر القصة وينتشر الثأر بين العائلة
فالموت موت واحدة.
استسمح أحمد من نصيرة وصفية إن اخطأ في حقهما بقصد أو دون قصد.

وما هي إلّا ساعات قليلة حتى أعلن الطبيب للزوجتين عن وفاة زوجهما
علا البكاء والنحيب أرجاء المستشفى للفاجعة التي حلّت بهما وبالأولاد
ومرّت المحنة الأليمة على الأولاد وكل العائلة كما كان لابد لها أن تمر.
ولقيت نصيرة وصفية نفسيهما أمام مهمة عظيمة، وهي مسؤولية تربية ورعاية الأبناء
والتكفّل بهم بدور الأب والأم معاً خصوصا أن الأولاد في أعمار صغيرة ومختلفة
وبالأخص نصيرة التي حملت على عاتقها تربية تسعة أطفال
أكبرهم سنا 16 سنة وأصغرهم التوأم عبد الله وأمينة بعمر السنة واحدة.
أما فاطمة فقد تزوجت في حياة أبيها ومحمد سافر إلى أوروبا يبحث عن عمل ليعيل أمه وإخوته.

استاءت حالة نصيرة جدا المادية والنفسية وأثقل كاهلها مسؤولية هؤلاء الأطفال.
نصيرة: كيف أتصرف لأعيّشهم؟ فحرفتي لا تكفيني إطعام طفلين فكيف بتسعة أولاد
ومصاريف الدراسة هل أوقف عنهم التعليم؟.
كلها أسئلة خاضت حربها و تبادرت إلى ذهنها لتبحث عن حل في الحالة والوضع الذي تمر به
لابد أن أكافح لتدريسهم ويكون ذلك دّين عليهم أراه في أنفسهم قبل أن يرجعوه لي هذه وجهتي في الحياة
عليّ أن أكافح بكل ما أوتيت وأسعى جاهدة لتربيتهم وتعليمهم ولا أمد يدي لصدقة أو طلب العون إلا من ربي سبحانه

اعتمدت نصيرة على تعليم البنات النسيج وغزل الصوف وغيرها من الحرف التي كانت سائدة ذاك الزمن
والبنات الصغار وكل الأولاد ساعدتهم في إكمال دراستهم.
مرت بضعة أشهر كانت صفية ونصيرة ينتظران الدائنين الذين كان أحمد يقرضهم مبالغ مالية وما أكثرهم هؤلاء
لتقسيم الارث وأخذ كل واحدة منها نصيبها، لكن لم يظهر ولا واحد منهم حتى يسدّد دينه للأرمتلين وهؤلاء اليتامى
أين أرباح الغنم والمواشي أين أموال وتجارة أحمد !؟؟
كل شيء ذهب مع وفاة أحمد ولم يعرفو من هؤلاء الأشخاص الذين جمعتهم حسابات مع السيد أحمد
وسكتوا عن إرجاع الحق لأهله

كانت تشتعل مناوشات مستمرة بين صفية ونصيرة عن الأطفال و مؤونة الأكل التي يقدمها لهم المحسنين والأقارب.
صفية تطلب تقسيم الأكل بالتساوي..
لتردّ عليها نصيرة أنّ عدد أولادي ضعف عدد أولادك كيف تطلبين تقسيم الأكل بالتساوي؟!
لكن عفوية الأطفال يحبون أن يأكلوا جميعا في صحن واحد دون النظر إلى أن يكون أخوه من أبيه أو شقيقه
فعائشة تحنو على أخيها عبد القادر عندما يطلب منها أن تأخذ له قطعة خبز من المطبخ خلسة؛
عبد القادر يلعب مع أخته الزهراء؛ حسين يتشاكس مع أخته سعيدة مثل ما يتشاكس مع شقيقته نورة.
براءة الأطفال جمعت العائلة حول مائدة واحدة بعيدا عن تقسيمات الضرتين

كما أراد الشيطان أن يوقع العداوة والبغضاء بين نصيرة وصفية،
فوسوس لهذه الأخيرة بأن هناك أمر ما تخفيه نصيرة وأنها أخذت أشياء ثمينة من صندوق أحمد
الذي كان يضع فيه قطع من الفضة والسلاح والرصاص والأواني النحاسية
وغيرها من الصناعات الجلدية غالية الثمن لأنهما امتنعتا عن فتح هذا الصندوق بعد وفاة الزوج،
حتى يحضر وجهاء الحي لتقسيم التركة بالعدل.

قالت صفية لنصيرة: أرجعي الأواني النحاسية والقدر الفضي التي أخذتهم من الصندوق!!
نصيرة: لم آخذ شيء لما كل هذا الاتهام؟!
قد اتفقنا على أن لا يفتح الصندوق حتى يحضر الوجهاء ويتم تقسيمه بالعدل.
صفية: بلى أخذتهم، كانت تتواجد 15 قطعة من الأواني النحاسية واليوم وجدت 10 قطع فقط؟!
نصيره: حسبي الله ونعم الوكيل فيك قلت لك ما أخذت شيء
ومعنى هذا أنك فتحتي الصندوق ولم تلتزم بالإتفاق أيتها الخائنة اللعينة
واضح جدا أنك قمت بأخذ أشياء كثيرة وتريدي الصاق التهمة عليّ لتبعدي عنك الشكوك.

                                                                                                                      يتبع...

يسعدنا الاشتراك بصفحات مواقع التواصل الإجتماعي ليصلك كل ماهو جديد ومشاركة القصص مع أصدقائك

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-